Aller au contenu principal

بالتزامن مع إنطلاق الندوات السياسية المؤطرة لمؤتمر النساء "التجربة الديمقراطية للمرأة الصحراوية "(تقرير)

Submitted on

الشهيد الحافظ 17مارس2015(واص)- لعبت المرأة الصحراوية دورا بارزا في المشهد السياسي في خضم معركة  حرب التحرير التي يخوضها الشعب الصحراوي بقيادة جبهة لبوليساريو منذ أزيد من أربعين سنة في مواجهة الإستعمار الإسباني وسياسة العدوانية التي أنتهجها  وكرسها الإحتلال المغربي من خلال القبلية والجهوية.

 

ومنذ تأسيس الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب تبوأت المرأة  مكانة معتبرة ، فشاركت في ميادين الإدارة والتشريع والإعلام والدبلوماسية  والصحة  والثقافة  والتعليم وفي تنمية روح المبادرة وترقية الحس الإجتماعي في الأسرة والمجتمع.

 

كما كانت لها  مشاركة في المؤتمرات والندوات السياسية التي يتم فيها إنتخاب أمناء الفروع السياسية ورؤساء الدوائر منذ 1976م.. وقبل هذا وذاك تم إنتخاب أول إمرأة في المكتب السياسي لجبهة لبولساريو تتمثل في شخصية " مينتو محمد أحمد لمريداني، سنة 1974م.

 

وتعتبر تجربة المرأة الصحراوية التي بنتها في ظل ظروف "إستثنائية" في المخيمات والمناطق المحتلة والأراضي المحررة " نموذجا فريدا" ورائدا في الديمقراطية والتسيير والعمل التعبوي في العالم العربي وإفريقيا.

 

وفي المناطق المحتلة قادت المرأة المقاومة في مواجهة الاحتلال،كان من ابرز معالمها مخيم اكديم ايزيك سنة 2010 الذي يعتبر شرارة ما أطلق عليه الربيع العربي،وقبل ذلك  معركة الكرامة التي خاضتها الناشطة الصحراوية امينتوحيدار بمطار الانثاروتي بجزر الكناري.

 

 

و  قد احتلت مواقع متقدمة في صنع القرار السياسي،  فهي  عضو في الأمانة الوطنية والحكومة والبرلمان والبلديات والدوائر بالولايات الصحراوية الخمسة، بل ان المرأة الصحراوية كانت لها مساهمة في ترقية التجربة الديمقراطية الصحراوية في " النقد والنقد الذاتي" في الندوات السياسية التي كانت تشكل منابر للتعبير عن الراي ونقد التجربة وممارسات الفاعلين ووضع التصور والحلول ازاء قضايا الساعة.

.

وفي كل مؤتمراتها تقدم مساهمة ليس فقط في "تكريس الديمقراطية"،بل وايضا في "تأصيل" تجربة ممارسة المرأة للديمقراطية وتكييفها مع واقع المجتمع سواء في الأساليب أو الآليات والنظم عبر الثثقيف انطلاقا من تجربة مستمدة من واقع معاش لمدرسة صحراوية اصيلة.

 

وأخيرا فإن تنصيص المؤتمر الثالث عشر للجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب على أهمية وجود المرأة في صنع القرار السياسي عبر منحها " حصة اي كوطا" في المواعيد السياسية، ليس إنتقاصا من اهليتها، بل إعترافا بدورها وحضورها الذي فرضته بعملها الميداني ليس في الميادين الإجتماعية والثقافية فحسب بل  وايضا في الإنتفاضة السلمية التي تبوأت فيها دور "الريادة والقيادية" على مدار سنوات الكفاح المسلح للشعب الصحراوي وثورته المظفرة والمنتصرة بإذن الله والمرصعة دوما بدماء النساء والرجال.

 

ومن هنا فإن المكاسب التي حققها الصحراويون والصحراويات على مدار كل هذه السنين مخضبة بالدماء والعرق والمعاناة التي كابدتها المرأة قبل الرجل في جبهات الصراع الساخنة في السجون والمعتقلات في دهاليز اكدز وقلعة مكونة المغربية وبسيمي سيمي والسجن الاكحل بالعيون المحتلة، وفي صمودها  في مخيمات اللاجئين ودعمها للمقاتلين في جبهات القتال واحتضانها لكافة نشطاء ومناضلي الانتفاضة على طول سنوات الكفاح المرير.

 

تحقق كل ذلك بفضل وعي ا المجتمع في ظل رعاية وتأطيرمن جبهة البوليساريو والدولة الصحراوية التي وضعت المرأة في مكانتها المستحقة والمكرسة في القوانين والنظم المسيرة للعمل في القانون والدستور.

وتظل التجربة الديمقراطية للمرأة الصحراوية مصدر فخر وإعتزاز ليس فقط لها بل للمرأة العربية والإفريقية،كونها تشكل دروسا وعبرا تضاف للتجربة الإنسانية بصفة عامة.

 

.(واص)

 

112/090