الشهيد الحافظ ، 17 يونيو 2024 (واص) - أوضح السفير أبي بشرايا البشير ، ممثل جبهة البوليساريو بسويسرا ولدى المنظمات الدولية بجنيف ، أن إنتفاضة الزملة التاريخية 17 يونيو 1970 بقيادة الفقيد سيدي إبراهيم بصيري شكت بدايات الوعي الوطني الصحراوي
وأضاف السفير الصحراوي في مقال مقتضب عن انتفاضة الزملة التاريخية أن مسيرة الألف ميل التي قطعتها جبهة البوليساريو على مدار العقود الأخيرة لفرض حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير والاستقلال، لم تكن لتحدث، لولا الخطوة العملاقة الأولى التي قطعتها حركة تحرير الصحراء (1968 - 1970) في تشكيل الوعي، تنظيم الجماهير واقتحام الميدان في الساعة الصفر؛
ولفت أبي بشرابا البشير، إلى أنه كان لحركة تحرير الصحراء بزعامة المُختطف محمد سيدإبراهيم بصيري الفضل الأكبر في تشكيل بدايات الوعي الوطني الصحراوي من خلال تأطير الإحساس الصحراوي الجماعي بالتميز والرفض العفوي لسلطة الأجنبي، والدفع به لتشكيل وعي جماعي، وبلورته لانتماء سياسي وطني بأهداف واضحة في التحرر والاستقلال.
واشار المسؤول الصحراوي إلى ان حركة تحرير الصحراء كانت أول عهد الصحراويين بالتنظيمات السياسية بهياكل وخارطة طريق واضحة، تهدف إلى تعبئة الجماهير، تنظيمها بشكل سري وترصد الفرصة المناسبة لاقتحام الميدان.
وأكد الدبلوماسي الصحراوي أنه وبعد استحالة الحصول على أرضية توافق مع المستعمر ومع انخراط عدد كبير من الصحراويين في الحركة (تنظيميا أو معنويا) لم يتردد زعيم الحركة،في اتخاذ القرار بالعبور نحو لحظة الصدام مع المستعمر الإسباني ، انطلاقا من الوعي بضرورة نزع القناع عن وجهه الحقيقي أمام الجماهير، وهو ما حصل في مذبحة الزملة التاريخية.
" لقد أحدث سقوط العديد من الشهداء برصاص الشرطة الإسبانية يوم 17 يونيو 1970 والتغطية الإعلامية الدولية الكبيرة التي رافقت المذبحة نقلة نوعية على مستوى الوعي الوطني الصحراوي داخل الاقليم وفي الجوار، وشكل يافطة المرور الكبرى نحو طريق التحرر التي تشير بأحرف عريضة إلى المقاومة الوطنية كسبيل وحيد للتحر" يقول كاتب المقال السفير ابي بشرايا البشير .
واعتبر أن الموقف البطولي والتاريخي لزعيم الحركة حين اصر على رفض مغادرة العيون المحتلة ومواجهة المستعمر كباقي مناضلي الحركة واعتقاله وتعذيبه وفقدان أي أثر له إلى اليوم، ساهم في تجذير تمسك الجماهير بأهداف الحركة وتوسيع دائرة التعاطف معها والتمسك بعهد زعيمها المُختطف.
كما أشار إلى أن انتساع دائرة التعاطف واستمرار الزعيم حياً في ضمائر الجماهير ساهم في الحفاظ على الشعلة متقدة، والحاضنة السياسية والاجتماعية والأرضية التنظيمية خصبة وجاهزة في انتظار تنظيم جديد. ذلك التنظيم لم يتأخر كثيرا - حسبه - وهو جبهة البوليساريو والتي اعتمدت، في نواة التأسيس الأولى والحراك الوطني فيما بعد، على قيادات من الصف الأول والثاني من حركة تحرير الصحراء.
وأضاف قائلا " وبالتالي، فالشجرة وارفة الظلال، الواقفة اليوم ممثلا شرعيا ووحيدا للشعب الصحراوي " جبهة البوليساريو"، لم تكن لتوجد ولا تخضرّ وتثمر لولا البذرة الصلبة التي غرستها حركة تحرير_ لصحراء وزعيمها محمد سيد إبراهيم بصيري، الذي جسد على أرض الميدان المقولة والعنصر الأهم لخلود الزعيم وإجماع الجماهير من حوله: "أنا لا أقول لكم تقدموا، بل اتبعوني".
وختم أبي بشرايا مقاله، بأن المناسبة يجب أن تدعونا كتنظيم ونخب وطنية إلى التحرك، دون تأخير، للتأمين على الحركة ك"ماركة وطنية" مسجلة بأحرف من ذهب في تاريخنا الوطني المعاصر إزاء ما تتعرض له، وتتعرض له بدايات تأسيس البوليساريو، من التزوير ومحاولة التملك والمغالطة التي يقوم بها الاحتلال المغربي ، خلال السنوات الأخيرة ، لافتا إلى أن المثقفون والكتاب الصحراويون والمتضامنون مطالبون، أكثر من أي وقت مضى، بالتأليف وتدوين تاريخ الحركة واستغلال تواجد بعض من قادتها قبل أن يغيّبهم القدر المحتوم. (واص)