روما (إيطاليا)، 15 يونيو 2024 (واص) - استعرضت ندوة حول قضية الصحراء الغربية وتطوراتها الراهنة ، بالعاصمة الإيطالية روما ، مختلف جوانب المسألة سياسيا حقوقيا اجتماعيا واعلاميا ، على ضوء عروض تخصصية عبر ثلاثة جلسات نقاش ، أسهب خلالها المحاضرون في طرق تطورات وتفاعلات القضية الصحراوية .
عضو الأمانة الوطنية ، السفير المكلف بأوروبا ومؤسسات الاتحاد الأوروبي منصور عمر ، أكد على أهمية الندوة ورمزية مكانها ظرفية عقدها ، وبخاصة في ظل ما تسجله القضية الصحراوية من مستجدات ميدانيا وسياسا ، مستعرضاً بالمناسبة مواقف التضامن القوية بالساحة الإيطالية التي كانت سباقةً -يضيف المسؤول الصحراوي- لمرافقة معاناة ونضال الشعب الصحراوي من سنوات الاجتياح الأولى وإلى غاية يومنا هذا ، حيث ما انفكت حركة التضامن تعدد من مبادرات التعاون ومد يد العون للشعب الصحراوي .
بدورها وزيرة الشؤون الاجتماعية وترقية المرأة السويلمة بيروك تطرقت لجهود الدولة الصحراوية وسياستها الاجتماعية في مختلف جوانب الحياة اليومية للاجئين ، على الرغم من شح الإمكانيات وصعوبة الظروف التي يفرضها واقع الإحتلال وما يخلفه من وضعية إنسانية معقدة ، من تقسيم وشتات ولجوء ، مبرزة تجربة المؤسسات الصحراوية الرامية إلى تخفيف معاناة الشعب الصحراوي ، وإنما -تضيف- في بادرة بناء ترنو حرية الإنسان والأرض ، في مسار كفاح وطني من أجل الحرية والإستقلال ، مشيدةً في الوقت ذاته بجهود التضامن بإيطاليا والتي كان لها الفضل الكبير في مرافقة الشعب الصحراوي ونضالاته .
الأمين العام لاتحاد الصحفيين والكتاب الصحراويين نفعي أحمد محمد استعرض تحديات العمل الصحفي وواقع الكتاب بين واقعي اللجوء والاحتلال ، وبخاصة ما يعانيه الصحفيون في الاجزاء المحتلة من الجمهورية الصحراوية من مضايقات ومطاردات واعتقالات وانتهاكات جسيمة ، منوهاً إلى ضرورة توحيد الجهود من أجل مواجهة الحصار الإعلامي الذي يسيج القضية الصحراوية ، بل وتتعرض لحرب دعائية تروم النيل من معنويات الشعب الصحراوي ، الذي يظل يكافح في صمت ، بفعل سياسة ازدواجية المعايير التي ينهجها عالم اليوم وآلته الإعلامية .
وكانت ممثلة جبهة البوليساريو بإيطاليا فاطمتو المحفوظ في كلمة ترحيبية ، قد توقفت عن تقديمها للندوة على أهمية الحدث كمحطة للمرافعة ومرافقة للقضية الصحراوية ، حيث تستجيب موضوعات محاضراتها لما تقتضيه تطورات القضية الصحراوية بعروض لآخر المستجدات وتقديم قراءات تحليلية في ظل الوقائع الراهنة ، مثلما تبرق رسالة للرأي العام الإيطالي والاوروبي حول كفاح الشعب الصحراوي ومعاناته ضد الإحتلال المغربي لأزيد من نصف قرن .
وكان ايريك هاغن عن مرصد حماية الثروات الطبيعية الصحراوية ومحامي جبهة البوليساريو جيل ديفرس والحقوقي وخبير القانون الدولي جيان فرانكو فاتوريني وفرانشيسكو كوريالي خبير التاريخ الإستعماري في الصحراء الغربية ، وبنجامين ولارا عبر تقنية التحاضر المرئي عن بعد ، قد استعرضوا أمام المشاركين مختلف جوانب القضية الصحراوية قانونيا وحقوقيا وبخاصة معركة القانونية وملف الثروات الطبيعية في الصحراء الغربية .
وأطرت جلسات النقاش الثلاث ممثلات عن حركة التضامن الإيطالية مع الشعب الصحراوي ، حيث طرقت ملفات مرافقة الشعب الصحراوي على غرار التضامن السياسي والانساني وبرنامج عطل في سلام ومجالات التعاون المختلفة من صحة وتعليم وخدمات مختلفة .
وشهدت الندوة مشاركة حقوقيين ومحامين وباحثين وكتاب وصحفيين وناشطين من مختلف الجنسيات .(واص)