Aller au contenu principal

النص الكامل لكلمة رئيس الجمهورية الأمين العام للجبهة خلال إشرافه على الاحتفالات المخلدة للذكرى الـ 48 للوحدة الوطنية

Submitted on
النص الكامل لكلمة رئيس الجمهورية الأمين العام للجبهة خلال إشرافه على الاحتفالات المخلدة للذكرى الـ 48 للوحدة الوطنية

 

ولاية أوسرد ، 12 أكتوبر 2023 (واص) -   ألقى رئيس الجمهورية،  الأمين العام للجبهة السيد إبراهيم غالي كلمة خلال إشرافه على الاحتفالات المخلدة للذكرى الـ 48 للوحدة الوطنية التي احتضنتها ولاية أوسرد ، تطرق فيها إلى آخر تطورات القضية الوطنية داخليا وخارجيا وأوجه الكفاح الوطني .

وفيما يلي النص الكامل للكلمة :

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخ رئيس المجلس الاستشاري الصحراوي،

الأخوات والإخوة أعضاء المجلس،

الحضور الكريم،

في حياة الشعوب، هناك أيام وأحداث متميزة، تمثل نقطة تحول تاريخي ومنعطفاً حاسماً في ماضيها وحاضرها ومستقبلها، في وجودها ومصيرها ومكانتها بين الأمم.  ومما لا شك فيه أن عيد الوحدة الوطنية الصحراوية، التي نخلد اليوم ذكرى قيامها الثامنة والأربعين، في مقدمة تلك الأيام الخالدة على مر تاريخ الشعب الصحراوي.

إنه باختصار اليوم الذي قرر فيه الشعب الصحراوي رص صفوفه وتوحيد جهوده وأهدافه والانضواء تحت لواء واحد، والالتفاف حول ممثل شرعي ووحيد، الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، لتقود معركته الوجودية المصيرية من أجل الحرية والكرامة وتقرير المصير والاستقلال.

وفي هذه المناسبة، علينا أن نستحضر اليوم الظروف والدواعي التي دفعت الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب لتنطلق في مسار ذكي وعبقري، قاده رجال مخلصون، وفي مقدمتهم شهيد الحرية والكرامة، قائد ثورة العشرين ماي الخالدة، الولي مصطفى السيد، بدأ بسلسلة من الاتصالات المكثفة والنقاشات العميقة، على واجهات عديدة وفي مواقع مختلفة، وصولاً إلى إعلان عين بنتيلي التاريخي في 12 أكتوبر 1975.

لقد كان الشعب الصحراوي في تلك الآونة في مفترق طرق كله مخاطر وتهديدات، فرضته القوى الاستعمارية وحلفاؤها الغزاة، والذين كانوا يتحينون الفرصة للانقضاض عليه والقضاء المبرم على وجوده كشعب وكهوية وكوطن وككيان.  فبعد جريمة الدولة الإسبانية في حق انتفاضة الزملة التاريخية، بما في ذلك المسؤولية عن فقيد الشعب الصحراوي، محمد سيد إبراهيم بصيري، كانت خطة المستعمرين والغزاة المتكالبين هي إجهاض المشروع الوطني التحرري الذي تقوده جبهة البوليساريو وهي ما تزال تشق طريقها بعد سنتين فقط من تأسيسها، من خلال خطة تقسيم الصحراء الغربية، أرضاً وشعباً، وبالتالي مصادرة حقوق الشعب الصحراوي المشروعة في الحرية والاستقلال.

لقد كانت الوحدة الوطنية، بقيادة الجبهة الشعبية، والتي انخرطت فيها جماهير شعبنا من كل مكان، بصدق وحماس وسرعة، بمثابة أم المكاسب، التي رسخت إلى الأبد حقيقة وجود الشعب الصحراوي وعدالة قضيته وحتمية انتصاره. لقد انصهر شعبنا في بوتقة واحدة، في معركة واحدة، في مصير واحد، فامتزجت دماء شهدائه البررة وتضحياته الجسام بالعرق والدموع والمعاناة، بكل عزم وإصرار على افتكاك النصر الحتمي. فبعد خطوة تأسيس الجبهة واندلاع الكفاح المسلح، جاء قيام الوحدة الوطنية ليكون لها عظيم الفضل فيما تلى من مكاسب جليلة وانتصارات ساحقة، وبناء للمؤسسات الوطنية، وفي مقدمتها جيش التحرير الشعبي الصحراوي، صانع الأمجاد وحامي الحمى وصائن الكرامة. لقد كانت الوحدة الوطنية وراء تأسيس المجلس الوطني الصحراوي ثم إعلان الجمهورية الصحراوية ومؤسساتها، دولة كل الصحراويات وكل الصحراويين، المجسدة لإرادتهم الأبدية في العيش الكريم فوق وطن حر، سيد مستقل.

الأخوات والإخوة،

لا يجب أن نغفل اليوم عن أن بعض الدواعي الأساسية لقيام الوحدة الوطنية لا تزال قائمة، وستظل كذلك ما لم تتحقق الأهداف النبيلة التي قامت من أجلها، وفي مقدمتها الاستقلال الوطني. وفي الوقت نفسه، لا تزال التهديدات والمخاطر التي عجلت بقيام الوحدة الوطنية ماثلة اليوم، خاصة تلك المرتبطة بالتطورات المتسارعة التي تشهدها القضية الوطنية. ولا يقتصر الأمر على التطور الأبرز، وهو استئناف الكفاح المسلح منذ الخرق المغربي السافر لاتفاق وقف إطلاق النار في 13 نوفمبر 2020، ولكن أيضاً حجم المؤامرات والتحالفات المشبوهة مع قوى الشر والطغيان التي لجأت إليها دولة الاحتلال المغربي.

إنها مرحلة حافلة بالتحديات، ولكن شعبنا سيكون، كما كان دائماً، في مستوى التحدي، استعداداً وتعبئة وتجنيداً، على كل الساحات والمستويات. وإن افتتاح الجلسة الأولى للمجلس الاستشاري الصحراوي اليوم، في عهدته الجديدة، في هذا اليوم التاريخي، إنما هو رسالة للتأكيد على الدور المحوري الذي لعبه آباؤنا الأجلاء، أعيان شعبنا الكرام، بمن رحل منهم، ونترحم على أرواحهم اليوم بإجلال وتقدير،مع كل شهداء القضية الوطنية، من أمثال الرئيس الشهيد محمد عبد العزيز، وبمن لا يزال اليوم ماضياً على العهد، بإخلاص ووفاء، وما بدل تبديلاً. فتحية إلى جيش التحرير الشعبي الصحراوي البطل الذي تقدم الصفوف، كما هو ديدنه، في هذه المرحلة الجديدة، بكل شجاعة وإقدام واستعداد للتضحية والعطاء من أجل استكمال مهمة التحرير. تحية إلى جماهير شعبنا في كل مواقع الفعل والنضال، في الأرض المحتلة وجنوب المغرب إلى مخيمات العزة والكرامة إلى الجاليات في كل مكان.

الأخوات والإخوة،

إن المجلس الاستشاري، في حلته الجديدة، الموسعة والمرصعة بالحكمة والخبرة والكفاءات والتنوع والشمولية لكل مكونات الجسم الوطني، شرع في القيام بمهامه كمؤسسة دستورية، مع بقية الهيئات والمؤسسات، في كافة ميادين الشأن الوطني، وعلى كافة الواجهات.

فذكرى الوحدة الوطنية هي دائماً مناسبة متجددة لتعزيز اللحمة الوطنية وتمتين عرى التماسك ورص الصفوف، بمشاركة شاملة، لنبذ الظواهر السلبية وإفشال مخططات دولة الاحتلال المغربي التي تتربص بالأمن والنظام العام وتسعى لتدمير أجيال المستقبل بكل الأساليب الخبيثة، بما فيها المخدرات والمهلوسات وغيرها.والمجلس الاستشاري، كمكون أساسي في تنظيمنا الوطني، مطالب بحضور متميز وريادي في خضم معترك التصدي لدسائس العدو وسياساته التخريبية، وخاصة تلك التي تستهدف الجبهة الداخلية.

الأخوات والإخوة،

 في هذه الأيام التي نخلد فيها اليوم الوطني للخيمة، لا يفوتنا أن نحيي بحرارة بطلات وأبطال انتفاضة الاستقلال عامة، وبشكل خاص أسود ملحمة اقديم إيزيك وكل الأسرى المدنيين الصحراويين في السجون المغربية وعائلاتهم.

ونحن نذكر الدولة الإسبانية بمسؤوليتها القانونية والسياسية والأخلاقية تجاه الشعب الصحراوي وحقه في تقرير المصير والاستقلال، فإننا نطالب مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة بإنهاء الاحتلال العسكري المغربي اللاشرعي لأجزاء من ترابنا الوطني، وحماية شعبنا وحقوقه وثرواته الطبيعية ورفع الحصار المضروب على الأراضي المحتلة من بلادنا.

إن جبهة البوليساريو ملتزمة بالتعاون مع جهود الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الشخصي لحل النزاع مع المملكة المغربية، في إطار سياسي وقانوني واضح، منسجم مع الشرعية الدولية، كقضية تصفية استعمار، يتم حلها عبر تمكين الشعب الصحراوي من حقه في الاستقلال، مثل كل البلدان والشعوب المستعمرة، وبالتالي الشروع فوراً في استكمال خطة التسوية الأممية الإفريقية لسنة 1991، والتي هي الاتفاق الوحيد الذي حظي بتوقيع طرفي النزاع، الصحراوي والمغربي، ومصادقة مجلس الأمن الدولي.

الأخوات والإخوة،

في مناسبة عزيزة كهذه، لا بد أن نتوجه بتحية ملؤها التقدير والعرفان إلى كل أشقاء وأصدقاء الشعب الصحراوي، من كل قارات العالم، الذين وقفوا ويقفون مع قضيته العادلة، وفي مقدمتهم الجزائر الشقيقة، بقيادة السيد الرئيس عبد المجيد تبون. هذا البلد الذي لا يتردد لحظة في التعبير عن موقفه المبدئي مع كل القضايا العادلة في العالم، وفي مقدمتها القضيتان الصحراوية والفلسطينية. وإننا ونحن نشهد التطورات الخطيرة التي تعيشها فلسطين لا يمكن إلا أن نجدد تضامن الشعب الصحراوي مع شقيقه الفلسطيني في كفاحه من أجل حقوقه المشروعة في الحرية وتقرير المصير وإقامة دولته المستقلة، على حدود 1967، وعاصمتها القدس الشريف.

في عيد الوحدة الوطنية، تهب جماهير شعبنا في كل مواقع تواجدها لتجديد العهد للشهداء، للمضي على ذلك الدرب المنير الذي رسموه بدمائهم الزكية الطاهرة، في إجماع والتفاف حول رائدة الكفاح التحرري الوطني، الممثل الشرعي والوحيد للشعب الصحراوي، الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، حتى بلوغ كامل أهدافنا المقدسة في الحرية واستكمال سيادة الدولة الصحراوية على كامل ترابها الوطني.

كل التوفيق والنجاح لأشغال دورة المجلس الاستشاري،

وحدتنا وحدة من حديد، وستظل سائرة،

نموت موحدين ولن نعيش مقسمين،

تصعيد القتال، لطرد الاحتلال واستكمال السيادة . (واص)