Aller au contenu principal

النص الكامل لرسالة الرئيس ابراهيم غالي إلى المعتقلين السياسيين الصحراويين في السجون المغربية، ومن خلالهم إلى الشعب الصحراوي عامة، بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك

Submitted on

بئو لحو(الأراضي المحررة)، 24 يونيو 2017 (واص) -  وجه رئيس الجمهورية ، الأمين العام لجبهة البوليساريو السيد ابراهيم غالي رسالة تهنئة الى المعتقلين السياسيين الصحراويين في السجون المغربية ومن خلالهم الى  الشعب الصحراوي عامة  بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك .
وفيما يلي النص الكامل للرسالة :
رسالة الأخ إبراهيم غالي، رئيس الجمهورية، الأمين العام للجبهة، إلى المعتقلين السياسيين الصحراويين في السجون المغربية، ومن خلالهم إلى الشعب الصحراوي عامة، بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك. 29 رمضان 1438 هـ، الموافق لـ 24 يونيو 2017
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى " مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ، فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ، وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا "   صدق الله العظيم
أيها المعتقلون السياسيون الصحراويون، احمد السباعي ـ النعمة الأسفاري ـ محمد بوريال ـ سيد أحمد لمجييد ـ إبراهيم الإسماعيلي  ـ بنكة الشيخ ـ  الحسين الزاوي ـ الديش الداف  ـ عبدالله التوبالي ـ سيدي عبد  الله ابهاه ـ عبد الله لخفاوني ـ عبد الجليل لعروسي ـ محمد امبارك لفقير ـ محمد خونا  ببيت ـ حسن الداه ـ محمد التهليل ـ محمد لمين هدي ـ البشير خدة ـ محمد البشير بوتنكيزة ـ محمد باني ـ البكاي العرابي ـ محمد الأيوبي  ـ عبد الرحمن زيو ـ التاقي المشظوفي ـ محمد الركيبى ـ إبراهيم لمسيح ـ حمزة الرامى ـ السالك ببير ـ أحمد اباعلى ـ مصطفى بوركعة ـ عالي الشرقى ـ البار الكنتاوي ـ عبد المولى الحافظى ـ عماراعجينة ـ عزيز الواحيدى ـ ناصر امنكور ـ عمار بيينى ـ الوافى الوكارى ـ محمد دادة ـ احمد احميدات ـ لغظف لكان ـ يحى محمد الحافظ إيعزة ـ امبارك الداودى ـ المرخى عبد الخالق ـ شكراد خالد ـ لرباس الشرقاوى ـ اخليهن الفك ـ وليد السالك البطل ـ ازا بوجمعة ـ محمد البمبارى ـ محمد عالي البصراوي ـ السالك لعسيري ـ حسان الشويعر ـ يهديه شكراد ـ أيوب مستغفر ـ صلاح بصير ـ نور الدين العركوبى ـ عبدالله بوكيوط ـ المجاهد ميارة  ـ الهيبة قيس  ـ عالى السعدونى ـ السالك بارك الله ـ أيوب سعيد ـ البشير الدخيل،
يحل عيد الفطر المبارك على الشعب الصحراوي وهو لا يزال يجاهد، صابراً مصابراً، مؤمناً محتسباً، من أجل انتزاع حقوقه الطبيعية المشروعة في العيش الحر الكريم، وإقامة دولته المستقلة، على غرار كل شعوب المعمورة، فوق كامل ترابها الوطني.
وإذا كانت الحرب التحريرية الوطنية المستمرة التي يخوضها، بقيادة الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، اقتضىت وتقتضي وستقتضي التضحيات الجسام والمعاناة والعرق والدموع، فقد كان هذا الشعب وفياً مخلصاً، سخياً معطاءً، لم يتردد لحظة في تقديم أغلى ما يملك من أجل التمتع بحقه المقدس في الحرية والاستقلال.
وعلى مدار أكثر من 44 سنة رصع جبين القضية الوطنية بأنبل صور التضحية والشهادة والبطولة والفداء والصمود والمقاومة، وقدم آلاف الشهداء والمفقودين والجرحى والمعطوبين والمعتقلين وعقوداً من المعاناة في أصعب الظروف، تحت القمع والحصار وفي مجاهل المنفى والتشريد، وصنع جيشه المغوار، جيش التحرير الشعبي الصحراوي، ملاحم بطولية في ميدان الوغى، ستبقى خالدة في تاريخ البشرية جمعاء، حافلة بدروس القدرة الفائقة للإنسان الصحراوي، المؤمن بقضيته، المصر على انتزاع حقوقه، الممتلئ إرادة فولاذية لا يقهرها جبروت الأعداء ولا مَـرُّ السنين.
وإنكم اليوم، أيها الأبطال الصناديد، وأنتم تتقدمون جماهير انتفاضة الاستقلال في معركة المقاومة السلمية التي تخوضها، وخاصة منذ 21 ماي 2005، بكل شجاعة واستماتة، إنما تبرهنون على كل تلك الحقائق، وتجعلون من أنفسكم، وأنتم تقاسون ظلم الاعتقال وظلام الزنازن وعنجهية الجلادين، مثالاً حياً نابضاً على روح التحدي وإرادة الانتصار التي لا تقبل الطيَّ ولا الانكسار.
أنتم اليوم إذن في مقدمة إحدى جبهات معركة الشعب الصحراوي، تحملون ريايات المقاومة وشعارات الكفاح وأناشيد النضال، وقد برهنتم بما لا يدع مجالاً للشك على استعدادكم المطلق للتضحية بكل ما يتطلبه الأمر من أجل إعلاء كلمة الحق، كلمة الشعب الصحراوي، الصادح بالحرية والاستقلال.
فأنتم اليوم مثال لكل صحراوية ولكل صحراوي، وإن جماهير الشعب الصحراوي، في كل مواقع تواجدها، في الأرض المحتلة وجنوب المغرب، في الأراضي المحررة ومخيمات العزة والكرامة، في الجاليات والشتات، لترفع لكم تحية التقدير والإجلال والتقدير، وتحيي فيكم روح الصمود والتحدي وأنتم تواجهون، بشجاعة وثبات، الأساليب الاستعمارية التي تلجأ إليها دولة الاحتلال المغربي.
هذه الجماهير الصامدة لا تعرف الخذلان لأبطالها، وتنبذ نبذاً مطلقاً كل خيانة أو عمالة، وقد رأيتم بأنفسكم كيف أنها ترافقكم بكل صدق وحماس واندفاع في كل مواقع تواجدها، بل إنها تعمل جنباً إلى جنب مع الحركة التضامنية في العالم لتكون معكم حيثما كنتم، بما في ذلك في عقر دار العدودولة الاحتلال المغربي، ككل القوى الاستعمارية، لا تدخر جهداً لكي تعاكس مجرى التاريخ، وتسعى عبثاً لكسر إرادة الشعب الصحراوي، ولا تتوانى عن اللجوء إلى أبشع الاساليب وأفظع الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان
أيها المعتقلون السياسيون الصحراويون في السجون المغربية في العرجات 1 بسلا وفي سلا 1 وفي مراكش و بوزكارن و ايت ملول و تيزنيت وطاطا وفي السجن لكحل بمدينة العيون، عاصمة الصحراء الغربية المحتلة،
إن ما عاشه ويعيشه المعتقلون السياسيون الصحراويون، مجموعة اقديم إيزيك، لهو مثال على النهج الاستعماري المقيت المرتبك، حيث تنقلت بهم دولة الاحتلال المغربي من محاكم عسكرية لا شرعية لها إلى محاكم مدنية صورية فاقدة لكل شرعية، فكل محاكمها للصحراويين هي في النهاية محاكم احتلال عسكري لا شرعي
وبعد أن أصدرت المحكمة العسكرية أحكامها الجاهزة الجائرة، إذ بدولة الاحتلال المغربي تتراجع وتنقل القضية إلى سياق آخر، لتدخل في متاهة مسرحية المحاكمة المدنية، والتي حاولت تسويقها للعالم بأنها تحول حقيقي نحو تطبيق القانون وتحقيق العدالة
وبفضل صمود معتقلي اقديم إيزيك ورفضهم الانخراط في لعبة قذرة مكشوفة، سقطت أقنعة المسرحية الجديدة تباعاً، وانكشف زيف ادعاءاتها تدريجياً، وظهرت للعيان على حقيقتها، مجرد أداة مخزنية في يد دولة الاحتلال المغربي، تسعى للوصول إلى نفس نتائج المحكمة العسكرية، الأداة المخزنية الأخرى، لإصدار أقسى العقوبات، بناءً على ملف مفبرك بالكامل، مكتظ بالتهم الملفقة والشهادات والمحاضر المعدة تحت الطلب، يدعمها شهود يمتهنون الزور وهيئة قضاء تنتظر وصول قرار الحكم لتلاوته.
لكن هيهات هيهات. فلا الحيلة انطلت ولا هي أثرت ولا هي  ستؤثر على إرادة المعتقلين السياسيين الصحراويين، الواثقين مطلق الثقة في براءتهم، المنبثقة من عدالة قضيتهم ومشروعية مطالبهم، وإيمانهم الراسخ بأن المعركة التي يخوضونها هي جزء لا يتجزأ من المعركة الشاملة التي يخوضها الشعب الصحراوي، بصمود ثبات لا يتزعزع، والتي لا نهاية لها إلا الانتصار، مهما اقتضى الأمر من تضحيات ومهما تطلب من زمن.
أيها المعتقلون السياسيون الصحراويون في السحون المغربية،
القضية عادلة والمعركة متواصلة، والشعب الصحراوي سيظل يرافقكم، ليل نهار، بعزم وإصرار، من أجل التعجيل بالنهاية الطبيعية والمشروعة، ألا وهي إطلاق سراحكم، بلا قيد ولا شرط.
وفي هذه الأيام التي خلد فيها الشعب الصحراوي ذكريات عزيزة، تجسد على الخصوص قيمة الوفاء لعهد الكفاح والنضال ولكل شهداء ومفقودي القضية، من أمثال قائد انتفاضة الزملة، محمد سيد إبراهيم بصيري وقائد ثورة العشرين ماي الولي مصطفى السيد إلى الرئيس الشهيد محمد عبد العزيز، فإننا ننقل لكم تحية التقدير والإجلال، ورسالة إخلاص لذلك العهد الذي قطعناه والمضي على درب الكفاح والنضال، بلا تردد ولا هوادة، حتى تحقيق كل أهداف شعبنا المقدسة في الحرية وتقرير المصير والاستقلال وإقامة الجمهورية الصحراوية، دولة كل الصحراويات والصحراويين، أينما تواجدو، على كامل ترابها الوطني.
النصر حليف الشعب الصحراوي وتباشيره تلوح في الأفق. كيف لا والإجماع الوطني الصحراوي الشامل على أهدافه البينلة يزداد قوة واتساعاً؟. كيف لا والشعب الصحراوي إنما يزداد تصميماً ووحدة والتفافاً حول رائدة كفاحه الوطني، الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب؟. كيف لا وجيش التحرير الشعبي الصحراوي يبرهن كل يوم على قدرته على التعاطي مع كل التطورات الميدانية واستعداده لمواجهة كل الاحتمالات؟. كيف لا وانتفاضة الاستقلال لا تتوقف عن الإبداع في الأساليب وفي التمدد والانتشار وتعزيز مقومات البقاء والتصعيد والاستمرار؟ كيف لا والدولة الصحراوية تعزز بناءها المؤسساتي وتكرس مكانتها في العالم؟
ما ضاع حق وراءه مطالب، فلا للمذلة والمهانة، ونعم للعزة والكرامة
تمنياتنا الصادقة لكم ولعائلاتكم ولجماهير الانتفاضة ولكل الشعب الصحراوي بعيد فطر مبارك سعيد، أعاده الله علينا بالنصر المؤزر
قوة، تصميم وإرادة، لفرض الاستقلال والسيادة.
                                                   إبراهيم غالي،
                                            رئيس الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية،
الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب. (واص)
090/105.