مدريد (إسبانيا) ، 6 مارس 2023 (SPS)- أشرفت الأحد منظمة ٌ ماس مدريد ٌ السياسية الإسبانية بالعاصمة الإسبانية مدريد على ندوة تحت شعار: ٌ مستقبل الصحراء الغربية ٌ, بهدف معالجة بعض الأوجه التاريخية في سياق عملية تصفية الإستعمار من الصحراء الغربية , بالتركيز خاصة على المسئوليات التاريخية والأخلاقية والقانونية للدولة الإسبانية, وما يحمله من خطورة قرار رئيس حكومتها السيد بيذرو سانتشيث ووزير خارجيته لصالح نظام الإحتلال المغربي.
ومن أجل إثراء النقاشات , جلس حول الطاولة المستديرة كل من عبد الله العرابي ممثل الجبهة الشعبية بإسبانيا, يولاندا سوبيرو صحفية ورئيسة مجلس الأخبار السابقة للقناة الأولى, وعضو مجلس الشيوخ السيد بابلو بيربينيا, وذلك برئاسة السيدة أيتانا غارّيذو مرشحة منظمة المذكورة أعلاه.
وخلال حديثه عن المأساة التي تعرض لها الشعب الصحراوي منذ المراحل الأولى, أعرب الممثل بإسبانيا عن الأسف الشديد ملاحظا أنه على طول ثلاثين عاما من الثقة الممنوحة للمنتظم الدولي, وقفت الجبهة الشعبية بالملموس على عدم قدرة الأمم المتحدة , الشيء الذي أوصد الباب أمام تطبيق ما تمّ الإتفاق عليه عام 1991 , وسجّع النظام المغربي على مواصلة التعنت لفرض قبول ما يسمّى بالحكم الذاتي الذي لا يتضمّنه مخطط الهيئتين الأممية والإفريقية لإنهاء آخر حالة لتصفية الإستعمار بالقارة.
وأعاد الممثل بإسبانيا الى الأذهان أن الوضعية الحالية هي حالة حرب جاءت نتيجة الخرق المغربي لوقف إطلاق النار بعد مرور ثلاثين عاما, وطوال هذه العقود الثلاث تحوّلت الأمم المتحدة الى أداة لترسيخ الإحتلال المغربي بالمناطق المحتلة من الصحراء الغربية.
وبشأن الموقف الإسباني والمساس بالاستقرار بالمنطقة ومبادئ القانون الدولي, أوضح الممثل بإسبانيا أنه في الوقت الذي تتمسّك حكومة مدريد بموقفها المخجل, فإن جبهة البوليساريو تتمسّك هي الأخرى بموقف واضح وصارم, على أساس أن الشعب الصحراوي هو وحده له الحق في رسم معالم المستقبل.
وركّزت الصحفية يولاندا سوبيرو تدخلها حول ممارسة ٌ سياسة الكيل بمكيالين ٌ من جانب وسائل الإعلام العمومية ضد الصحراء الغربية تجنّبا لإغضاب المغرب.
يذكر أن الصحفية الإسبانية هي مؤلفة كتاب: ٌ الصحراء: ذاكرة ونسيان ٌ, نددت بشدة بالممارسات المغربية المشينة على مستوى وسائل الإعلام والإعلاميين الغربيين لإسكات كفاح الشعب الصحراوي, كما تناولت أيضا الوضع بالمناطق المحتلة وضرورة إلقاء الأضواء علي القمع بحق المواطنين الصحراويين هناك.
وبالنظر الى السياسة الوطنية الإسبانية وإنعكاسات القضية الصحراوية عليها, تحدّث عضو مجلس الشيوخ بابلو بيربينيا عن إخفاق الحكومة الحالية في حساباتها السياسية بخصوص الصحراء الغربية. وأضاف أن التضامن التاريخي والتمسك بالمسئولية تجاه الشعب الصحراوي أظهرت كلها أن الحزب الإشتر اكي العمالي الإسباني لم يكن جاهزا بما فيه الكفاية لمواجهة هيئات المجتمع المدني الإسباني والقوى السياسية بكل تلاوينها. إننا على يقين , كما قال, بأن موقف الحزب تسبب في خلق أزمة شديدة للحكومة نفسها ٌ.
وعن الأمل في التمسّك بموقف إسباني لائق وبنّاء بالمنطقة المغاربية, أعرب عضو مجلس الشيوخ عن يقينه بأن إسبانيا خسرت فرصة ثمينة بميلها على النظام المغربي ومصالحه, رغم أنها تعلم علم اليقين بأن ذلك لا يتماشى مع الشرعية الدولية ومصالح شعوب إسبانيا.
إن دعم النظام المغربي في سياساته, يضيف عضو مجلس الشيوخ, توخيّا لإقرار سياق جديد خارج الشرعية الدولية يعدّ خطوة على درجة كبيرة من الخطورة بالنسبة لإسبانيا , بغضّ النظر عن كونه يجرّ الى الخنوع للنظام المغربي.
وأشار عضو مجلس الشيوخ الى الممارسات غير المشروعة للشركات الإسبانية التي عملت بالنصائح من أجل الإستثمار بالمناطق المحتلة من الصحراء الغربية, موضحا أن إسبانيا تلعب داخل ملعب خطير بالتشجيع على نهب الخيرات الصحراوية.
وأعرب عضو مجلس الشيوخ عن تفاؤله بشأن الحكم المقبل للمحكمة الأوروبية وأنعكاسها المباشر على العلاقات بين المغرب والإتحاد الأوروبي, علما بأن الأمور تتجه صوب إلغاء الإتفاقات التي تمسّ المناطق المحتلة من الصحراء الغربية.
090/304