Aller au contenu principal

" الشهيد الولي كان يتمتع بقدرة خارقة على الاقناع " (السفير بالجزائر)

Submitted on

الجزائر، 09 يونيو 2020 (واص) - أكد عضو الأمانة الوطنية السفير الصحراوي بالجزائر السيد عبد القادر الطلب عمر بأن الشهيد الوي مصطفى السيد كان يتمتع بقدرة خارقة على الاقناع، وكان صادقا ومخلصا فيما يقول ويفعل، وواصل على هذا النهج حتى سقط شهيدا، رابطا القول بالعمل، كل هذا وهو في ريعان شبابه.
واعتبر السفير الصحراوي بالجزائر خلال إشرافه على اجتماع لموظفي السفارة الصحراوية بالجزائر بمناسبة الذكرى الرابعة والأربعين لاستشهاد الشهيد الولي مصطفى السيد، أن الشهيد ورغم شبابه واستشهاده المبكر إلا أنه ترك بعد رحيله أسس بناء متكامل، هياكل، قوانين، برامج، خطط عمل، واستراتيجيات مهدت كلها لمواصلة العمل وخلق النهضة الشاملة في كافة الميادين.
واضاف عبظ القادر الطالب عمر في كلمته " نجتمع اليوم مع الإخوة العاملين بالسفارة الصحراوية بالجزائر وامتداداتها وممثلي مختلف القطاعات، نجتمع اليوم لتخليد الذكرى ال الرابعة والأربعين لاستشهاد مفجر الثورة الشهيد الولي مصطفى السيد المصادفة ليوم 09 يونيو، والذي هو يوم الشهداء، نجتمع لتجديد العهد والاسترشاد بمثلهم والسير على نهجهم، مثلما خلدنا منذ ثمانية ايام الذكرى الرابعة لاستشهاد الرئيس الشهيد محمد عبد العزيز واستحضرنا مميزاته وأساليب عمله وما تم من إنجازات كبيرة طيلة أربعين سنة من قيادته للحركة والدولة، نسأل الله له ولكل الشهداء أن يتغمدهم في جنات النعيم.
ومنذ يومين - يقول السفير بالجزائر - ودعنا شهيدا أخر متميزا وهو الشهيد امحمد خداد الذي لعب أدوارا رائدة وطلائعية في العديد من المجالات والقطاعات التي تولى تسييرها، بالإضافة إلى إسهاماته في تعزيز وتقوية التنظيم بشكل عام، بفضل فاعليته ومثاليته والمردود البارز لعمله، وما الصورة التي أظهرتها الجماهير الشعبية والكتابات المختلفة والمقالات والصور الصوتية والمرئية التي ظهرت إبان توديعه وتشييع جثمانه إلا تعبيرا عن ما يكنه له شعبه من التقدير والاحترام والتأثر بفراقه، سائلين له الرحمة والغفران، وأن يعيننا على مواصلة السير على خطاه إلى غاية تحقيق النصر.
ومثلما خلد الشعب هذه الذكريات - يضيف عبد القادر الطالب عمر - ودع هؤلاء القادة، فإن يوم 09 يونيو هو يوم آخر للذكرى، هو يوم تاريخ استشهاد مفجر الثورة الشهيد الولي مصطفى السيد، نقف اليوم لنسترشد بفكره ونستنير بسلوكه، وإنه لمن حق الشعب الصحراوي أن يعتز ويفتخر بأن له قائد مسيرة مميزا واستثنائيا في ذكائه وحيويته وجرأته ووعيه العميق بالأوضاع الدولية والجهوية والوطنية وبالإشكالات التي كانت تواجه الثورة وكيفية التغلب على التحديات، وكيف يصنع التنظيم وكيف يتم تكوين الإطار وكيف يتم بناء القوة وكيف تحقق المكاسب وتصنع التحالفات الدولية، وكيفية التغلب على معوقات السير.
فقد كان رحمه الله واضح عن مشروع الثورة ومسارها، وكان لا يعرف المستحيل، يتمتع بقدرة خارقة على الاقناع، وكان صادقا ومخلصا فيما يقول ويفعل، وواصل على هذا النهج حتى سقط شهيدا رابطا القول بالعمل، كل هذا وهو في ريعان شبابه، وأسس وقاد الثورة وهو لا يتجاوز أربعة وعشرين عاما، وهذه الميزة الاستثنائية جعلت منه رمزا وطنيا ودوليا يحظى بالإجماع من طرف الجميع قيادة وقاعدة مع التسليم الكامل بهذه الحقيقة منذ البدايات وحتى اليوم، وهي مسلمة لدى الجميع، لأنه بفكره وسلوكه وكل مواقفه مثّل الاسمنت الرابط، وبتوصياته شكل الانصهار الجامع والالتحام المطلوب لصنع القوة لطرد الغزاة.
ورغم شبابه واستشهاده المبكر إلا أنه ترك بعد رحيله أسس بناء متكامل، هياكل، قوانين، برامج، خطط عمل، واستراتيجيات مهدت كلها لمواصلة العمل وخلق النهضة الشاملة في كافة الميادين مثلما وقع وص ار تحت قيادة خليفته للحركة والدولة الرئيس الشهيد محمد عبد العزيز.
كان مؤمنا بالثورة، متشبعا بهوية شعبها العربية الإسلامية الإفريقية والتحررية المتمسكة بقيم العدل والديمقراطية ذات الأبعاد الإنسانية العالمية.
الشهيد الولي رحمه الله حدد بوضوح شروط النصر ومعوقاته وكيف يتم التغلب على تلك العقبات بإيجاد النوع القادر على تعويض النقص وصنع الفارق وكيف يمكن تجاوز مظاهر التخلف والتمسك بصنع أسباب القوة والتقدم، كما دعا رحمه الله إلى التركيز على بناء التنظيم السياسي الواعي الجامع والموحد والمؤطر للطلائع والجماهير المناضلة والضامنة للوجود المحترم بشكله المعاصر: شعب، وطن، دولة، كما حذر مما يؤدي للعدمية السياسية من قبلية وغيرها من أسباب التفرقة التي يستغلها العدو لإبقائنا في دائرة الجهل والتخلف المؤدي للاندثار.
كان رحمه الله يقول ويكرر إن أسباب المكاسب وأسباب الاحترام وأسباب القدسية تحققت باسم الشعب وليست باسم القبيلة أو أي شيء آخر.
وصية الشهيد الولي والشهداء من بعده هي التمسك بهذه القناعات والمبادئ وهي الالتفاف حول الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب كتنظيم سياسي طلائعي ورائدة الكفاح ، أوصى وأوصى الشهداء بالتشبث بوحدة الشعب والاخلاص للوطن والالتزام بكل المبادئ والقوانين التنظيمية الجامعة ، وأحسن ما نخلد به هذه الذكرى هو الوفاء لهذا الفكر كضامن للمسيرة المظفرة ومحاربة ونبذ كل ما يناقض او يتنافى مع هذا الخط الذي يعمل الأعداء بكل الطرق على استهدافه واستهداف تماسك الجبهة الداخلية التي تتحطم على تراص صفوفها مؤامراتهم الاستعمارية . (واص)
090/105