الجزائر ، 04 نوفمبر 2019 (واص)- اعتبر السفير بالجزائر، عضو الأمانة الوطنية السيد عبد القادر الطالب عمر أن اللائحة الأخيرة الصادرة عن مجلس الأمن الدولي بخصوص عهدة بعثة الامم المتحدة لتنظيم الاستفتاء في الصحراء الغربية (المينورسو) كانت "مخيبة ودون المستوى" وتمثل تراجعا عن الديناميكية التي تم بعثها في الفترة الأخيرة. وأوضح طالب عمر في كلمة له - خلال لقاء تضامني بين أبناء الشهداء (الجزائر-الصحراء الغربية) - أن اللائحة كانت "دون المستوى ومخيبة للآمال وتمثل تراجعا عن الديناميكية التي تم بعثها في الفترة الأخيرة"، مشيرا إلى أنها كانت تقريبا تجديد لنفس اللائحة السابقة بدون أية إضافة، ما عدا تلك المتعلقة بفترة التمديد لسنة كاملة للبعثة الاممية بدل ستة أشهر. وحذر المسؤول الصحراوي من أن الشعب الصحراوي وجبهة البوليساريو قد صبروا لمدة 28 سنة وتحملوا الكثير كما أعطوا فرصا أكثر من اللازم لحل النزاع بالطرق السلمية، مما سيدفعهم ل"مواصلة الكفاح بكل الوسائل المشروعة". وبخصوص الإجراءات التي تنوي جبهة البوليساريو اتخاذها بهذا الشأن، أكد السيد طالب عمر ل(واج)، أن "الجبهة سجلت الموقف وبعثت برسالة لكافة الأطراف المعنية بالأمر وستتخذ قياداتها المواقف المناسبة في الوقت المناسب". وفي هذا الصدد، أوضح أن المؤتمر ال15 لجبهة البوليساريو الذي سينعقد خلال الفترة ما بين 19 و22 ديسمبر المقبل - سيتطرق لهذه المسألة و"سيتخذ موقفا حازما لفرض تصحيح الأمور وإرجاعها إلى نصابها الحقيقي ورفض عملية الانحراف هذه، مع ضرورة أخذ هذا الموقف بالجدية المطلوبة". كما سيقوم المؤتمر - في ظل هذه الظرفية الخاصة - ب"تقييم استراتيجية الكفاح ووضع الخيارات والنماذج الكفيلة لتجاوز الصعاب من أجل دفع القضية الصحراوية إلى الأمام، مع ضمان حق تقرير المصير للشعب الصحراوي ومنع هذا الانحراف والتراجع، الذي يحاول النظام المغربي فرضه مدعوم من حلفائه وخاصة فرنسا كما هو معروف". كما ذكّر الدبلوماسي الصحراوي بأن "جبهة البوليساريو قد قدمت تنازلات وقبلت بمبدأ الاستفتاء كحل وسط، كما نبهت في العديد من المرات من التجاوزات والانتهاكات المغربية، وطالبت بتصحيح الوضع باعتباره انحراف عن المسار المحدد والاتفاق المحدد في مخطط سلام 1991 الذي بموجبه تم التوقيع على وقف إطلاق النار. وفي هذا الإطار، شدد على ضرورة "تصحيح هذا المسار" في الوقت الراهن، محملا مجلس الأمن والمجتمع الدولي المسؤولية، باعتبار أن "البحث عن الحل السلمي حتى في إطار الشرعية لم يعد موجودا". وكان مجلس الأمن الدولي، قد جدد يوم الأربعاء الماضي عهدة بعثة المينورسو لعام آخر في تصويت نال تأييد 13 صوتا فيما امتنعت عن التصويت كل من روسيا العضو الدائم في مجلس الامن وجنوب افريقيا التي تولت الرئاسة الدورية لمجلس الامن لشهر اكتوبر المنصرم. وفي هذا الصدد ثمن السفير الصحراوي الموقف الروسي، ووصفه ب"المشرف" كونها امتنعت ولم تعارض كي لا تسقط اللائحة مباشرة وتترك فراغ في القضية الصحراوية. كما ثمن موقف الجزائر التاريخي والثابت تجاه القضية الصحراوية - في مداخلة له خلال لقاء تضامن وصداقة جمع بين أبناء الشهداء (الجزائر والصحراء الغربية) بمناسبة الذكرى 65 لاندلاع ثورة التحرير الوطنية وعيد الشباب الإفريقي - واعتبر أن هذا الأمر ليس غريبا على بلد الشهداء، قلعة الاحرار ومكة الثوار. كما أشاد بالدور الفعال الذي يقوم به الاتحاد الإفريقي على مستوى القارة ومع الشركاء الدوليين لصالح القضية الصحراوية من أجل تمكين الشعب الصحراوي من ممارسة حقه في تقرير المصير.(واص) 090/105/700