باريس (فرنسا) 11 ديسمبر 2019 (واص): أجرى وفد صحراوي لقاء موسعا مع النائب بمجلس الشيوخ الفرنسي، عضو لجنة الشؤون الخارجية والدفاع، السيدة كريستين برونو، يدخل ضمن سلسلة اللقاءات التي يجريها الوفد منذ شهر نوفمبر مع الهيئات السياسية والنقابية والحقوقية في فرنسا، المدرجة في جدول أعماله في إطار الأسبوع الدولي للتضامن الذي يشرف عليه المجلس الولائي لجهة فال دو مارن.
وقد أفتتح اللقاء بالإستماع إلى عرض مفصل قدمه عضو رابطة حماية السجناء الصحراويين بالسجون المغربية، السيد حسنة مولاي الداهي، حول الوضع في المناطق المحتلة من الصحراء الغربية في ظل إستمرار حملات القمع الممنهج والخطير ضد المدنيين الصحراويين على أوسع نطاق، لاسيما إستهداف النشطاء الإعلاميين والحقوقيين، مثل حالة المدافعتين الصحراويين عن حقوق الإنسان محفوظة لفقير التي أدينت بالسجن لـ06 أشهر ومينة أباعلي التي تم فصلها بشمل نهائي من العمل على خلفية نضالهم من أجل حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير.
وقال السيد، حسنة مولاي، أن القمع الممنهج الذي يتعرض له الصحراويون اليوم والحرمان من مختلف الحقوق الأساسية، تتحمل مسؤولياته المباشرة بعد الإحتلال المغربي، حكومة باريس التي مارست ضغطا قويا على مجلس الأمن الدولي بل هددت بإستعمال حق النقض (فيتو) ضد مشروع قرار تقدمت به الولايات المتحدة الأمريكية سنة 2013، يدعو إلى تمديد ولاية بعثة الأمم المتحدة للإستفتاء في الصحراء الغربية، لتشمل جانب مراقبة حقوق الإنسان والتقرير عنها في الصحراء الغربية ومخيمات اللاجئين الصحراويين.
من جانبه، عالي إبراهيم محمد، الملحق الإعلامي بممثلية الجبهة في فرنسا، أطلع عضو مجموعة تحالف الشيوعيين والجمهوريية والحضر في مجلس الشيوخ، على آخر تطورات القضية الصحراوية، فيما يتعلق بمستقبل مسار التسوية الأممي وخطة السلام في الصحراء الغربية عقب القرار الأخير لمجلس الأمن غير المتزن وكذلك الفشل الذريع للأمم المتحدة في التعاطي الإيجابي مع الديناميكية التي أطلقها المبعوث الأممي الأسبق الرئيس هورست كولر أو القدرة على الحفاظ عليها إلى حين تعيين مبعوث أخر جديد يدفع بالجهود المبذولة من أجل التوصل إلى حل عادل ونهائي لقضية الصحراء الغربية، يضمن للشعب الصحراوي حقه غير القابل للتصرف في تقرير المصير.
كما أكد في ذات السياق أن محاولات بعض الأطراف الدولية إبقاء الوضع في الصحراء الغربية على ما هو عليه، يشكل تحدي صارخ للشرعية الدولية وقرارات الجمعية العامة ومجلس الأمن الدولي، كما يهدد من جهة أخرى عملية السلام ومسار التسوية الأممية وكذا الأمن والإستقرار في منطقة شمال إفريقيا .
وفي ما يخص عدم إلتزام فرنسا وإحترامها لمبادئ الجمهورية، أطلعت كل من السيدة كلود مونجان وكرسيتين ماسمان أعضاء جمعية أصدقاء الجمهورية الصحراوية، مستضيفتهم على الكيفية التي باتت تتعاطى بها الحكومة مع الجمعية والرسالة الموجهة إلى مختلف مؤسساتها الرسمية سواء الداخلية أو الخارجية، مبرزة كمثال عن ذلك تحايل حكومة ماكرون فيما يخص ضمان حق الناشطة مونجان في زيارة زوجها المدافع عن حقوق الإنسان والمعتقل السياسي لدى الإحتلال المغربي، رغم تقديم تعهدات بشأن ضمان ممارسة حقها في التنقل والزيارة على لسان وزير الخارجية إيف لودريان خلال رده على سؤال شفوي للنائب البرلماني ورئيس مجموعة الدراسات من أجل الصحراء الغربية جون بول لوكوك في 16 ماي 2018.
هذا ويبقى جدير بالذكر أن هذا اللقاء الموسع الذي جرى بجناح تحالف نواب الحزب الشيوعي والجمهوريين والضر بمجلس الشيوخ الفرنسي، في قصر ليكسمبورغ، يأتي بعد أسابيع من إحتضان مقر المجلس لندوة دولية حول سيادة الشعب الصحراوي على موارده الطبيعية شارك فيها خبراء، محامون ومنظمات دولية إلى جانب شخصيات سياسة ودبلوماسية وحركات التضامن مع الشعب الصحراوي من مختلف البلدان.
(واص) 120 /090