Pasar al contenido principal

الرئيس ابراهيم غالي يتوجه غدا إلى بروكسل للمشاركة في القمة السادسة الاتحاد الأوروبي - الإتحاد الأفريقي

Submitted on

الشهيد الحافظ، 15 فبراير 2022 (واص) - يتوجه غدا الاربعاء رئيس الجمهورية، الأمين العام للجبهة السيد ابراهيم غالي إلى بروكسيل، العاصمة السياسية لاوروبا، للمشاركة فى القمة السادسة لرؤساء الدول و الحكومات لكل من الإتحاد الأفريقي و الإتحاد الاوروبى.
وكان الرئيس ابراهيم غالى قد شارك فى القمة الخامسة للشراكة بين الإتحادين المنعقدة فى ابيدجان، عاصمة جمهورية كوت دي فوار أواخر سنة 2017 و هذا بعد 9 أشهر فقط من إنضمام المغرب إلى الإتحاد الأفريقي بتاريخ 31 يناير 2017.
قمة الشراكة بالعاصمة الايفوارية شهدت حضور الرئيس الصحراوي إلى جانب ملك المغرب، الذى كان مجبرا على المرور خلف كرسي الرئيس الصحراوى عندما يريد الإلتحاق بمقعد المملكة المغربية فى قاعة الإجتماعات و هذا بحضور غالبية رؤساء الدول للاتحادين و منهم خاصة الرئيس الفرنسى الذي حاولت ديبلوماسيته خلال أشهر منع مشاركة الدولة الصحراوية الشيء الذي دفع المجلس التنفيذى للإتحاد الأفريقي الى إتخاذ قرار قوي و حاسم، بتاريخ 16 آكتور 2017 يوجه من خلاله إنذارا نهائيا بالغاء قمة الشراكة او تحويل مكان انعقادها فى حالة عرقلة مشاركة أحد اعضاء الإتحاد و خاصة عندما يتعلق الأمر بالجمهورية الصحراوية، العضو المؤسس للمنظمة القارية.
لقد أدركت الديبلوماسية الفرنسية التى فشلت وقتها فى إنتزاع موقف اوروبي موحد مؤيد لموقفها الداعى الى انتهاج الصيغة المتبعة منذ قمة القاهرة سنة 2000 و الرامية الى إنعقاد قمة الشراكة تحت إسم الشراكة بين " الإتحاد الاوروبى- أفريقيا"، أدركت إذن، أن المناخ الجيوسياسي فى القارة قد تغير تماما في إتجاه تقدم أفريقيا الى مزيد من التحرر من قبضة سياسة الاستعمار الجديد.
كانت الشراكة فى صيغتها السابقة تحت يافطة الإتحاد الاوروبى- أفريقيا عنوانا للهيمنة و الاستغلال و مناورة سياسية واضحة لإستبعاد منظمة الوحدة الأفريقية و تجاهلها الشيء الذى سمح للأوروبين و خاصة الدول ذات الماضى الاستعمارى أن تمتلك حق الفيتو فيما يتعلق بالمشاركة فى قمم تحت عنوان " الشراكة مع
افريقيا " لأن منظمة الوحدة الأفريقية تضم العديد من الدول التى نالت إستقلالها عبر الكفاح المسلح و أخرى تحاول أن تستكمل استقلالها باسترجاع سيادتها على ثرواتها و اراضيها التى ما زالت فى قبضة القوى الاستعمارية السابقة.
النظرة الاستعمارية التى طبعت و ما زالت تطبع تصرف بعض اعضاء الإتحاد الاوروبى و خاصة فرنسا في علاقتها مع إفريقيا تجاوزها وعي الافارقة بحتمية التمسك بمصيرهم المشترك و ضرورة الدفاع عن مصالحهم كقارة و منظمة تمثل طموحات شعوبها و هو أمر تم تجسيده بقيام الإتحاد الأفريقي إنطلاقا من نظرة تتبنى أخذ الإتحاد القارى لمكانته المستحقة بين المنظمات الدولية و القارية فى إطار نهضة عميقة ما زالت فرنسا و عملاؤها، و فى مقدمتهم المحتل المغربي، يحاولون عرقلتها و تأجيل تجسيدها، الشيء الذي ادى مؤخرا إلى مطالبة بعض شعوب القارة برحيل فرنسا و قواعدها و إستعادة سيادتها و إستكمال إستقلالها.
و من كل ما سبق يتضح أن مشاركة رئيس الدولة الصحراوية، الأخ ابراهيم غالى فى قمم الشراكة، اليوم فى بروكسيل و أمس فى ابيدجان و غدا فى محطات مقبلة، يرمز بكل قوة إلى أن كفاح الجمهورية الصحراوية و شعبها الذى استأنف القتال فى 13 نوفمبر 2020، يتقدم حاليا هذه النهضة الأفريقية التي تجعل من السيادة و احترام الحدود الدولية و منع حيازة أراضى الغير بالقوة و الامتثال لقواعد القانون الدولى ركائزها و أسسها التى لا مفر من إتباعها لضمان السلم و الأمن الدوليين.
و أهم إستنتاج في هذا الموضوع هو أن الدولة الصحراوية حقيقة وطنية، قارية و دولية لن يتمكن المحتل المغربي، مهما فعل، أن يقفز على وجودها و لو إستمر و تعنت فى مواصلة إحتلال اجزاء من ترابها الوطنى.
كما ان المقايضات المفضوحة و المخزية التى يعول عليها لتشريع إحتلاله، بعد فشله مشروع الإلحاق و الضم الذى اتبعه قرابة خمسة عقود، ستتبخر لإعتمادها على حسابات مغلوطة تماما لا تعدو أن تكون أكثر من اوهام نظام يتحكم في قراراته أشخاص متهورون، ما زالوا بعد 20 سنة فى مرحلة التربص و يجهلون تماما حركة التاريخ و قوة أرادة الشعوب التى لا يؤمنون بها.
فسواء شارك ملك الاحتلال في قمة بروكسيل كما فعل مجبرا فى ابيدجان او خفض المغرب من حضوره و حتى إن غاب نهائيا عن القمة فإنه علي القائمين على نظام حكم العلويبن فى المغرب الاقصى ان يعوا و يفهموا ما فهم و خلص إليه الحسن الثانى قبلهم و المتمثل فى أن السلام يشترط نهاية الإحتلال و طي صفحة المغامرة و العدوان و التوسع.
إن مواصلة الوهم سيعصف لا محالة بالنظام العلوى فى المغرب إذا إستمر في نهجه الحالى لأنه داخليا يمثل الفقر و الجهل و الحرمان و خارجيا يجسد السيادة المسلوبة و الكرامة المنقوصة. (واص)
090/105/500