Pasar al contenido principal

قرار رئيس الوزراء الإسباني لا يعني شيئا بالنسبة للصحراويين (دبلوماسي صحراوي)

Submitted on

ويلينغتون (أستراليا) 28 مارس 2022 (واص) - أكد ممثل جبهة البوليساريو في نيوزيلاندا وأستراليا السيد محمد فاضل كمال أمس الأحد، أن تغيير الموقف الإسباني إزاء قضية الصحراء الغربية "لا يعني شيئا بالنسبة للصحراويين ولا يساوي الورق الذي كتب عليه" مشيرا إلى أن مصيره سيكون "الفشل".
وقال كمال فاضل في تصريح لـوكالة الأنباء الجزائرية، أن "الرسالة التي بعثها رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز إلى ملك الاحتلال المغربي، بالنسبة لنا كصحراويين لا تعني شيئا وغير مهمة، ولا تساوي حتى الورق الذي كتبت عليه ومصيرها هو سلة المهملات" مشيرا إلى أنها لا تختلف عن تغريدة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب التي اعترف فيها ب "سيادة" المغرب المزعومة على الصحراء الغربية.
وشدد المسؤول الصحراوي على أن الموقف الجديد لإسبانيا "يتناقض مع القانون الدولي والشرعية الدولية" مشيرا إلى أنه من المعروف بأن قضية الصحراء الغربية هي قضية تصفية استعمار لازالت مدرجة على طاولة الأمم المتحدة.
وفي السياق، لفت إلى أن "اسبانيا رضخت لابتزاز وضغوط النظام المغربي وسيكتب التاريخ أن هذا الموقف هو خيانة جديدة وطعنة أخرى في ظهر الشعب الصحراوي".
من جهة أخرى وحسب المتحدث، يعتبر هذا القرار "تشجيعا للنظام المغربي للتمادي في عرقلة مجهودات الأمم المتحدة وانتهاك القانون الدولي، ولا شك أن هذا الموقف سيضر بمصالح إسبانيا في المنطقة خاصة، لأنه موقف منحاز إلى طرف محتل قام باحتلال منطقة كانت بصدد التحضير للحصول على الاستقلال".
وتابع كمال فاضل بأن قرار رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز "يقوض دور مدريد في النزاع القائم بين الصحراء الغربية والمملكة المغربية؛ لأن إسبانيا تعتبر أحد أعضاء ما يسمى بأصدقاء الصحراء الغربية في الأمم المتحدة" مؤكدا أنه "كان عليها التصرف بمسؤولية".
واستطرد بالقول "ولكن من جهة أخرى، هذا القرار لا يعطي للنظام المغربي أي سلطة أو سيادة على الصحراء الغربية؛ كون السيادة ملك للشعب الصحراوي وهذا الأخير لديه كامل الحق في تقرير مصيره، كما أنه لن يغير من طبيعة القضية الصحراوية ووضعها القانوني".
وطالب الدبلوماسي الصحراوي إسبانيا ب "تحمل مسؤولياتها التاريخية؛ فهي التي تسببت في مأساة الشعب الصحراوي التي تدوم منذ أكثر من 46 سنة".
وأشاد ممثل جبهة البوليساريو في نيوزيلاندا وأستراليا برد الفعل الداخلي في إسبانيا، قائلا أنه "كان ملفتا ومشجعا ويظهر مدى تضامن الشعب الإسباني مع نظيره الصحراوي لأن الكثير من الإسبانيين يشعرون بالذنب، كون بلادهم تخلت عن مستعمرتها السابقة وعرضت الشعب الصحراوي لكثير من المأساة".
وأشار إلى أن تظاهر آلاف الإسبان يوم السبت أمام وزارة الخارجية الإسبانية "هو أمر يثلج الصدر ويعطي أملا كبيرا بأن قرار بيدرو سانشير سيكون مصيره الفشل، وسيتغير في المستقبل".
وحول السفينة التي وصلت مؤخرا إلى نيوزيلاندا محملة بشحنة من الفوسفات المنهوب من الصحراء الغربية، أبرز الدبلوماسي الصحراوي أن قيمتها تقدر بحوالي 10 ملايين دولار، مؤكدا أن "استمرار عمليات نهب الفوسفات الصحراوي مناقض للقانون الدولي ومشاركة في سرقة الموارد الطبيعية للشعب الصحراوي، رغم تأكيد المحكمة العليا حتى في نيوزيلاندا أن مشاركة الشركات النيوزيلاندية في عمليات النهب بالتنسيق مع المغرب يمس بسمعة ومكانة البلد".
وذكر بالعديد من المواقف الرافضة للأمر، على غرار اللجنة النيوزيلاندية للتضامن مع الشعب الصحراوي التي أكدت أن نيوزيلاندا بموقفها هذا "تكيل بمكيالين" ودعت -حسبه- إلى إصدار أمر بالوقف الفوري للاستيراد غير الشرعي للموارد الطبيعية الصحراوية، مع الإشارة إلى أن الاستمرار في هذا النهب يضر بمكانة نيوزيلاندا، وعلى تلك الشركات "مراجعة الموقف بشكل عاجل، وهو نفس الموقف الذي أمضت عليه النقابات النيوزيلاندية التي رفضت هكذا ممارسات".
ودعت الحكومة النيوزيلاندية، وفق كمال فاضل، إلى اجتماع مع جميع الشركات المتورطة في عمليات النهب وطلبت منها القيام ب"عمل جاد وفوري لإيجاد مصادر لاستيراد الفوسفات بعيدا عن الصحراء الغربية، وهو أمر إيجابي".
وأبرز الدبلوماسي الصحراوي أن الشركات المعنية شرعت في البحث عن مصدر آخر بالفعل "وفي حقيقة الأمر هي متورطة وفي ورطة، لأن مصادر الفوسفات محدودة في العالم ونيوزيلاندا تعتمد عليها اعتمادا كبيرا، إلا أنهم يعلمون علما يقينا أنه يتوجب عليهم إيقاف هذا الاستنزاف للثروات الصحراوية عاجلا أم آجلا".
( واص ) 090/105/700.