الجزائر ، 15 يونيو 2022 (واص)- دعا المشاركون في "منتدى الذاكرة" اليوم الأربعاء بالجزائر العاصمة لإحياء اليوم العالمي للطفل الإفريقي إلى ضرورة إعادة النظر في إتفاقيات الطفولة والإعلان العالمي لحقوق الإنسان للتكفل الجيد بحقوق الطفل لا سيما الصحراوي الذي لازال محروما من أبسط حقوقه في التعليم والرعاية الصحية.
وفي كلمة ألقاها خلال "منتدى الذاكرة" المنظم من قبل جمعية "مشعل الشهيد" ويومية "المجاهد",سلط السفير الصحراوي بالجزائر السيد عبد القادر الطالب عمر ، الضوء على معاناة الطفل الصحراوي في الأراضي المحتلة "والذي لازال يتجرع يوميا كل أشكال الإنتهاكات من قبل الإحتلال المغربي الذي فرض عليه ظروفا مزرية حرمته من أبسط حقوقه في الحياة الكريمة كغيره من أطفال دول العالم".
و أبرز الدبلوماسي الصحراوي أن إحياء يوم الطفل الإفريقي بالنسبة للشعب الصحراوي "يعود في ظروف صعبة إثر العودة إلى الكفاح المسلح، حيث لا يزال الطفل الصحراوي يفتقر إلى أدنى شروط الحياة الكريمة و يتحمل أعباء و معاناة مستعمر ، تفوق براءته المتعطشة للحياة".
وقال السفير أن "الطفل في الصحراء الغربية يبقى مصيره مربوطا بمصير شعبه الذي لازال يرزح تحت نير الإستعمار المغربي ولازال يعاني من اللجوء وسياسة الفصل والترهيب من خلال إتباع إستراتيجية تستهدف كل الأجيال لاسيما الأطفال منهم الذين يعيشون في وضعية جد خطيرة".
و أضاف أن الطفل الصحراوي "يتعرض لشتى أنواع السياسات الإستعمارية التي تستهدف تربيته و تكوينه التعليمي و حتى أخلاقه من خلال محاولات المحتل نشر المخدرات في أوساط الشباب والسهر على طمس هويته بحشو أدمغة من أسعفهم الحظ في ولوج مقاعد الدراسة بمعلومات مغلوطة ومزورة عن تاريخ بلدهم و تعريض فئة أخرى منهم إلى الإعتقال والزج بمن سولت له نفسه التفوه بحقه في الإستقلال أو حتى التغني بنشيد وطنه في غياهب السجون".
وعلى الرغم من كل هذه الممارسات اللاإنسانية والتي لا تمت للقوانين الإنسانية بصلة، يبقى الطفل في الأراضي المحتلة من الصحراء الغربية - حسب ما أكده السفير الصحراوي - متمسكا بهويته وأخلاقه ، لا سيما بحقه غير القابل للتصرف في تقرير المصير والإستقلال.
وعرج المسؤول الصحراوي في مداخلته أيضا على أوضاع الأطفال الصحراويين في مخيمات اللاجئين، حيث أكد أنه "على الرغم من ظروف اللجوء، إلا أن الإدارة الصحراوية وبمساعدة السلطات الجزائرية تمكنت من التكفل بهم من خلال ضمان لهم الحق في التعليم و الرعاية الصحية".
أما القائم بأعمال سفارة جنوب إفريقيا لدى الجمهورية الصحراوية السيد سيلو باتريك رانغوميس ، فأكد أنه على "الرغم من أن القوانين الدولية والإنسانية تضمن لأطفال العالم الحق في التعليم والرعاية الصحية، غير أن واقع الطفل الصحراوي، سواء في مخيمات اللجوء أو بالأراضي المحتلة، لا يعكس بأي حال من الأحوال ذلك"، وهو ما يستدعي - كما أضاف - "مطالبة الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والإنسانية بضمان حق الشعب الصحراوي، على رأسهم الأطفال في ممارسة أبسط حقوقه في التعليم والصحة في انتظار تنظيم استفتاء تقرير المصير".
و أضاف الدبلوماسي الجنوب افريقي الذي أجرى مؤخرا زيارة لمخيمات اللاجئين الصحراويين، أنه من "الضروري اليوم الشروع في تغييرات عملية ميدانية في المخيمات أو الأراضي المحتلة من خلال إيلاء عناية خاصة بالتربية والتعليم، باعتبارهما الرهان الأكبر لضمان مستقبل الأجيال الصاعدة".
وكانت المناسبة فرصة جدد من خلالها ممثل جنوب إفريقيا التأكيد على "ضرورة تمكين الشعب الصحراوي من حقه في الإستقلال، وفقا لما نصت عليه مواثيق الأمم المتحدة ذات الصلة".
وأبرز من جهته أستاذ التاريخ بجامعة الجزائر، محمد لحسن زغيدي أن الطفل في الصحراء الغربية "يفتقد لكل مقومات الحرية، ويجد المقاومة تلازمه في كل مراحل حياته. لينتقل من المقاومة لإفتكاك حقه في التعليم ونيل الشهادة إلى الإنتقال إلى صفوف النضال والكفاح لنيل حقه في الإستقلال" .
وشدد السيد زغيدي على ضرورة إعادة النظر في إتفاقيات الطفولة الصادرة عن الأمم المتحدة والإعلان العالمي لحقوق الإنسان من أجل تمكين أطفال الصحراء الغربية و أطفال العالم ، لا سيما في القارة السمراء,، من ممارسة حقوقهم المشروعة.
ودعا الأستاذ الجامعي الإعلاميين والمؤرخين ومختلف الجمعيات لضرورة تسليط الضوء على معاناة الاطفال في القارة السمراء وفي الصحراء الغربية, التي تعتبر أكثر المناطق في العالم عانت من همجية الإحتلال الوحشي ، لإيصال صوتهم للعالم.
وعن اوضاع الطفل الجزائري عاد السيد زغيدي بالحضور إلى 177 سنة الى الوراء حيث عاشت الجزائر اكبر محرقة أطفال في العالم إثر اقدام الاحتلال الفرنسي سنة 1845 على ابادة دوار ولاد رياح التي استشهد خلالها اكثر من 500 طفل تتراوح اعمارهم بين الاسبوع و 15 سنة. (واص)
090/105/700.