باريس (فرنسا) 06 يناير 2020 (واص) - أكد عضو الأمانة الوطنية ممثل جبهة البوليساريو بفرنسا السيد أبي بشراي البشير ، أن الأمم المتحدة وقبل البحث عن وسيط أممي جديد للنزاع في الصحراء الغربية ، باتت مطالبة بشكل كبير بالمبادرة بخطوات عملية لترميم الثقة مع الشعب الصحراوي بعد فقدانه الأمل في قدرة هذه المنظمة الإيفاء بالتزاماتها تجاهه بعد فشلها في التقدم بعملية التسوية على النحو المتفق عليه عشية توقيع اتفاق وقف إطلاق النار بين ممثل الشعب الصحراوي جبهة البوليساريو والمملكة المغربية القوة المحتلة للإقليم.
الدبلوماسي الصحراوي وفي مقابلة مع صحيفة ''لكوتيديان دي نواكشوط'' أبرز أن قرار مجلس الأمن الدولي الأخير المصادق عليه نهاية أكتوبر المنصرم ، والذي أعاد تجديد مأمورية بعثة المينورسو إلى سنة كاملة بعد أن كانت ستة أشهر فقط ، شكل انتكاسة حقيقية للديناميكية الواعدة التي أطلقها المبعوث الأممي الرئيس الألماني الأسبق هورست كوهلر خلال فترة توليه مهمة الوساطة الأممية ، الشيء الذي دفع الجبهة إلى إصدار بيان 30 أكتوبر 2019، لإعادة تقييم ومراجعة مشاركتها في مسار التسوية في شكله الحالي، بالإضافة إلى استمرار تقاعس الأمم المتحدة فيما يخص تعيين مبعوث جديد ثم التساهل مع محاولات الاحتلال المغربي إخضاع البعثة الأممي إلى إملاءاته وظهور مؤشرات أخرى تعكس غياب الإرادة لدى مجلس الأمن الدولي في تطبيق قراراته ذات الصلة بالقضية الصحراوية.
إن جبهة البوليساريو والشعب الصحراوي (يضيف السيد أبي بشراي) لن يقبلا أبدا مطاردة السراب ، ولم يكن ثمة بد من إيصال ذلك إلى الأمين العام للأمم المتحدة من خلال رسالة الرئيس الصحراوي إبراهيم غالي بحر الأسبوع الماضي ، أكد فيها أن مسألة تعيين مبعوث جديد، كما هو متوقع قريبا، ليس كافيا بل المطلوب هو خارطة طريق واضحة لتصفية الاستعمار من الإقليم وتمكين الشعب الصحراوي من التصويت على مستقبله وتحديد الوضع النهائي للصحراء الغربية ، باعتبار ذلك حقا أصيلا لم ولن يسقط بالتقادم ، كما أن الجبهة لن تسمح بأن تتحول بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية إلى مظلة لتأمين استمرار احتلال الإقليم بدلا من تصفية الاستعمار منه.
المسؤول الصحراوي أوضح أن الوضع على مستوى مسار التسوية عاد إلى الجمود مجددا، عدا تحركات داخل الأمم المتحدة من أجل تعيين مبعوث ووسيط أممي جديد ، مضيفا أن جبهة البوليساريو بصفتها حركة تحرير وطنية وخيار الكفاح المسلح ليس ورقة يلوح بها ، بل هو خيار إستراتيجي لم يخرج أبدا من مركز الفعل، وعلى الرغم من اتفاق وقف إطلاق النار الساري في الإقليم منذ قرابة ثلاث عقود ، إلا أن تدريب وتجهيز الجيش الصحراوي ظل نقطة مركزية في برنامج الجبهة واهتمام الشعب الصحراوي ؛ وهو ما يجعله اليوم في مستوى رفع تحدي مباشرة الكفاح المسلح من جديد إذا اقتضت الضرورة.
وأشار ممثل جبهة البوليساريو بفرنسا ، إلى "أن مخرجات المؤتمر الخامس للجبهة المنعقد ببلدة تيفاريتي المحررة نهاية الشهر الماضي، أكدت على أن قواعد اللعبة يجب أن تتغير، فقد ضاق شعبنا ذرعا بالانتظار وبمحاباة المجتمع الدولي للاحتلال المغربي الطرف المعتدي، إلا أننا نحن نظل هم أصحاب قضية عادلة وتلك هي نقطة قوتنا الكبيرة والإستراتيجية''.
وفي رده على سؤال حول العلاقات بين جبهة البوليساريو والحكومة الصحراوية مع الجمهورية الإسلامية الموريتانية ، أبرز المتحدث أن العلاقات التي تربط الشعب والجمهورية الصحراوية بالشعب والجمهورية الموريتانية أعمق وأقوى من أي متغيرات سياسية ، بل أكثر من ذلك أعصى على أن تتأثر بتخمينات تظهر بين الفينة والأخرى في بعض المواقع الإلكترونية ، وهي التي لا تخدم مصلحة البلدين والشعبين الشقيقين وإنما مصالح أطراف خارجية عن الجانبين.
( واص ) 090/100