المجلس الوطني 17 سبتمبر 2022 (واص) - ألقى رئيس الجمهورية الأمين العام للجبهة السيد إبراهيم غالي، كلمة توجيهية خلال إشرافه على تنصيب اللجنة التحضيرية للمؤتمر السادس عشر للجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب .
وفيما يلي النص الكامل للكلمة :
كلمة الأخ إبراهيم غالي، رئيس الجمهورية، الأمين العام للجبهة، خلال التأسيس الرسمي للجنة الوطنية التحضيرية للمؤتمر السادس عشر للجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب،
مدرسة 9 يونيو الوطنية، 17 سبتبمبر 2022
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخوات والإخوة،
نجتمع اليوم لتأسيس اللجنة الوطنية التحضيرية للمؤتمر السادس عشر للجبهة، انسجاماً مع الآجال القانونية، بعد قرار الأمانة الوطنية في دورتها السابعة بعقد المؤتمر في شهر ديسمبر 2022.
ورغم ما يسمح به القانون الأساسي من إمكانية التأجيل، فقد فضلنا عقد المؤتمر دون إعمال تلك المادة، وذلك نظراً لعدد من الاعتبارات، يمكن إيجازها في ما تقتضيه المرحلة، وخاصة ما بعد استئناف الكفاح المسلح، من متطلبات التكييف على مستوى استرتيجية العمل والنظم والهياكل والقوانين والأساليب وما إلى ذلك.
القانون الأساسي للجبهة نفسه هو الذي يحدد آليات تشكيل اللجنة الوطنية التحضيرية للمؤتمر وصلاحياتها ومهامها، بإشراف ومتابعة من الأمانة الوطنية، وفي تعاون وتكامل مع كل الهئيات والمؤسسات الوطنية.
وإذا كانت اللجنة ستتولى تأطير وتنظيم العملية التحضيرية، فإن هذه العملية، في الواقع، تقع على عاتق كل مناضلات ومناضلي الجبهة، في كل مواقع تواجدهم. فواجبهم جميعاً تقديم إسهاماتهم، من آراء وأفكار وملاحظات، حتى تتمكن اللجنة من بلورتها في مشاريع خطط وبرامج وسياسات واستراتيجيات وطنية، لتقديمها إلى المؤتمر الذي يقر فيها، باعتباره الهيئة العليا للشعب.
وبالتالي فإن اللجنة التحضيرية هي ثلة من مناضلات ومناضلي الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، مكلفون بمهمة سامية ونبيلة، متمثلة في تهيئة أفضل الظروف التنظيمية والسياسية والمعنوية والمادية لإنجاح المؤتمر، بكل ما يعنيه ذلك من تحقيق نتائج ومخرجات تكون في مستوى متطلبات المرحلة وتحدياتها.
فالمرحلة التحضيرية بطبيعتها تستدعي حراكاً وطنياً، تنخرط فيه كل مكونات الجسم الوطني، بالتفاف كامل حول مبادئ ومنطلقات الجبهة، بكل جدية ومسؤولية، لتعزيز لحمة الوحدة الوطنية، في عمل وطني شامل، يستهدف تجميع أسباب القوة ومقومات الصمود وعوامل الحسم والانتصار.
ومن هنا، فإن عمل اللجنة التحضيرية لا ينبغي أن يشكل أي عرقلة أو تراخي في المجهود الوطني العام بل، على العكس من ذلك، يجب أن يكون متكاملاً مع بقية واجهاته، ومحفزاً لها على الفعالية والنجاح.
ولا شك أن أهم عوامل نجاح عمل اللجنة التحضيرية هوما نتوسم في أعضائها من روح الاستعداد والانضباط والانسجام والتعاون، والإحساس الصادق بهذه المسؤولية الكبيرة تجاه شعب وقضية ومصير.
الأخوات والإخوة،
تمر القضية الوطنية بتطورات مهمة، يأتي في مقدمتها الواقع المستجد، الناجم عن استئناف الكفاح المسلح، بعد ما نسفت دولة الاحتلال المغربي اتفاق وقف إطلاق النار بين الجيشين الصحراوي والمغربي، منذ 13 نوفمبر 2020.
هناك تكالب مخزني صهيوني، مع أطراف أخرى معروفة لاستهداف، ليس فقط حقوق شعبنا المشروعة في الحرية والاستقلال، ولكن الأمن والسلم والاستقرار في كامل المنطقة، بما في ذلك بتكثيف تدفق المخدرات المغربية لدعم وتشجيع عصابات الجريمة المنظمة والجماعات الإرهابية.
ولا زال العدو يحشد تحالفاته، ذات الأجندات المشبوهة، لمحاولة التأثير على كفاح شعبنا ومقاومته وصموده، وعلى عدة محاور، خارجية وداخلية، بأخبث الأساليب والمؤامرات،لضرب المعنويات والمحاولة المستمرة لزرع الشقاق، واستهداف شرعية وتمثيلية الجبهة الشعبية ومكانة الدولة الصحراوية في إفريقيا والعالم.
إن عمل اللجنة التحضيرية، باعتباره مجهوداً وطنياً عاماً، يصب في جعل المؤتمر السادس عشر للجبهة محطة متميزة في تاريخ كفاحنا التحرري، يراجع التجربة الوطنية في جميع تجلياتها، يرسم الخطط والاستراتيجيات الناجعة للتعاطي مع متطلبات المرحلة، وخاصة تعزيز اللحمة الوطنية والتعبئة والتجنيد لتصعيد المعركة المصيرية.
ومن الطبيعي أن تستحضر اللجنة التحضيرية في عملها أولويات المرحلة، على مختلف الواجهات، وفي مقدمتها الجبهة العسكرية، مروراً بجبهة الأرض المحتلة وصولاً إلى الجبهة الدبلوماسية والإعلامية والثقافية.
نعلم أنكم، كمناضلات ومناضلين في الجبهة الشعبية، ستنطلقون بكل حماس وإصرار، لتتويج مجهودكم بالنجاح والتوفيق، مثلما لنا مطلق الثقة في إرادة شعبنا، في كل مواقع تواجده، واستعداده الراسخ لإنجاح عمل اللجنة التحضيرية واستحقاق المؤتمر، وبالتالي التقدم خطوة أخرى، نحسبها جبارة وحاسمة، نحو تحقيق النصر الحتمي المؤزر، باستكمال سيادة الدولة الصحراوية على كامل ترابها الوطني.
وفي هذا السياق، نطالب من كل الهيئات الوطنية للجبهة والدولة بالتعاون الكامل مع اللجنة الوطنية التحضيرية للمؤتمر السادس عشر، لضمان النجاح الكامل لعملها، الذي هو في النهاية ضمانة لنجاح ذلك الاستحقاق الوطني الكبير.
كما نطالب كل تلك الهئيات والمؤسسات بتكثيف العمل لاستكمال البرامج الوطنية المقررة خلال الأشهر المتبقية من السنة، وبشكل خاص إنجاح الدخول الاجتماعي لسنة 2022/2023، في مختلف الميادين.
كفاح، صمود وتضحية لاستكمال سيادة الدولة الصحراوية .
( واص ) 090/105/500