بئر لحلو 21 مارس 2016 (واص) - السيد إسماعيل غاسبار رئيس مجلس أمن الأمم المتحدة والممثل الدائم لأنغولا لدى الأمم المتحدة
ونحن نتابع بقلق كبير التطورات الخطيرة الأخيرة بالصحراء الغربية والتي وضعت فيها المملكة المغربية الأمم المتحدة ومجلس أمنها الدولي أمام الأمر الواقع التي تعكس محاولة متعمدة لتقويض كل الجهود التي بذلها المجتمع الدولي لأكثر من 40 عاما ، من أجل استكمال تصفية الاستعمار من آخر إقليم إفريقي على قائمة الأقاليم غير المتمتعة بالاستقلال
وأمام هذه التطورات الخطيرة ، فإن جبهة البوليساريو تؤكد مجددا ثقتها الكاملة في الجهود التي تبذلها الأمم المتحدة تحت سلطة مجلس الأمن والجمعية العامة من أجل التوصل إلى حل سلمي يضمن حق شعب الصحراء الغربية غير القابل للتصرف في تقرير المصير وفقا للقرارات ذات الصلة الصادرة عن مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة وقرارات منظمة الاتحاد الإفريقي.
إن جبهة البوليساريو التي تؤكد التزامها الكامل بولاية بعثة الأمم المتحدة لتنظيم استفتاء تقرير المصير في الصحراء الغربية ، قد أظهرت عبر جميع مراحل المسلسل ، موقفا إيجابيا ومتعاونا مع جميع هيئات الأمم المتحدة وبعثة المينورسو ، ولم تتوانَ ولسنوات عن لفت انتباه مجلس الأمن والأمانة العامة للأخطار الناجمة عن العرقلة المغربية على عملية السلام.
إن جبهة البوليساريو لتدين بشدة قرار المغرب غير المسؤول ، بطرد الكثير من موظفي بعثة الأمم المتحدة لتنظيم استفتاء تقرير المصير في الصحراء الغربية (المينورسو ) وتحمله كامل المسؤولية تجاه العواقب التي سوف تنجر عنه.
وفي الوقت الذي تؤكد فيه التزامها القوي بالولاية الأصلية لبعثة المينورسو، في روحها ونصها على النحو المنصوص عليه في القرارات 690 (1991) بتاريخ 29 أبريل 1991 و725 (1991) المؤرخ 31 ديسمبر 1991 ، فإن جبهة البوليساريو تحذر من إرادة القوة المحتلة لتحوير هذه الولاية وجعلها أداة لحماية الاحتلال ؛ لأن ولاية بعثة الأمم المتحدة لا يمكن اختزالها في مراقبة وقف إطلاق النار وفصلها تعسفيا عن نسق خطة التسوية. وفي الواقع فإن وقف إطلاق النار يرتبط ارتباطا وثيقا بالإعداد لإجراء استفتاء لتقرير المصير.
وبالمثل ، فإن جبهة البوليساريو تريد التأكيد على أن التشكيلات المدنية والسياسية والعسكرية للمينورسو تنتشر في إقليم الصحراء الغربية الذي لا تمارس عليه المملكة المغربية أية سيادة بموجب القانون الدولي.
ومن الجدير بالذكر في هذا الصدد أن الجمعية العامة للأمم المتحدة في عدة مناسبات أتيحت لها الفرصة ، ولا سيما في قراريها 34/37 21 نوفمبر 1979 و 35/19 في 11 نوفمبر 1980، ل "تستنكر بشدة تدهور الأوضاع الناجمة عن احتلال الصحراء الغربية من قبل المغرب . "
إن قرار المغرب الأخير بطرد الموظفين الذين يشكلون المكون المدني ، السياسي والإداري لبعثة المينورسو يعني في نهاية المطاف إنهاء المهمة التي أنشئت من أجلها.
إن تنفيذ هذا القرار الخطير يشكل انتهاكا من جانب المغرب لقرارات مجلس الأمن وللجمعية العامة ومخالفة للمبادئ والأهداف المنصوص عليها في ميثاق الأمم المتحدة.
إن جبهة البوليساريو تؤكد التزامها بخطة التسوية التي وقع عليها الطرفان جبهة البوليساريو والمملكة المغربية تحت رعاية الأمم المتحدة ومنظمة الوحدة الإفريقية في العام 1991 والتي أعطت الموافقة بنشر البعثة.
وفي مواجهة هذه التطورات الخطيرة ، فإن جبهة البوليساريو تدعو وبشكل عاجل مجلس الأمن لتحمل مسؤولياته باعتباره المسؤول الأول عن بعثة المينورسو والضامن للمهمة التي أنشئت من أجلها، أي تنظيم استفتاء تقرير المصير في الصحراء الغربية.
إن جبهة البوليساريو لتذكر أيضا بأن الجمعية العامة في قرارها 47/25 بتاريخ 25 نوفمبر 1992 ،" تؤيد مضمون الرسالة المؤرخة في 31 غشت 1992 الموجهة إلى الأمين العام من طرف رئيس مجلس الأمن والتي يأمل فيها أعضاء المجلس و كذا الأمين العام ، بأن يحترم الجانبان وينفذا بالكامل وقف إطلاق النار، ويمتنعا عن أي استفزازات يمكن أن تعرض نجاح الخطة للخطر ، وأعربت عن أملها في أن يتعاون الجانبان بشكل كامل مع الأمين العام والممثل الخاص في جهودهما الرامية إلى الإسراع في تنفيذ الخطة ، وبذل جهود استثنائية لضمان نجاحها " .
إن شعب الصحراء الغربية الذي ينتظر لأكثر من 40 عاما في المنفى والمعاناة قد وضع ثقته في الأمم المتحدة التي يجب بدورها أن تتحمل المسؤولية الكاملة حيال إقليم الصحراء الغربية، وشعبها .
إن جبهة البوليساريو لتلفت انتباه تشهد مجلس الأمن الدولي تجاه أي مظهر محتمل من المغامرة والتوسع المغربي الذي يشكل تصعيدا جديدا للعدوان وتهديدا خطيرا للأمن الإقليمي .
وأرجو أن تتقبلوا ، سيدي الرئيس ، أسمى عبارات التقدير
محمد عبد العزيز الأمين العام لجبهة البوليساريو
(واص) 090/500/100