نيويورك (الأمم المتحدة) 11 يوليو 2021 (واص)- أكد ممثل جبهة البوليساريو بالأمم المتحدة وعضو الأمانة الوطنية، الدكتور سيدي محمد عمار، في رسالة وجهها يوم الجمعة إلى الممثلين الدائمين للدول الأعضاء بالأمم المتحدة رداً على رسالة تضليلية توصلوا بها سابقا من سفير دولة الاحتلال المغربية، أن مركز جبهة البوليساريو بالمنظمة مبني على أسس وطيدة تشكلت وترسخت بتضحيات الشعب الصحراوي.
وذكر السفير الصحراوي، الدكتور سيدي محمد عمار، الدول الأعضاء بتاريخ العلاقة التي جمعت جبهة البوليساريو مع المنظمة الدولية منذ السبعينات، عندما اعترفت الجمعية العامة بتمثيلية الجبهة للشعب الصحراوي وبالجبهة كحركة تحرير وطنية لها وضعها القانوني عكس ما يحاول ممثل الاحتلال الترويج له.
كما اعتبر الدبلوماسي الصحراوي أن محاولات السفير المغربي إنكار وجود الجبهة، و تفادي ذكرها بالاسم، لن يغير في شيء من حقيقة وجود الجبهة كطرف ثان في النزاع، ولن يغير حقيقة جلوس دولة الاحتلال المغربية إلى جانب الجمهورية الصحراوية جنباً إلى جنب في الاتحاد الأفريقي كبلدين عضوين بالمنظمة القارية.
وفيما يلي النص الكامل للرسالة التي توصلت بها وكالة الأنباء الصحراوية مترجمة عن الأصل باللغة الإنجليزية:
إلى الممثلين الدائمين للدول الأعضاء بالأمم المتحدة
نيويورك، 9 يوليو 2021
سعادة السفراء،
لقد تلقيتم رسالة من سفير دولة الاحتلال المغربية يعود فيها مرة أخرى لممارسته المعتادة ومحاولته العقيمة تضليل الدول الأعضاء في الأمم المتحدة فيما يتعلق بمركز جبهة البوليساريو، حركة التحرير الوطني للصحراء الغربية، وممثلها بالأمم المتحدة.
إن الرسالة التي عممها مؤخراً الشخص المذكور تهدف لتكون رداً على رسالتنا الموجهة إليكم في 27 يونيو 2021 والتي ندحض فيها بحجج قوية وموثقة كل الادعاءات التي لا أساس لها التي قدمها هذا الشخص أمام الدورة الأخيرة للجنة الخاصة المعنية بإنهاء الاستعمار (لجنة الأربعة والعشرين) فيما يتعلق بالطبيعة القانونية المعترف بها دولياً لمسألة الصحراء الغربية.
ومع ذلك، وبدلا من الرد على مضمون رسالتنا، بسبب افتقاره إلى أي شيء ذي مغزى ليقوله، لجأ سفير دولة الاحتلال المغربية وبوقاحة إلى "التجريح الشخصي"، الذي يبدو أنه الشيء الوحيد الذي بإمكانه فعله عندما يُواجه بحجج قوية لا تقبل الجدل.
يشكك الشخص المذكور في رسالته في مركز ممثل جبهة البوليساريو بالأمم المتحدة ويدعي أنه "لا يملك أي اعتماد لدى الأمم المتحدة". وهذا مثال آخر على قدرة هذا الشخص غير المحدودة على الإتيان وبوقاحة بالمزاعم الأكثر مجافاة للعقل والتي تشكل استخفافاً بعقول الجميع.
لا يمكن لأحد أن ينكر أن الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب (جبهة البوليساريو) هي الممثل الشرعي المعترف به دولياً لشعب إقليم الصحراء الغربية الخاضع لعملية تصفية استعمار وفقاً لقرارات الجمعية العامة A/RES/34/37 و A/RES/35/19، من بين قرارات أخرى. ولا يمكن لأحد أن ينكر أيضا أن جبهة البوليساريو مُعترف بها كذلك من قبل الجمعية العامة ومجلس الأمن باعتبارها أحد طرفي النزاع في الصحراء الغربية وفقاً لقراريهما A/RES/36/46 و S/RES/658 والقرارات اللاحقة.
إن تمثيلية جبهة البوليساريو بالأمم المتحدة موجودة منذ السبعينات. وفي هذا السياق، دعا مجلس الأمن (S/PV/.2153) في 22 يونيو 1979 ممثل جبهة البوليساريو إلى إلقاء كلمة أمام المجلس بشأن مسألة الصحراء الغربية خلال الاجتماع الذي طلبته دولة الاحتلال المغربية التي كانت تتكبد خسائر فادحة في ساحة المعركة في ذلك الوقت.
وكما كان الحال دائما، فإن ممثلي جبهة البوليساريو بالأمم المتحدة معتمدون حسب الأصول من قبل الأمم المتحدة لأداء مهامهم الدبلوماسية وفقاً للإجراءات المعمول بها في المنظمة، ولديهم اعتمادات الأمم المتحدة الخاصة بهم التي تتيح لهم ولوج مقر الأمم المتحدة بالكامل لحضور الاجتماعات حول الصحراء الغربية والاجتماع مع كبار مسؤولي الأمم المتحدة بمن فيهم الأمين العام.
كما يقوم سفير دولة الاحتلال المغربية باجترار دعايته الكاذبة من خلال نعت جبهة البوليساريو بأنها "جماعة مسلحة" ويصفها بادعاءاته الزائفة المعتادة.
إن جبهة البوليساريو هي حركة تحرير وطني معترف بها دولياً أسسها الشعب الصحراوي في 10 مايو 1973 لمحاربة الوجود الاستعماري الإسباني في الصحراء الغربية. وفي هذا الصدد، يجدر التذكير باستنتاجات تقرير بعثة الأمم المتحدة التي زارت الصحراء الغربية (الصحراء الإسبانية آنذاك) والبلدان المجاورة في مايو-يونيو 1975 (A/10023/Add.5).
فقد أكد تقرير بعثة الأمم المتحدة ما يلي: (1) لقد بدت جبهة البوليساريو، رغم أنها كانت تعتبر حركة سرية قبل وصول البعثة، القوة السياسية المسيطرة في الإقليم" وأن "البعثة وجدت أن للجبهة تأييداً ضخماً بين جميع قطاعات السكان" (الفقرتين 21 و 219)، وأنه (2) "اتضح للبعثة أن هناك إجماعاً ساحقاً في الرأي بين الصحراويين داخل الإقليم على تأييد الاستقلال ومعارضة الاندماج مع أي بلد مجاور" (الفقرتين 202 و 229).
واليوم أكثر من أي وقت مضى، فقد أصبحت هذه الحقائق التي لا يمكن إنكارها أكثر رسوخاً مع استمرار شعب الصحراء الغربية، بقيادة جبهة البوليساريو، في كفاحه المشروع المعترف به (قرار الجمعية العامة A/RES/34/37، من بين قرارات أخرى) ضد الاحتلال المغربي غير الشرعي لأرضنا والذي مازال مستمراً منذ 31 أكتوبر 1975.
إن دولة الاحتلال المغربية تعرف جيداً، كما يعلم الجميع، أن جبهة البوليساريو هي التي حاربتها بشجاعة لمدة 16 عاماً وأرغمتها في نهاية المطاف على قبول خطة التسوية المشتركة بين الأمم المتحدة ومنظمة الوحدة الأفريقية التي نصت على وقف إطلاق النار للعام 1991 واستفتاء تقرير المصير.
ولا يمكن لدولة الاحتلال وممثلوها أن ينكروا أن جبهة البوليساريو أسرت أكثر من 3000 أسير حرب مغربي تم أطلاق سراحهم بعد وقف إطلاق النار بالتنسيق مع لجنة الصليب الأحمر الدولية.
ومنذ 13 نوفمبر 2020، وفي أعقاب الخرق الموثق من جانب دولة الاحتلال المغربية لوقف إطلاق النار، فإن جيش جبهة البوليساريو هو الذي يتصدى للعمل العدواني المغربي الجديد.
وعلاوة على ذلك، لا يمكن لدولة الاحتلال المغربية أن تنكر أنها تجلس اليوم جنباً إلى جنب مع الجمهورية الصحراوية، العضو المؤسس للاتحاد الأفريقي الذي تم قبول المغرب فيه في عام 2017 بعد توقيعه ومصادقته، ودون أي تحفظ، على القانون التأسيسي للاتحاد الأفريقي وبالتالي الالتزام بمبادئه الأساسية بما في ذلك احترام الحدود القائمة عند نيل الاستقلال (المادة 4؛ ب).
إن هذه حقائق ثابتة لا يمكن لدولة الاحتلال المغربية أن تنكرها.
إن مشكلة سفير دولة الاحتلال المغربية هو أنه يخلط بين الدول الأعضاء والرأي العام الدولي وبين رأيه الداخلي الذي اعتاد على تضليله بدعايته الكاذبة. وليس سراً أيضا أن هذا الشخص، ومنذ وصوله إلى نيويورك، وهو يقوم بفعل كل شي لإرضاء أسياده وتجنب فقدان حظوته لديهم كما كان المصير الذي عانى منه سلفه المباشر. وهذا ببساطة ما يفسر سلوك هذا الشخص المرفوض وتجاهله التام لأبسط معايير اللياقة واللباقة.
إن امتناعه حتى عن الإشارة إلى حركتنا التحريرية الوطنية باسمها الصحيح يتعارض مع سلوك من سبقوه وكبار المسؤولين المغاربة. ويكفي أن نُذكر، على سبيل المثال، بالرسالتين الموجهتين إلى رئيس مجلس الأمن (S/2009/197) وإلى الأمين العام (S/2011/207) من قبل وزير خارجية دولة الاحتلال المغربية التي أشار فيهما صراحة إلى البوليساريو دون النعوت التي يستخدمها عادة الشخص المذكور. كما أشار سفراء سابقون لدولة الاحتلال المغربية لدى الأمم المتحدة إلى حركتنا باسمها الصحيح (S/2008/221 وS/2008/348، على سبيل المثال لا الحصر).
وختاماً، ومهما تمادت دولة الاحتلال المغربية وممثلوها في دعايتهم الكاذبة، فإن مركز جبهة البوليساريو بالأمم المتحدة وغيرها هو مركز ذو أسس وطيدة لأنه تشكل وترسخ بفضل تضحيات شعبنا وتصميمه الذي لا يلين على تحرير أرضنا المحتلة بصورة غير شرعية وممارسة حقنا غير القابل للتصف في الحرية والاستقلال.
وتفضلوا، سعادة السفراء، بقبول أسمى آيات التقدير.
الدكتور سيدي محمد عمار
السفير
ممثل جبهة البوليساريو بالأمم المتحدة". (واص)
090/500/60 (واص)