الشهيد الحافظ، 09 أغسطس 2022 (واص) - القى رئيس الجمهورية، الأمين العام لجبهة البوليساريو السيد إبراهيم غالي كلمة خلال افتتاح أشغال الدورة السابعة للأمانة الوطنية تطرق فيها الى مختلف جوانب الكفاح الوطني على كافة المستويات .
وفيما يلي النص الكامل للكلمة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخوات والإخوة،
نفتتح الدورة العادية السابعة للأمانة الوطنية، والتي ستعكف على تقييم المرحلة الفاصلة بينها والدورة السابقة، في أفق تحديد أهم محاور الفعل الوطني في الفترة المقبلة، وفي سياق تطبيق مقررات المؤتمر الخامس عشر للجبهة، ثم البرنامج السنوي للحكومة، ولكن أيضاً في ظل التطورات والمتطلبات التي أعقبت استئناف الكفاح المسلح منذ 13 نوفمبر 2020.
ولا بد بداية أن نتوجه بالتحية والتقدير إلى كل جماهير شعبنا، في كل مواقع تواجدها، والتي لم تتوقف لحظة عن أداء واجبها الوطني، في تجاوب دائم، واعٍ ومسؤول مع الخطط والبرامج الوطنية، مسجلين بارتياح مستوى الأداء على مختلف جبهات الفعل النضالي، في الداخل كما في الخارج، وانتظام الخدمات الأساسية.
وبطبيعة الحال فإن التحية الخاصة ستكون لمقاتلي جيش التحرير الشعبي الصحراوي، صانعي المجد وصائني الكرامة، الذين يقارعون الأعداء بكل شجاعة واستعداد للتضحية والعطاء، وكلهم عزم وإصرار على استكمال مهمة التحرير. وإننا لنقف وقفة ترحم وتقدير وإجلال على أرواح شهدائنا البررة الكرام، الذين قدموا بسخاء أغلى ما يملكون، بلا تردد، فداء لوطنهم وعزة شعبهم، ولهم منا عهد الوفاء للمضي على ذلك الدرب المنير الذي رسموه بدمائهم الزكية الطاهرة، درب الكفاح والنضال حتى النصر والاستقلال.
وفي وقت نثمن فيه عالياً مظاهر التضامن والمؤازرة مع معتقلي اقديم إيزيك وعائلاتهم ومع كل بطلات وأبطال انتفاضة الاستقلال، وندعو إلى استمراريتها وتنوعها وتكثيفها، نتوجه بالتحية إلى جماهير شعبنا في الأرض المحتلة وجنوب المغرب التي تواصل، بتحدٍي وعناد، مقاومتها الباسلة لكل أشكال القمع والحصار والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان المرتكبة من طرف دولة الاحتلال المغربي.
الأخوات والإخوة،
خلال الفترة المنصرمة برزت تطورات تؤكد التكالب المخزني الصهيوني، ليس فقط على الشعب الصحراوي، ولكن على كامل المنطقة وشعوبها، بما يمثل تهديداً حقيقياً وخطراً محدقاً على الأمن والسلم والاستقرار فيها. وإننا في الجبهة الشعبية والجمهورية الصحراوية لنمد أيدينا لشعوب وبلدان المنطقة من أجل التصدي لكل المخططات والأجندات التخريبية التي تستهدفها، ولنعمل على تحقيق آمال شعوبنا في السلام والاستقرار والازدهار، عبر الامتثال لمبادئ وميثاق وقرارات الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي، في كنف الاحترام المتبادل وحسن الجوار.
وبالمناسبة، لا بد أن نتوجه بتحية خاصة، ملؤها الشكر والتقدير والعرفان والامتنان، إلى الشقيقة الجزائر، شعباً وحكومة، بقيادة السيد الرئيس عبد المجيد تبون، والتي لا تنفك تؤكد موقفها المبدئي الثابت، المستند إلى مبادئ ثورة الأول من نوفمبر المجيدة ومقتضيات الشرعية الدولية، إلى جانب كفاح الشعوب وحقها، غير القابل للتصرف، في تقرير المصير والاستقلال، وفي مقدمتها الشعب الصحراوي.
كما نجدد للشقيقة الجمهورية الإسلامية الموريتانية إرادتنا الصادقة لتعزيز أواصر الأخوة وروابط الصداقة وعلاقات الجوار والمصير المشترك، لما يخدم الشرعية والعدالة والسلام والاستقرار في المنطقة.
كما نسجل باعتزاز وتثمين مواقف الدعم والمساندة التي تتشبث بها الحركة التضامنية العالمية مع قضيتنا العادلة، وعلى الساحة الأوروبية عامة، وفي إسبانيا بشكل خاص، أين نجدد إدانتنا للموقف المخجل لرئيس الحكومة الإسبانية، الداعم للعدوان والاحتلال العسكري المغربي اللاشرعي لبلادنا، ونؤكد مجدداً على المسؤولية القانونية، السياسية والأخلاقية للدولة الإسبانية، والتي لا تسقط بالتقادم، تجاه تصفية الاستعمار وتقرير المصير في الصحراء الغربية.
لقد قامت دولة الاحتلال المغربي بنسف اتفاق وقف إطلاق النار بين الجيشين الصحراوي والمغربي، وهي تواصل عرقلة جهود المجتمع الدولي للتوصل إلى الحل العادل لنزاع الصحراء الغربية، وتمارس سياسة العدوان والتوسع وانتهاك القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، سواء ضد المدنيين الصحراويين العزل، أو من خلال ممارسات استعمارية كالاستيطان ونهب الثروات الطبيعية أو تنظيم أنشطة وفعاليات ذات طابع سياسي أو اقتصادي أو رياضي أو ثقافي أو غيرها في الأجزاء المحتلة من الجمهورية الصحراوية.
إننا في جبهة البوليساريو، وإذ نجدد استعدادنا الحقيقي للتعاون مع جهود الأمم المتحدة لتصفية الاستعمار من آخر مستعمرة في إفريقيا، نؤكد بأن أي حل للنزاع لا يمكن إن يخرج عن إطار واضح ومحدد، يضمن حق شعبنا، غير القابل للتصرف أو المساومة، في تقرير المصير والاستقلال، على غرار كل الشعوب والبلدان المستعمرة. ومن هنا، فإننا نطالب مجلس الأمن الدولي بتحمل مسؤوليته، ووضع حد لهذا التعنت والاستهتار من طرف دولة الاحتلال المغربي، والذي نحذر مجدداً من أنه لن يقود المنطقة إلا إلى مزيد من الاحتقان والتوتر بل والانفجار.
هي مرحلة جديدة، بتطوراتها وتحدياتها، لكننا على ثقة مطلقة ويقين كامل بأن شعبنا، كما كان في الماضي، سيكون اليوم في مستوى مواجهتها، لأن كل مؤامرات ودسائس العدو، وكل حروبه النفسية وتحالفاته الخبيثة ودعاياته المغرضة ستتحطم على صخرة المقاومة الوطنية البطولية الراسخة لشعب أبي، عازم ومصمم على بلوغ أهدافه، متلاحم ومنظم في إطار الوحدة الوطنية وتحت قيادة ممثله الشرعي والوحيد، الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب.
على بركة الله، نفتتح أشغال الدورة العادية السابعة للأمانة الوطنية.
كفاح، صمود وتضحية، لاستكمال سيادة الدولة الصحراوية.
شكراً والسلام عليكم. (واص)
090/105/500.