Pasar al contenido principal

الصحراء الغربية آخر مستعمرة في أفريقيا محور ندوة بالعاصمة الألمانية برلين

Submitted on
Rasd

برلين (ألمانيا)، 16 يونيو 2023 (واص) - قدمت ممثلة جبهة البوليساريو بألمانيا السيدة النجاة حندي محاضرة " حول الصحراء الغربية آخر مستعمرة في أفريقيا ، أمام منتدى منظمة شبكة النساء من أجل السلام بالعاصمة الألمانية برلين.
 وقدمت الدبلوماسية خلال المحاضرة التي جرت عبر تقنية التحاضر المرئي عن بعد موجزا عن الكفاح التحرري الذي يخوضه الشعب الصحراوي بقيادة الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء وواي الذهب بداية من الاستعمار الإسباني مرورا بالاحتلال المغربي اللاشرعي، معرجة على انتفاضة الزملة التاريخية 17 ينونيو 1970 بقيادة الفقيد سيد إبراهيم بصيري .
وأبرزت النجاة حندي أن تأسيس جبهة البوليساريو جاء ردا على المؤامرات التي كانت تحاك ضد الشعب الصحراوي الذي نجح في التصدي للمسيرة الذي دعا اليها ملك المغرب، مقدمة بالمناسبة إحاطة عن سنوات الإبادة الجماعية والتهجير القسري واللجوء الذي مارسه الغزو المغربي ضد الشعب الصحراوي الأعزل.
كما تطرقت إلى مسار الكفاح المسلح لجبهة البوليساريو الذي تلي اتفاقية مدريد الثلاثية، وإعلان الجمهورية الصحراوية الذي جاء ردا على الفراغ السياسي الذي خلفه خروج الإدارة الاستعمارية الاسبانية دون أن تفي بمسؤولياتها القانونية في تنظيم استفتاء لتقرير المصير الشعب الصحراوي.
 وأضافت ممثلة جبهة البوليساريو بألمانيا أن المعدن النفيس الذي أظهره المقاتل الصحراوي في البسالة والفداء وما أبانت عنه المرأة الصحراوية من مسؤولية وصمود في بناء مجتمع عصري منظم قائم على مؤسسات ادارية وصحية وتربوية شُيدت بفضل صمود المناضلة الصحراوية وإصرارها على القطيعة مع عقود الجهل والفقر والتخلف التي كرستها الحقبة الاستعمارية.
وبعد أن عرضت مسار التسوية الأممي - الأفريقي الذي اثمر عن اتفاق وقف اطلاق النار، المبرم بين طرفي النزاع المغرب وجبهة البوليساريو العام 1991، والوعود المغربية المنكوثة بشأن استفتاء تقرير المصير، أكدت أن الشعب الصحراوي وصل الى قناعة مفادها أن الحل السياسي يمر حتما عبر قناة الكفاح المسلح، وأن المغرب سيذعن للسلام عندما تضرب مصالحه وتزداد فاتورة تواجده في الإقليم، وهو ما تجسد يوم 13 نوفمبر 2020 عندما تحللت جبهة البوليساريو من اتفاق وقف اطلاق النار واعلنت استئناف الكفاح المسلح كرد على الخرق المغربي للاتفاق المذكور.
وفي ردها على الأسباب الحقيقية التي تعيق استكمال مسار تصفية الاستعمار من آخر مستعمرة في افريقيا، عدّدت الدبلوماسية الصحراوية ثلاث عناصر أساسية؛ أبرزها لوبيات الضغط المغربية القائمة على الفساد وشراء الذمم عبر استخدام عائدات الثروات الطبيعية الصحراوية، وهي الحقيقة التي تأكدت للعالم بعد الكشف عن فضيحة "ماروك غيت" التي هزت البرلمان الأوروبي مؤخرا وضربت مصداقية المؤسسة التشريعية الأوروبية في مقتل.
أما العامل الثاني فيتمثل في تراخي مجلس الأمن الدولي واختطاف قراره السياسي من قبل بعض الاعضاء الدائمين، وأساسا فرنسا ، أما العامل الثالث فيمكن في الاتحاد الأوروبي، المسؤول السياسي والتاريخي عن إطالة أمد النزاع، عبر شركاته التجارية والاقتصادية مع المغرب بما يشمل جورا الأراضي الصحراوية المحتلة ومياهها الإقليمية، ناهيك عن رضوخ التكتل الأوروبي وبعض دوله الأعضاء للابتزاز المغربي المتكرر في ملفات الهجرة والمخدرات والجريمة المنظمة والجوسسة ولعل الانقلاب المفاجئ الأخير لموقف رئيس الحكومة الاسبانية بيدرو سانشيث وإعلانه دعم ما يسمى المقترح المغربي له علاقة بإحدى ملفات الابتزاز تلك.
[[{"fid":"46392","view_mode":"default","fields":{"format":"default","field_file_image_alt_text[und][0][value]":false,"field_file_image_title_text[und][0][value]":false},"type":"media","field_deltas":{"1":{"format":"default","field_file_image_alt_text[und][0][value]":false,"field_file_image_title_text[und][0][value]":false}},"link_text":null,"attributes":{"height":787,"width":939,"class":"media-element file-default","data-delta":"1"}}]]
وحول الدور الذي تلعبه المرأة الصحراوية في التنمية السياسية والاقتصادية والاجتماعية بالصحراء الغربية، أبرزت النجاة حندي أن النساء الصحراويات هن من بنين المخيمات ومؤسسات الدولة الفتية، وهن من يقدن انتفاضة الاستقلال ويواجهن آلة الاحتلال بشوارع المدن المحتلة، مشيدة بالصمود الأسطوري للمناضلة سلطانة خيا وشقيقتها الواعرة وأمهن المسنة طوال أشهر من الاعتصام المفتوح.
 كما أبانت السيدة النجاة عن مستوى المشاركة السياسية الذي تتمتع بها المرأة الصحراوية داخل مؤسسات الدولة وهيئات الحركة، واستحواذ النساء خلال انتخابات المجلس الوطني الأخيرة على نسبة 41 بالمائة من مقاعد البرلمان وحضورها الفاعل في أعلى هيئات اتخاذ القرار السياسي.
تجدر الإشارة، إلى أن شبكة النساء من أجل السلام هي منظمة ألمانية غير ربحية، عابرة للانتماء الحزبي والايديولوجي، تأسست بمدينة بون العام 1996 عقب مؤتمر الأمم المتحدة العالمي الرابع حول المرأة.
وتهدف الى تعزيز التعاون بين النساء بما يخدم المرأة والأمن ويشيع ثقافة السلام والتعاون بين الشعوب كما تنص على ذلك بنود الميثاق التأسيس للأمم المتحدة والإعلان العالمي لحقوق الإنسان. (واص)
090/105.