الشهيد الحافظ 14 فبراير 2016 ( واص ) - لقد جاء إعلان الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية يوم 27 فبراير1976 " لملء الفراغ القانوني الذي تسبب فيه انسحاب المستعمر الإسباني بطريقة فوضوية في السادس والعشرين فبراير ، بعد إبرام اتفاقية مدريد الثلاثية يوم 14 نوفمبر 1975 وتعرض المنطقة لغزو عسكري مغربي يوم 31 أكتوبر 1975 والمسيرة السوداء يوم 06 نوفمبر 1976.
وكان إعلان الجمهورية بمثابة رد حاسم على هذه المؤامرات التي شارك فيها إلى جانب المستعمر الإسباني ، الجاران الشمالي والجنوب المغرب وموريتانيا ضد شعب مسالم يطالب بتقرير مصيره.
كما جاء إعلان الجمهورية الصحراوية تتويجا لجملة من الإنجازات والمكاسب التي ناضلت جبهة البوليساريو من أجل تحقيقها بداية بحل الجمعية الصحراوية وانضواء أعضائها ضمن صفوف الجبهة بعد مؤتمر الوحدة الوطنية في 12 أكتوبر 1975 ، ثم تأسيس أول حكومة صحراوية يوم 05 مارس 1976.
وقد حملت الدولة الجديدة على عاتقها القيام بما يلزم لوضع لبنات مقومات الدولة الحديثة وما يتطلبه ذلك من تضحيات في ظل شح الإمكانيات وواقع الجهل والأمية الذي تركه المستعمر الإسباني واللجوء والتشرد الذي فرضه المحتل المغربي.
ففي ميدان التعليم ، عكفت الدولة الصحراوية منذ البداية على بناء المدارس ومحاولة تأطير التلاميذ واستفادتهم من مجانية التعليم ، إلى جانب تكوين الأساتذة والمعلمين والمربين لتولي هذه العملية الصعبة ، لتتوج سنوات بعد ذلك بالمئات من الخريجين وحملة الشهادات العليا أضافت إلى تطوير المعارف والخبرات بناء مؤسسات تشريعية وقضائية وتنفيذية صحراوية.
وفي ميدان الإدارة والتسيير ، انتهجت الدولة الصحراوية تجربة رائدة ونقلة نوعية لعبت فيها المرأة والشباب دورا متميزا رغم رواسب الجهل والأمية الموروثة عن الحقبة الاستعمارية ؛ حيث أن خريجي وطلبة الجامعات في الحقبة الإسبانية ، كانوا يعدون على رؤوس الأصابع بحسب تقارير الهيئات الإسبانية نفسها لسنة 1975
وعلى الرغم من أن الدولة الصحراوية بدأت البناء من "الصفر" بحيث لم ترث عن الاستعمار الإسباني أطر قادرة على التسيير ، فقد استطاعت خلال 40 سنة أن تذلل كل الصعاب وتؤسس لهذا البناء المؤسساتي الذي تحقق ، كما أصبحت حقيقة مسلم بها ومن دونها لا يمكن أن يكتب لأي مشروع سلام أو استقرار في منطقة المغرب العربي النجاح.
( واص ) 090/088/100