بومرداس 13 يوليو 2011 (واص)- صرح السيد كمال رزاق بارة مستشار رئاسة الجمهورية لحقوق الإنسان اليوم الأربعاء ببومرداس بأن مفاهيم جديدة سائدة حاليا في العالم تطبعها ''الانتقائية'' و ''الازدواجية '' تتحكم في تنفيذ ورسم توجه العلاقات الدولية.
وأوضح السيد بارة في محاضرة بعنوان ''الاستقرار الجهوي والأمن الدولي'' ألقاها خلال فعاليات الجامعة الصيفية الثانية لإطارات الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية بأن هذه المفاهيم التي برزت في السنوات الأخيرة بدعم من الدول النافذة ''تختلف ولا تقبل '' بالمبادئ و المفاهيم التي كانت تحكم العلاقات الدولية في القرن الماضي.
و ارتكزت المبادئ التي بنيت عليها مفاهيم العلاقات الدولية عبر العالم خلال القرن الماضي على أسس ''المساواة بين الدول'' في الحقوق و الواجبات و ''احترام سيادة الدول'' و ''عدم التدخل في الشؤون الداخلية لها''.
بينما الأفكار الجديدة التي يجري تكريسها لتوجيه صيرورة العلاقات الدولية عبر المؤسسات الدولية ميدانيا فترتكز على عدد من المفاهيم الأساسية تتمثل أبرزها حسب نفس الخبير في مفهوم ''المجتمع الدولي'' و ''الأمن الإنساني'' الذي يشمل الأمن الاقتصادي و الغذائي ثم ''الأمن البيئي'' و ''حفظ الأمن النووي'' و''الأمن الشخصي'' المعني بكيفية ضمان الأشخاص لحقوقهم الكاملة.
و يعد مفهوم ''الأمن السياسي'' استنادا إلى نفس المصدر من بين أخطر ما توصلت لإقراره المجموعة الدولية لتوجيه العلاقات الدولية حيث يخول هذا المبدأ الأخير للدول و تحت مظلة الأمم المتحدة ''حق التدخل لدى دول أخرى لحماية مجموعة عرقية أو طائفة أو مجموعات سكانية'' يهددها الخطر المهدد في نفس الوقت للأمن و السلم الدولي .
و يري المحاضر بأنه من بين المفاهيم الجديدة و الخطيرة كذلك المدرجة في نفس الإطار مفهوم ''الحرب على الإرهاب'' حيث دفعت أمريكا الأمم المتحدة يقول المحاضر ''لأخذ مجموعة من التدابير'' تجعل من هذا الأخير تهديدا على السلم و الأمن الدوليين دون تحديد مفهومه بدقة و بالتالي إجازة محاربته بكل الطرق.
وذكر المحاضر بأن هذه الأفكار الجديدة التي بدأت تنشأ بعد سنة 1994 بعدما حدث في رواندا و البوسنة و الهرسك من إبادة و تطهير عرقي ''دونت'' رسميا وأصبح فيه توصيات صادرة عن مجلس الأمن ''تشير لمسؤولية المجموعة الدولية في حماية الأشخاص من التهديد'' بينما الجدل يبقي قائما في أروقة الأمم المتحدة حول ''من يقرر طبيعة الخطر و من يحدد كيفية التدخل''.
و من جهة أخرى دعا السيد رزاق بارة الصحراويين في ضوء المستجدات التي تطبع العلاقات الدولية إلى تركيز الجهود ليس اتجاه الدول فقط و إنما ''اتجاه المنظمات الأهلية الدولية البارزة'' التي تتمتع بنوع من الاستقلالية و إلى ''و سائل الإعلام الدولية المحايدة'' لكشف الحقائق المروعة التي يرتكبها المحتل في الأراضي المحتلة و تبيان أوضاع الشعب الصحراوي.
كما دعا المحاضر إلى ضرورة ''تكييف'' نضال الصحراويين و'' تطويره و استغلال ''مختلف الفرص لفضح المحتل الذي يحاول تجميل صورته ب''تصوير الوضع الحالي في الأراضي المحتلة و كأنه مقبول'' من طرف الشعب الصحراوي و مطالبتهم الدول الكبرى و لفت انتباه الرأي العام العالمي حول'' ضرورة حماية الشعب الصحراوي وفق تلك المفاهيم الجديدة التي تحكم العلاقات الدولية حاليا''.(واص)
088/700