Pasar al contenido principal

كل شعوب العالم الحر مدعوة إلى مرافقة مقاومة الشعب الصحراوي السلمية في مواجهة الاحتلال المغربي (نص كلمة الرئيس )

Submitted on

الجزائر 29 اكتوير 2011 (واص) ـ دعا اليوم السبت ،رئيس الدولة و الأمين العام  لجبهة البوليساريو،  السيد محمد عبد العزيز شعوب العالم الحرالى مرافقة المقاومة السلمية التي يخوضها الشعب الصحراوي، برفع الحصار المغربي المفروض ، على الأراضي المحتلة من الصحراء الغربية،ومؤازرة مناضلات ومناضلي انتفاضة الاستقلال الذين يتعرضون لأبشع ممارسات التضييق والترهيب .

و أكد السيد محمد عبد العزيز أن المجتمع الدولي، الذي سارع إلى إصدار وتنفيذ قرارات تقضي بحماية المدنيين في مناطق أخرى من العالم، "مطالب" اليوم بالتحلي بنفس المسؤولية إزاء الانتهاكات الجسيمة التي ارتكبتها الدولة المغربية، منذ احتلالها العسكري للصحراء الغربية في 31 أكتوبر 1975، ولا تزال ترتكبها إلى اليوم في حق الصحراويين العزل، بشهادة هيئات ومنظمات دولية مختصة، بما فيها مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان.

و في ما يلي نص كلمة الرئيس  محمد عبد العزيز في الندوة الدولية "حق الشعوب في المقاومة، حالة الشغب الصحراوي"  :

" بسم الله الرحمن الرحيم
السيدات والسادة،
شرف كبير لنا أن نتواجد اليوم على هذه الأرض الطيبة الطاهرة، بلد المليون ونصف المليون من الشهداء، رمز المقاومة والكفاح من أجل الحرية والكرامة والاستقلال.

وأود بداية أن أعبر عن جزيل الشكر والتقدير على هذه الدعوة الكريمة التي وجهتها إلينا اللجنة الوطنية الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي، برئاسة السيد الحاج محرز العماري، للمشاركة في هذه الندوة الدولية الثانية؛ " حق الشعوب في المقاومة ، حالة الشعب الصحراوي" .

كما أود أن أتوجه بتحية التقدير والشكر الجزيل إلى كل هذه الوفود التي تمثل مختلف التوجهات والمشارب، والتي جاءت من كل قارات العالم، من إفريقيا وآسيا وأوروبا وأمريكا اللاتينية وواستراليا والولايات المتحدة الأمريكية، للمشاركة في هذه الندوة الدولية، حاملة معها رسائل التضامن مع مقاومة الشعب الصحراوي العادلة.

وهذه مناسبة لنتقدم بالتهنئة للشعب الجزائري الشقيق وهو مقبل على تخليد الذكرى السابعة والخمسين لثورة نوفمبر المظفرة، والتي كرست ميدانياً إرادة الشعب الجزائري الراسخة في التمتع بحريته واستقلاله، فاحتلت الجزائر مكانتها كقلعة من قلاع التحرر في إفريقيا والعالم، حتى قال فيها المناضل الإفريقي أميكال كابرال مكة الثوار، وكان لها وقعها الملموس في مصادقة الأمم المتحدة على قرارها التاريخي 1514، وما تلى ذلك من حصول أكثر من ثمانين بلداً في العالم على استقلاله الوطني.

السيدات والسادة،
المقاومة، بما في ذلك عبر الكفاح المسلح، حق أصيل ومشروع، تنص عليه المواثيق والقرارات الدولية لكل الشعوب. وقد سجل التاريخ خرقاً سافراً لهذه المواثيق وانتهاكاً صارخاً للقانون الدولي، من خلال احتلال المملكة المغربية بالقوة العسكرية، في 31 أكتوبر 1975، لبلد في طور تصفية الاستعمار وتقرير المصير، هو الصحراء الغربية، وعدم وفاء إسبانيا بالتزاماتها الدولية، باعتبارها كانت ولا تزال هي القوة الاستعمارية والإدارية للإقليم.

والشعب الصحراوي، الذي أعلن حربه التحريرية ضد الوجود الاستعماري الإسباني، بقيادة جبهة البوليساريو، في 20 ماي 1973، وجد نفسه مجبراً على الاستمرار في مقاومته ورفضه لكل أشكال الاستعمار والاحتلال عبر العصور، والتي كان من أبرز محطاتها انتفاضة الزملة في 17 يونيو 1970، بقيادة محمد سيد إبراهيم بصيري.

وبعد سلسلة متفرقة من الانتفاضات، شكلت انتفاضة الاستقلال، التي اندلعت في 21 ماي 2005، محطة مفصلية جديدة، أجججت لهيب المقاومة السلمية الذي سرعان ما استشرى في كل مواقع تواجد الجسم الصحراوي في الأراضي الصحراوية المحتلة وفي جنوب المغرب وفي الجامعات والمعاهد وغيرها داخل المغرب نفسه.

وقد توالت تلك المحطات الناصعة في خضم المقاومة السلمية، وسجل أبطال وبطلات انتفاضة الاستقلال لحظات تاريخية بطولية خالدة، ووقفوا بإرادة راسخة لا تعرف الانكسار، لا سلاح لهم سوى إيمانهم العميق بعدالة قضيتهم، أمام عنجهية وغطرسة ووحشية وهمجية الممارسات الاستعمارية لدولة الاحتلال المغربي.

من منا لا يتذكر تلك الوقفة الخالدة التي سجلتها أمنتو حيدار، والتي تحدت قراراً مغربياً جائراً، اتخذ على أعلى المستويات، بإبعادها قسراً من الصحراء الغربية، فقررت خوض إضراب عن الطعام في جزيرة لانثاروتي الإسبانية، رغم حالتها الصحية المتدهورة، وصمدت حتى عادت معززة مكرمة إلى وطنها وأهلها.

ولا شك أن ملحمة اقديم إيزيك، في 8 نوفمبر 2010، قد شكلت واحدة من أنصع محطات المقاومة السلمية الصحراوية. إنه فعل نضالي متميز، ليس فقط في تاريخ كفاح الشعب الصحراوي، ولكن في تاريخ كل الشعوب التواقة إلى الحرية والانعتاق. إنه موقف رائع ذلك الذي اجتمعت فيه أصالة وعراقة الخيمة الصحراوية، كرمز لتاريخ وثقافة وهوية الشعب الصحراوي، مع نبل وقداسة فعل المقاومة والرفض المطلق لواقع الاحتلال المغربي، الذي أصبح يسعى عبثاً إلى إزالة الخيمة الصحراوية من وجدان الصحراويين واجتثاثها من فضائها الطبيعي في الصحراء الغربية.

لقد تصورت سلطات الاحتلال المغربي أنها بقيامها بتلك الجريمة البشعة، المتمثلة في هجومها العسكري على عشرات الآلاف من النساء والأطفال والشيوخ العزل، وحرقها وتدميرها لخيمهم وممتلكاتهم، وتعريضهم لأبشع مظاهر القمع الوحشي والاختطاف والاعتقال والترهيب سوف تثني الصحراويين عن الكفاح والنضال من أجل الحرية والاستقلال.

ولكن هيهات هيهات. لم يتوقف زخم المقاومة السلمية، بل إن الصحراويين أصبحوا مستعدين لجعل كل شبر من أرضهم المحتلة مخيم اقديم إيزيك جديد، وهو ما برهنوا عليه خير برهان في مواقع كثيرة وفي فترات متعددة. وفي هذا السياق، وبعد أن سجلت موقعة بطولية في 26 فبراير 2011، أعادت الجماهير الصحراوية في مدينة الداخلة الكرة ، في 25 سبتبمبر 2011، فضربت في صميم المخططات الاستعمارية المغربية.

السيدات والسادة،
لقد سبق وقلنا، وسنقولها مرة أخرى، إن الدفاع عن حقوق الإنسان واجب على الجميع كما هو حق للجميع، و لا يقبل أي استثناء أو انتقائية. ولا يمكن أن يزعم أي طرف في العالم أنه يدافع عن حقوق الإنسان، ما لم يكن متشبثاً بحق إنساني أساسي أول، هو تقرير المصير، وداعماً للشعوب في مقاومتها، دفاعاً عن ذلك الحق.

وإننا لنعبر عن الأسف والاستغراب الشديد إزاء مواقف تتخذها بعض الأطراف، التي تدعم الأطروحات الاستعمارية المغربية في الصحراء الغربية، وتشجع الحكومة المغربية على المضي في تعنتها ورفضها لتطبيق مقتضيات الشرعية الدولية. فالحكومة الفرنسية تناقض سمعة بلادها، كمهد لحقوق الإنسان، حين تحول دون إصدار قرار لمجلس الأمن يضمن حماية حقوق الإنسان في الأراضي المحتلة من الصحراء الغربية.

المملكة المغربية هي التي تنصلت من التزاماتها الدولية، بعد أن وقعت مع الطرف الصحراوي على مخطط التسوية الأممي الإفريقي الذي صادق عليه مجلس الأمن الدولي سنة 1991، القاضي بتنظيم استفتاء لتقرير مصير الشعب الصحراوي، فقط لأنها تيقنت بأن الصحراويين سيختارون الاستقلال لا محالة. إنه تراجع مناقض تماماً للقانون الدولي، ويتطلب من العالم أن يسارع إلى فرض العقوبات والضغوطات اللازمة على الحكومة المغربية حتى تكف عن عرقلة الاستفتاء.

والمجتمع الدولي، الذي سارع إلى إصدار وتنفيذ قرارات تقضي بحماية المدنيين في مناطق أخرى من العالم، مطالب اليوم بالتحلي بنفس المسؤولية إزاء الانتهاكات الجسيمة التي ارتكبتها الدولة المغربية، منذ احتلالها العسكري للصحراء الغربية في 31 أكتوبر 1975، ولا تزال ترتكبها إلى اليوم في حق الصحراويين العزل، بشهادة هيئات ومنظمات دولية مختصة، بما فيها مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان.

إن كل شعوب العالم الحر مدعوة إلى مرافقة المقاومة السلمية الراقية التي يخوضها الشعب الصحراوي، برفع الحصار المغربي المفروض، عسكرياً وإعلامياً، على الأراضي المحتلة من الصحراء الغربية،ومؤازرة مناضلات ومناضلي انتفاضة الاستقلال الذين يتعرضون لأبشع ممارسات التضييق والترهيب، بالاختطافات والاعتقالات وفبركة المحاضر وتلفيق التهم لهم وتقديمهم أمام المحاكمات الظالمة، بما فيها العسكرية، كما هي حال المعتقلين على إثر الهجوم العسكري المغربي الغادر على مخيم اقديم إيزيك.

فالمقاومة السلمية الصحراوية بحاجة إلى مؤازرة كل أنصار الحرية والديمقراطية، بالمتابعة الدائمة لها في المنابر الحقوقية والإعلامية، والتواجد المكثف في عين المكان، كنشطاء حقوقيين وإعلاميين ومراقبين مستقلين ومتضامنين وشهود.

إننا نطالب الأمم المتحدة بتحمل مسؤولياتها تجاه إقليم تابع لها، والتدخل العاجل من أجل إطلاق سراح يحي محمد الحافظ إيعزة وجميع المعتقلين السياسيين الصحراويين في السجون المغربية، والكشف عن مصير أكثر من 651 مفقوداً صحراوياً لدى الدولة المغربية، وإزالة جدار التقسيم العسكري المغربي الذي يقسم بلادنا، أرضاً وشعباً، ووقف النهب الجشع للثروات الطبيعية الصحراوية، والتعجيل بخلق آلية أممية تمكن بعثة الأمم المتحدة إلى الصحراء الغربية، المينورسو، من حماية حقوق الإنسان هناك ومراقبتها والتقرير عنها.


وننتهز هذه الفرصة لكي ندين أشد ما تكون الإدانة العمل الإرهابي الإجرامي الجبان الذي تعرضت له مخيمات اللاجئين الصحراويين، وانتهى باختطاف ثلاثة متعاونين أوروبيين في المجال الإنساني، إينوا فيرناندث دي رينكون، AINOA FERNADEZ DE RINCÓN، وإينريك غونيالونس، ENRIC GONYALONS، و روسيلا أورو، ROSSELLA URRU.

وإذ نؤكد بأن الجمهورية الصحراوية، المرتبطة بمعاهدة مكافحة الإرهاب في إطار الاتحاد الإفريقي، ملتزمة ببذل كل الجهود لتحرير الرهائن في أسرع الآجال، فإننا ندعو هذه الندوة والعالم أجمع إلى إدانة هذه الجريمة والتضامن مع الضحايا وعائلاتهم. إنه عمل إرهابي يستهدف جبهة البوليساريو ويزيد من آلام الشعب الصحراوي الذي عاني ويعاني من إرهاب الدولة المغربية وجرائمها ضد الإنسانية منذ احتلالها للصحراء الغربية، ويعاني، مع الأسف الشديد، من ظلم وتجاهل بعض القوى المتنفذة داخل مجلس الأمن الدولي.


السيدات والسادة،
إننا ونحن نتواجد فوق هذا التراب الجزائري الطاهر، تتملكنا مشاعر التقدير والعرفان ونحن نستنشق عبير الحرية والكرامة والشهامة والأنفة والإباء، ونستلهم من هذا الشعب العظيم أسمى دروس التضحية والمقاومة المستميتة المصرة على الانتصار.

فتحية إلى الجزائر العظيمة، بقيادة فخامة الرئيس المجاهد عبد العزيز بوتفليقة، وهي التي تبنت موقفها منذ البداية، وبدون تردد وبكل ثبات، والقائم على التشبث باحترام مقتضيات الشرعية الدولية، بالتالي تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية وضمان حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير، واستقبلت عشرات الآلاف من النساء والأطفال والعجزة الصحراويين الذين فروا من قنبلة طائرات الجيش المغربي بالنابالم والفوسفور الأبيض، المحرمة دولياً، ووفتحت لهم أرضها ومستشفياتها ومدارسها، بكل سخاء.

وتحية إلى كل الأشقاء والأصدقاء من كل أنحاء العالم الذين وقفوا ويقفون إلى جانب الشعب الصحراوي في كفاحه المشروع من أجل الحرية والاستقلال.

وهذه مناسبة لـنــترحم على أرواح كل شهداء القضية الوطنية الصحراوية، وفي مقدمتهم الشهيد الولي مصطفى السيد، وصولاً إلى آخر شهداء الانتفاضة، ميشان محمد لمين لحبيب، معبرين عن استنكارنا لما تتعرض له عائلة الشهيد سعيد دنبر من ضغوطات وممارسات دنيئة لإصرارها على معرفة حقيقة عملية الاغتيال الجبانة التي تعرض لها ابنها الذي لا زال لم يوارَ الثرى، بسبب تعنت الحكومة المغربية، المسؤول الأول عن هذه الجريمة، ورفضها إجراء التشريح الطبي للجثمان.

وفي وقت نتوجه فيه بعبارات التقدير والتضامن والمؤازرة إلى كل المعتقلين السياسيين الصحراويين القابعين في سجون الاحتلال المغربي وإلى عائلاتهم، نحيي بحرارة بطلات وأبطال انتفاضة الاستقلال المباركة، الذين يحضرون معنا في هذه الندوة، والقادمين من الأراضي الصحراوية المحتلة وجنوب المغرب، يحملون رسائل التحدي والإصرار على المضي قدماً في نهج المقاومة السلمية، وهم الذين عانوا ويعانون من آثار وتبعات الاعتقال والتعذيب داخل زنازن الاحتلال المغربي.

لهم جميعاً وللعالم أجمع نقول إن الشعب الصحراوي سوف لن يستسلم وسوف لن يتخاذل وسوف لن يتراجع عن حقوقه المقدسة المشروعة في الحرية وتقرير المصير والاستقلال. والشعب الصحراوي، الذي يحتفظ دائماً بخيار الكفاح المسلح، كحق ثابت، كرسته قرارات الأمم المتحدة لكل الشعوب المستعمرة، سوف يواصل ويكثف وينوع مقاومته السلمية لبلوغ تلك الأهداف، مهما طال الزمن ومهما كلفه ذلك من ثمن.

والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته (واص)
090/092