Pasar al contenido principal

صحيفة "الواشنطن تايمز" تدعو إلى حق تقرير المصير بالصحراء الغربية

Submitted on

واشنطن 22 اكتوبر 2013 (واص) - خصصت صحيفة "الواشنطن تايمز" مقالا مطولا لمسألة الصحراء الغربية أكدت خلاله أنه حان الوقت بالنسبة للأمم المتحدة أن توفي بالتزاماتها التي أعربت عنها منذ 22 سنة من أجل تنظيم استفتاء لتقرير مصير الشعب الصحراوي.

و نشر هذا المقال من قبل دافيد كين أحد أبرز صحفيي هذه اليومية الأمريكية المحافظة حيث يأتي هذا المقال بعد أيام من نشر مقال آخر بصحيفة "الواشنطن بوست" و التي انتقدت "الممارسات الفردية" للملك محمد السادس

.
و في مقاله المعنون "وطن الصحراويين المستحق ضرورة الوفاء بالعهود التي تم الالتزام بها منذ 40 سنة" ذكر دافيد كين ببعض الأحداث التي تشكل أصل الملف الصحراوي مشيرا إلى أن "الصحراء الغربية احتلت من قبل المغرب في بداية السبعينات فور مغادرة اسبانيا لهذه الأراضي".


و أضاف أن الصحراويين "شنوا حربا ضد المحتل المغربي قبل الاتفاق على وقف إطلاق النار سنة 1991 مقابل استفتاء تعهدت به الأمم المتحدة و لم يتم إلى حد الآن المغرب يصرف الملايين من أجل تكوين مجموعة ضغط


و كتب صاحب المقال أن "المغرب صرف منذ ذلك الملايين من أجل دفع مجموعة ضغط بالولايات المتحدة حتى لا تساند الحكومة الأمريكية،الصحراويين الذين يعيشون تحت نير الاحتلال المغربي أو في مخيمات اللاجئين التي تشرف عليها الامم المتحدة في الجزائر"

 وأضاف دافيد كين أن "الصحراويين تحركوا منذ عقود تحت قيادة الرئيس محمد عبد العزيز على أمل أن تتدخل الولايات المتحدة و المجموعة الدولية و محكمة العدل الدولية لاسترجاع أراضيهم المحتلة".
و أضاف صاحب المقال أن محكمة العدل الدولية في حقيقة الأمر "فصلت لصالح الصحراويين و لا أحد يعترف بحق المغرب القانوني أو التاريخي على الصحراء الغربية و لكن لا أحد يبدو مستعدا لحمل المغرب على استرجاع أراضي الصحراء الغربية".

و أشار دافيد كين بوضوح أنه منذ نهاية الكفاح المسلح بين جبهة البوليساريو و المغرب سنة 1991 طلبت الأمم المتحدة عدة مرات بالترخيص للصحراويين بالإدلاء برأيهم حول مستقبلهم".
و لكن رد المغرب كان "نقل المئات الآلاف من المواطنين المغربيين إلى الصحراء الغربية و المطالبة بالترخيص لهم بالتصويت كشرط لتنظيم هذا الاستفتاء الأمم المتحدة تضع المغرب أمام مسؤولياته


و في هذا الصدد أوضحت صحيفة "الواشنطن تايمز" أن "الأمم المتحدة وضعت المغرب أمام مسؤولياته" من خلال تعيين سنة 1997 كاتب الدولة الأمريكية الأسبق جيمس بيكر مبعوثا خاصا للصحراء الغربية.
و ذكر دافيد كين في هذا الشأن ان السيد بيكر أعد مخططا يمنح للصحراويين حق الاستفتاء من أجل تقرير المصير من جهة و يمكن عددا كبيرا من المغربيين الذين تم ترحيلهم من قبل سلطاتهم نحو الأراضي الصحراوية المحتلة المشاركة في الاستفتاء.

و أضاف أن "الصحراويين وافقوا على هذا المقترح مكرهين خوفا من تخلي الولايات المتحدة عنهم و أن إدارة الرئيس بوش كانت تمارس ضغطا عليهم من أجل قبول هذا المخطط سواء برضاهم أو دون ذلك".
و لكن بالرغم من هذا التنازل الذي أعرب عنه الطرف الصحراوي "ذهب كل شيء في مهب الريح عندما رفض المغربيون تنظيم هذا الاستفتاء الذي زعموا أنهم يريدون تنظيمه" تضيف نفس الصحيفة.
 

و منذ ذلك "يحاول المغرب و المدافعين عنه المعروفين في الولايات المتحدة إقناع فكرة أن منح الاستقلال للصحراويين سيكون فكرة سيئة حيث كانوا يزعمون خلال حكم الحسن الثاني أن ذلك سيزعزع استقرار المغرب و المنطقة كما يزعمون حاليا مع حكم محمد السادس بكون جبهة البوليساريو لها صلة بمنظمة القاعدة".

الصحراويون يتمتعون بكل القدرات لتولي الحكم


و على صعيد آخر يرى صاحب المقال أنه تحت قيادة الرئيس الصحراوي محمد عبد العزيز يحضر الصحراويون الذين يعيشون بمخيمات اللاجئين في الجزائر "لليوم الذي يعتقدون بأن المجموعة الدولية ستمنحهم فيه الاستقلال الذين يطمحون إليه".

و بعد التذكير بالإنجازات التي حققها الصحراويون بمخيمات اللاجئين بتندوف (الجزائر) و التي وصفها جيمس بيكر ب"الخارقة للعادة" ذكرت صحيفة "الواشنطن تايمز" بوضع "حكومة ديمقراطية حقيقية" تضمن حقوق النساء و "ترفض مطلقا الإرهاب كوسيلة شرعية لبلوغ الأهداف".

و أكدت الصحيفة الأمريكية أن أكثر من 95 بالمائة من اللاجئين الصحراويين في الجزائر يتمتعون بمستوى تعليمي حيث تم إرسال عدد كبير منهم إلى الخارج نحو الجامعات "لتحضيرهم ليوم استقلالهم".
و أضافت أن "الصحراويين يحضرون و برهنوا أنهم قادرين على تسيير أمورهم لكن تفضيلهم للعدالة عن الحرب جعل الأمم المتحدة و الولايات المتحدة يتجاهلون مصيرهم منذ ما يقارب 40 سنة".

و عاد صاحب المقال الذي يتابع القضية الصحراوية عن كثب إلى مسألة الصحراويين الذين أعدمتهم السلطات المغربية و رمت بهم في قبور جماعية و كذا التقرير الذي أعده مؤخرا المحققون الاسبان بعد اكتشاف مقبرة جماعية لثمانية أشخاص و طفلين تم إعدامهم رميا بالرصاص في الرأس و الصدر.

و خلصت الصحيفة الأمريكية إلى أن 40 سنة من الكفاح تعد "جد طويلة" بالنسبة للصحراويين معربة عن أملها في أن تقنع كل هذه الاحداث أصحاب القرار الأمريكيين بأن "من يمتثلون للقانون و يبحثون عن حل سلمي لمطالبهم يستحقون أكثر من العهود".(واص) 088/700/090