روما 15 نوفمبر 2013 (واص) - تعقد الدورة ال38 للتنسيقية الأوروبية لمساندة الشعب الصحراوي التي تنطلق اليوم الجمعة بروما في ظرف دولي يتميز بتنديد دولي واسع بالانتهاكات المتواصلة لحقوق الإنسان بالأراضي الصحراوية المحتلة بحسب المراقبين .
و تعالت العديد من الأصوات في الأيام الأخيرة من جميع أنحاء العالم ضد عمليات التوقيف التعسفية و قمع الشرطة و التعذيب الذي يتعرض له المدنيون الصحروايون يوميا لسبب وحيد هو مطالبتهم بحقهم في الكرامة و الحرية.
و تعقد الدورة ال38 للتنسيقية الأوروبية لمساندة الشعب الصحراوي في الوقت الذي أعد فيه برلمانيون من مختلف البلدان و التوجهات السياسية على أساس البعثات الميدانية تقارير كشفوا من خلالها الانتهاكات المتعددة للمحتل المغربي في مجال حقوق الانسان حيث كان "تقرير تانوك" الذي صادق عليه البرلمان الأوروبي مؤخرا أحسن دليل.
و دعا أعضاء من مجلس الشيوخ الأمريكي الرئيس باراك أوباما إلى التدخل من أجل حمل المغرب على احترام حقوق الانسان بالأراضي الصحراوية المحتلة التي تم بها مؤخرا العثور على رفات لصحراويين أغتيلوا من قبل المحتل المغربي.
و ترى العديد من الجمعيات و المنظمات الإنسانية و برلمانيون و شخصيات سياسية في العالم أن وضع آلية لمراقبة حقوق الإنسان بالصحراء الغربية داخل المينورسو (بعثة الأمم المتحدة لتنظيم استفتاء بالصحراء الغربية) هي وحدها الكفيلة بوضع حد لانتهاكات حقوق الإنسان بالصحراء الغربية.
الندوة التي انطلقت بعد ظهر اليوم الجمعة بالعاصمة الايطالية،روما تدوم يومين هذه السنة بدل ثلاثة أيام كما جرت العادة تصادف كذلك نشر تقرير الأمم المتحدة حول المخدرات و الجريمة الذي يؤكد بأن المغرب يبقى أكبر منتج و مصدر للقنب في العالم.
و يعد تقرير الامم المتحدة حول المخدرات و الجريمة الذي هو مرجع في مجال مراقبة انتاج و تصدير المخدرات مفحما بالنسبة للمغرب حيث يشير إلى أن المساحة المخصصة لزراعة القنب في هذا البلد تقدر 47500 هكتار مقابل 12000 هكتار في أفغانستان.
و أصبحت التنسيقية الأوروبية لمساندة الشعب الصحراوي موعدا دوليا يعكف المشاركون من خلاله على التخطيط لأعمال ملموسة من أجل مساعدة الشعب الصحراوي في كفاحه من أجل الاستقلال حيث كانت هذه الدورة قد سبقتها يوم الخميس بروما ندوة بين البرلمانيين "أصدقاء الشعب الصحراوي".
و سيتم تنظيم خمس ورشات خلال أشغال هذه الدورة لبحث إمكانية تحسين الظروف السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية للشعب الصحراوي.
و ستتناول الورشات مواضيع "السياسة و الإعلام و الموارد الطبيعية" و "حقوق الإنسان" و "المساعدة الإنسانية" و "الشباب و الرياضة والثقافة" و أخيرا "العمل والنقابات".
و كتب المنظمون في مقدمة برنامج الندوة أن "الصحراويين يحلمون بأن تحرر أراضيهم و أطفال مخيمات اللاجئين يحلمون برؤية البحر بحرهم (...)" موضحين أن نفس هذا الحلم يراودهم.
و أضاف ذات المصدر انه "لهذا السبب نجتمع كل سنة بمدينة مختلفة من أوروبا للالتقاء بالصحراويين و الاستماع لحاجياتهم و الالتزام بصفة ملموسة".
و يرى المنظمون أن "الأزمة الاقتصادية الصعبة و اللاإستقرار السياسي في ايطاليا عطلا الإعلان نهائيا عن الندوة و أديا إلى تقليص أشغالها إلى يومين فقط".
كما أكدوا أن الندوة التنسيقية الأوروبية لمساندة الشعب الصحراوي ستعقد هذه السنة "بفضل سخاء العديد من الجمعيات الايطالية التي وفرت أدنى شروط" ضمان السير الحسن لهذا الحدث الرامي إلى "كشف انتهاكات حقوق الإنسان في الأراضي الصحراوية المحتلة".
و نظمت الندوة الأوروبية ال37 لتنسيق دعم الشعب الصحراوي من 3 إلى 5 فبراير2012 بإشبيلية (اسبانيا) بمشاركة 500 مشارك من 22 بلدا.
و جاء في اللائحة الختامية التي توجت أشغال في الطبعة ال37 لندوة تنسيق التضامن مع الشعب الصحراوي 2012 أن "العديد من الرسائل التي حملتها شخصيات بارزة من عالم السياسة و الجمعوي و النقابي و الثقافي أكدت تمسكها الكبير بالشعب الصحراوي و بنضاله".
و قبل أن تكون ندوة سنوية تعتبر ندوة تنسيق التضامن مع الشعب الصحراوي شبكة دولية تضم أفراد و منظمات ملتزمة بدفع حل عادل و منصف لنزاع الصحراء الغربية.
للتذكير فإن هذه الندوة نظمت لأول مرة سنة 1976.(واص) 088/700/090