Pasar al contenido principal

"عرش على الجماجم" تحقيق متلفز حول مقبرة جماعية بأمقالة (الصحراء الغربية)

Submitted on

الجزائر 14 ماي 2014 (واص)- بث التلفزيون الجزائري اليوم الأربعاء العرض الأول لتحقيق مطول حول تحديد هوية المفقودين الصحراويين الذين وجدت رفاتهم بمقبرة جماعية بمنطقة أمقالة بالأراضي الصحراوية المحررة شهر فبراير 2013 .

 

 

ويتعلق الأمر بالتحقيق المعنون ب "عرش على الجماجم . شعب الصحراء الغربية في المزاد " في 52 دقيقة من إعداد الصحفي عمار بن جدة بتحديد هوية المفقودين الصحراويين الذين اكتشفت بقاياهم نهاية شهر فبراير 2013 من طرف راعي يدعى عبد الرحمان عبيد باي.

 

 

وقد اكتشفت بداية سنة 2013 مقبرة تحتوي على رفات عديد الأشخاص من بينهم أطفال ، وقد سمحت العملية بتحديد هوية 8 منهم بالتأكيد أن الأمر يتعلق بمدنيين صحراويين قتلوا من طرف القوات المغربية خلال غزو ثم احتلال الصحراء الغربية سنة 1976.

 

 

وبناء على شهادات عدد من أفراد عائلات المفقودين والشاهد الوحيد الناجي من الإبادة الجماعية التي تعرض لها هؤلاء الصحراويون وهو المدعو أب علي سعيد الداف الذي كان عمره آنذاك 14 سنة ، استعرض التحقيق المراحل التي مرت بها عملية تحديد هوية الرفات بدءا من لحظة اكتشافها ومرورا بتحليل أدلة الشهود والوثائق التي وجدت بعين المكان وصولا إلى التحاليل الأنثروبولوجية والجينية.

 

وأكد الصحفي عمار بن جدة الذي أسس عمله على موضوع حقوق الإنسان وأهمية حماية الصحراويين من الممارسات "غير الإنسانية" التي يتعرضون لها ، أنه تم اللجوء لغرض الكشف عن هوية الرفات إلى فريق دولي مختص مؤهل علميا وذي مصداقية دولية بعد اكتشافه العديد من المقابر الجماعية عبر مختلف مناطق العالم.

 

 

واعتبر صاحب التحقيق أن هذه المقبرة الجماعية بأمقالة تكشف مرة أخرى ممارسات المغرب ضد الصحراويين مذكرا بنداءات العديد من البلدان والمنظمات الدولية لدراسة مسألة حقوق الإنسان في الصحراء الغربية ومنها ملف مئات المفقودين الذين يبقى مصيرهم مجهولا - حسب المسؤولين الصحراويين-.

 

 

وشدد في نفس الوقت على أن مهمة التحقيق "كانت صعبة للغاية بالنظر إلى التعتيم الإعلامي الدولي الذي تواجهه القضية الصحراوية وكذا اللوبي المغربي القوي الذي يسعى بشتى الطرق إلى إسكات صوت الصحراويين".

 

 

وحسب عمار بن جدة فقد تمكن فريق العمل الإسباني الذي أخذ على عاتقه مسألة الكشف عن هوية المفقودين بالطرق العلمية بجامعة بلاد الباسك بإسبانيا ، من التوصل في التقرير النهائي إلى أن تسعة أشخاص من بينهم طفلان قد تم رميهم بالرصاص ودفنوا بطريقة سطحية بمنطقة " فدرة لغوية بالسمارة قرب أمقالة".

 

 

وكشف التقرير - حسب العرض الذي تم بثه - بأن تحليل أدلة الشهود والوثائق المعثور عليها بالمقبرة الجماعية والتحليل الطبي الشرعي الأنثروبولوجي والجيني

"تتطابق تماما مع النتائج المتحصل عليها".

 

 

وقدم التحقيق أيضا في هذا الإطار شهادات مختصين إسبان في الطب الشرعي وكذا تقنيين وعلماء آثار ممن شاركوا في عملية انتشال بقايا الضحايا إضافة إلى شهادات عائلات المفقودين الذين لم يكفوا يوما منذ سنة 1976 عن مطالبة السلطات المغربية بالكشف عن مكان تواجد أقاربهم - حسب ما جاء في العرض-

 

 

ونقل العمل الصحفي لعمار بن جدة من جهة أخرى عملية دفن رفات المفقودين بحضور عائلاتهم والسلطات الصحراوية إضافة إلى ممثلين عن بعثة الأمم المتحدة من أجل تنظيم الاستفتاء بالصحراء الغربية (المينورسو).

 

 

وحسب تصريحات رئيس جمعية أولياء المعتقلين والمفقودين الصحراويين عبد السلام عمار نهاية العام الماضي ، فإنه خلال 38 سنة من الاحتلال المغربي للصحراء الغربية تم تسجيل أكثر من 4500 مفقود ومعتقل من بينهم 550 مفقودا يبقى مصيرهم مجهولا و30 ألف حالة اعتقال تعسفي وأكثر من 30 ألف حالة تعذيب أخرى 55 بالمائة منها من النساء والأطفال.

 

( واص ) 088/700/090