Pasar al contenido principal

الوحدة الإفريقية من منظمة لمحاربة الاستعمار إلى اتحاد قاري قوي ( واص )

Submitted on

الشهيد الحافظ 25 ماي 2014 ( واص ) -تحل اليوم الذكرى الحادية والخمسون لتأسيس منظمة الوحدة الإفريقية التي بزغ فجرها في ظل ليل حالك على القارة بفعل خضوع أغلب بلدانها للاستعمار وخاصة الأوروبي منه.

 

 

وقد قادت المنظمة الإفريقية النضال ضد هذا الاستعمار بكل أشكاله تزامنا مع محاربتها للأمية والعنصرية والأمراض التي تفتك بالقارة التي بدأت بعض بلدانها الخارجة من ربق الهيمنة الأجنبية ، في محاولات النهوض بشعوبها نحو غد أفضل من خلال التمتع بخيراتها واستقرار شعوبها ومواكبة العصر الذي أصبح لا يرحم الضعيف ولا المتكاسل.

 

 

 وقد تعددت محاولات التجمع والوحدة بين الدول الإفريقية على خلفية الدعوات المتكررة لإقامة اتحاد إفريقي والتي أطلقها قادة أفارقة كبار مثل كوامي نكروما ، جوليوس نيريري ، جمال عبد الناصر وموديبوكيتا وغيرهم. لتأسس منظمة الوحدة الإفريقية في 25 ماي 1963 في أديس أبابا عاصمة إثيوبيا، بموجب توقيع رؤساء ثلاثين دولة إفريقية مستقلة على ميثاق المنظمة.

 

 

وقد تم الاتفاق على أن تكون عضوية هذه المنظمة مفتوحة للدول الإفريقية المستقلة ذات السيادة ، بما في ذلك الجزر الإفريقية شريطة أن تؤمن هذه الدول بمبادئ المنظمة المتمثلة في سياسة عدم الانحياز وعدم ممارسة التفرقة العنصرية. لتنضم لاحقا 21 دولة للمنظمة ، كان آخرها دولة جنوب إفريقيا عام 1994، لتصبح بذلك العضو الثالث والخمسين في منظمة الوحدة الإفريقية.

 

 

وجدير بالذكر أن المغرب لم يشارك في مؤتمر توقيع ميثاق منظمة الوحدة الإفريقية في 1963، وقاطعه احتجاجا على اشتراك وزير خارجية موريتانيا لعدم اعتراف المغرب بها ومطالبته بضمها آنذاك. وقد وقع فيما بعد كل من المغرب والتوغو التي لم تشارك هي الأخرى في المؤتمر المذكور ، على ميثاق المنظمة وعدتا من الدول المؤسسة التي أصبح مجموع أعضائها آنذاك 32 دولة.

وقد كانت أهم أهداف منظمة الوحدة الأفريقية تتمثل في : تعزيز الوحدة والتضامن بين الدول الإفريقية ، تنسيق التعاون وتعزيزه بين دول القارة وكذا جهودها في تحقيق حياة أفضل لشعوبها ، الدفاع عن سيادة دول القارة وسلامة أراضيها واستقلالها ، القضاء على كافة أشكال الاستعمار في إفريقيا والارتقاء بالقارة إلى المكانة التي تليق بها على ساحة صنع القرارات الدولية.

 

 

 وكانت الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية قد انضمت إلى منظمة الوحدة الإفريقية كعضو كامل في عام 1984، وتربطها علاقات وطيدة مع معظم الدول الإفريقية ولها بعثات دبلوماسية وسفارات في كثير من العواصم الإفريقية.

 

 

من الوحدة الإفريقية إلى الاتحاد الإفريقي :

 

يمكن اعتبار 26 ماي 2001 يوما فاصلا في تاريخ القارة الإفريقية ، حيث شهد ذلك اليوم ولادة الاتحاد الإفريقي كوريث لمنظمة الوحدة الإفريقية وكهيكل مؤسسي إفريقي قاري يتميز بالشمولية والمرونة ويضم آليات قارية أكثر استجابة للتعاطي مع تحديات القرن الحادي والعشرين ، ويوفر إطارا شاملا لعرض رؤية فاعلة للنهضة الإفريقية الجديدة.

 

 

وإذا كان الاتحاد الإفريقي قد ولد سياسيا وقانونيا، في26 ماي 2001 بعد التصديق على القانون التأسيسي للاتحاد ، إلا أن الإعلان عن ولادته العملية قد أُجل إلى آخر مؤتمر لمنظمة الوحدة الإفريقية الذي بدأت أعماله في 9 يوليو 2001 بالعاصمة الزامبية لوزاكا.

 

 

وجاء قيام الاتحاد الإفريقي ليحل محل منظمة الوحدة الإفريقية تحقيقا لحلم الشعوب الإفريقية في إقامة نظام تعاوني مبني على التضامن والمشاركة وأداة لتحرير القارة من كافة أشكال الاستعمار والتفرقة العنصرية ، ولتحقيق التنمية الاقتصادية في ظل السلام والأمن. كما جاء الإعلان ليشكل فضاء جهويا وتكتلا قاريا ، إلى جانب التكتلات الجهوية الأخرى في أمريكا وأوروبا وآسيا ، من شأنه أن يمنح إفريقيا القدرة على تجسيد إرادتها سياسيا واقتصاديا ويمدها بالبنى المؤسسية والبرامج التي تمكنها من إحراز التقدم والتنمية المستدامة والقضاء على الأمراض وأسباب التخلف والفتن والحروب.

 

 

نشأة الاتحاد الإفريقي ومقاصده ومبادئه :

كانت قمة الجزائر التي عقدت في يوليو عام 1999 نقطة تحول حاسمة في تاريخ منظمة الوحدة الإفريقية حيث تميزت اجتماعاتها بإحساس متنام بالعجلة والرغبة في إعداد المنظمة للقرن المقبل وإنشاء إطار جديد للألفية الجديدة. وقد وافق مجلس رؤساء الدول والحكومات على دعوة تقدم بها العقيد معمر القذافي القائد الليبي، لعقد القمة غير العادية الرابعة في مدينة سرت الليبية سبتمبر 1999. وكان الغرض من القمة غير العادية تعديل ميثاق منظمة الوحدة الإفريقية بهدف رفع كفاءة المنظمة وفاعليتها. وكان موضوع قمة سرت يتمثل في "تعزيز قدرة منظمة الوحدة الإفريقية لتمكينها من مواجهة التحديات في الألفية الجديدة " ، وقد اختتمت أعمالها في التاسع سبتمبر 1999 بإعلان سرت الذي كان يهدف إلى : التعامل الفاعل مع الحقائق الاجتماعية والسياسية والاقتصادية الجديدة في إفريقيا والعالم ، تحقيق طموحات الشعوب في وحدة أكبر تتلاءم مع مقاصد ميثاق منظمة الوحدة الإفريقية ومعاهدة إنشاء الجماعة الاقتصادية الإفريقية ، تنشيط المنظمة الإفريقية لتؤدي دورا أكثر فاعلية في التعامل مع حاجات الشعوب ، القضاء على شبح الصراعات ، مواجهة التحديات العالمية وتسخير الموارد البشرية والطبيعية في القارة لتحسين أحوال المعيشة.

 

 

ولتحقيق هذه الأهداف، قررت القمة من بين ما اتخذته من قرارات إقامة اتحاد إفريقي يتماشى ومقاصد ميثاق منظمة القارة الإفريقية ومع نصوص المعاهدة التي تقضي بإنشاء الجماعة الاقتصادية الإفريقية ، إقامة البرلمان الإفريقي بحلول عام 2000 ليوفر منبرا مشتركا يتيح لشعوب إفريقيا ومنظماتها الشعبية المشاركة في صنع القرارات المتعلقة بالمشكلات والتحديات التي تواجه القارة.

 

 

وقد تبنى اجتماع رؤساء دول وحكومات منظمة الوحدة الإفريقية الذي عقد بالعاصمة الكونغولية لومي في 11 يوليو 2000 ، تبني قانون تأسيس الاتحاد الإفريقي على أن تتم بعد ذلك المصادقة عليه من قبل الجهات التشريعية للدول الأعضاء. ثم تبنت القمة الاستثنائية الخامسة للوحدة الإفريقية التي عقدت في مدينة سرت الليبية يومي 1 و2 مارس 2001 وبإجماع الدول الأعضاء ، قرار تأسيس الاتحاد الإفريقي.

 

 

وفي ذلك القرار، أكد رؤساء الدول والحكومات على استكمال المتطلبات القانونية لقيام الاتحاد ، حال إيداع مستندات تصديق الدولة السادسة والثلاثين على القانون التأسيسي للاتحاد الإفريقي. وفي 24 أبريل 2001 ، أبلغت الأمانة العامة لمنظمة الوحدة الإفريقية الدول الأعضاء أن القانون التأسيسي قد تم التوقيع عليه من قبل جميع الدول الأعضاء. وكانت قد صدقت على القانون، آنذاك واحد وأربعون دولة، منها سبع وثلاثون أودعت مستندات التصديق ، وبذلك أُستوفى المطلب الخاص بثلثي الأعضاء استكمال المتطلبات القانونية لقيام الاتحاد ، فدخل القانون حيز التنفيذ في 26 ماي 2001.

 

 

 وهكذا ، ولاعتبارات قانونية يكون تاريخ دخول القانون التأسيسي للاتحاد الإفريقي حيز التنفيذ ( 26 ماي 2001 ) هو التاريخ الفعلي لتأسيس الاتحاد الإفريقي.

 

 

وفي الدورة التي عقدت بالعاصمة الزامبية لوزاكا في يوليو 2001 ، ودع القادة الأفارقة منظمة الوحدة الإفريقية في قمتها الثامنة والثلاثين والأخيرة ، وأشادوا بأنشطتها وأعمالها البارزة وبخاصة في مجالات التحرير وإزالة آثار الاستعمار ودعم الاستقلال والسيادة والسلامة الإقليمية للدول الأعضاء وتعزيز أواصر التعاون والوحدة بين تلك الدول ، داعين إلى أن تستهدف الانطلاقة الجديدة من خلال الاتحاد الإفريقي ، تحرير القارة من النزاعات والتخلف.

 

 

 وقد شهدت مدينة دوربان الجنوب إفريقية في 9 يوليو 2002 ، عقد أول اجتماع للاتحاد الإفريقي الوليد ، بحضور 50 رئيس دولة وحكومة. وترأس الاجتماع تابو مبيكي، رئيس جمهورية جنوب افريقيا آنذاك، بصفته أول رئيس للاتحاد في أولى قممه. وفي مؤتمر القمة هذا، تمت مناقشة استكمال أجهزة الاتحاد والتنفيذ الفعلي للقرارات ذات الصلة بالقضايا والمشكلات والصراعات الإفريقية.

 

( واص ) 090/088/100