Pasar al contenido principal

الرئيس محمد عبد العزيز يدعو الى تحرك دولي صارم لمواجهة الاستخفاف المغربي بالجهود الدولية ويشيد بإنتفاضة الإستقلال والحراك التضامني الوطني والدولي معها

Submitted on

 

مدريد  15 نوفمبر2014 ( واص)ـ أكد رئيس الجمهورية العربية الصحراوية ،الأمين العام لجبهة البوليساريو السيد محمد عبد العزيز أمس الجمعة في كلمة ألقاها أمام المشاركين في افتتاح الطبعة التاسعة والثلاثين للندوة الأوروبية لتنسيق الدعم والتضامن مع الشعب الصحراوي بمدريد  إجماع الشعب الصحراوي والتفافًه حول مبادئ وأهداف جبهة البوليساريو أكثر من أي وقت مضى  مشيرا  الى أن " شعلة النضال والمقاومة تزداد اتقاداً وانتشاراً في كل مواقع تواجد الجسم الصحراوي".

 

. وأشاد رئيس الجمهورية  بالمقاومة السلمية بالمناطق المحتلة  "إن صمود وشجاعة أبطال الانتفاضة والحراك التضامني الوطني والعالمي معها قد جعل دولة الاحتلال المغربي اليوم تعيش تحت وطأة الضغط والإحراج بسبب انتهاكاتها الجسمية لحقوق الإنسان الصحراوي، الموثقة في عشرات بل مئات التقارير الصادرة عن جمعيات ومنظمات مختصة وغيرها".

 

وقال الرئيس محمد عبد العزيز "رغم كل التضحيات ورغم كل المعاناة ورغم كل المؤامرات، فإن الوقائع الملموسة تثبت، بما لا يدع مجالاً للشك أو التردد، بأن تتويج مسيرة الشعب الصحراوي بقيام الجمهورية الصحراوية المستقلة على كامل ترابها الوطني حقيقة لا رجعة فيها"

 

وأوضح الرئيس أن الخطوة التصعيدية  الخطيرة التي قررها ملك المغرب "إعلان التمرد الصريح على الشرعية الدولية والدخول في مواجهة مع ميثاق وقرارات الأمم المتحدة وآلياتها وموظفيها والتعاطي معها ومع المنظمات الحقوقية بلغة الرفض والتهديد والابتزاز " ، تجعل " الأمم المتحدة والقوى الدولية الفاعلة ومنظمات حقوق الإنسان أمام امتحان حقيقي لمصداقيتها ومدى تحملها لمسؤولياتها واستعدادها لمواجهة الخروقات المغربية الصارخة لمقتضيات القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني"  .

 

وأضاف" إن من أخطر النتائج المباشرة لهذه الإشارة التي أطلقها ملك المغرب لجيش الاحتلال هو مضيه قدماً في ممارسة التضييق والحصار العسكري الخانق على الأراضي المحتلة وإمعانه في انتهاك حقوق الإنسان بالشروع في حملة جديدة من القمع الوحشي للمدنيين الصحراويين العزل".

.

وقال الرئيس "إن الشعب الصحراوي المسالم، المصر على انتزاع حقوقه بكل السبل المشروعة، ينتظر تحركاً دولياً صارماً لمواجهة هذا الاستخفاف المغربي بالجهود الدولية والتعجيل بتنظيم استفتاء تقرير المصير للشعب الصحراوي"

 

وذكرالرئيس في كلمته بأن انعقاد الندوة الأوروبية  التاسعة والثلاثينلتنسيق الدعم والتضامن مع الشعب الصحراوي  يتزامن مع ذكرى اتفاقية التقسيم الثلاثية لبلادنا.التي تشكل وصمة عار على جبين اسبانيا ،مشيرا الى  أن اسبانيا "يمكهنا ويجب عليها أن تتحمل مسؤولياتها التاريخية والسياسية والقانونية والأخلاقية تجاه الشعب الصحراوي" .

 

وعبر رئيس الجمهورية  عن عميق الشكر والتقدير لدول وحكومات ومنظمات دولية  ساندت كفاح ونضال  الشعب الصحراو ي منذ اللحظات الأولى لاندلاع حربه التحريرية العادلة مشيدا بالموقف الجزائري من قضية الشعب الصحراوي واحتضانها  للأطفال والنساء والمحتاجين وتقديم الخدمات الضرورية لهم منذ 39 سنة.كما حيا  إفريقيا التي احتضنت القضية الصحراوية كقضية إفريقية جوهري.

 

وخاطب رئيس الجمهوريةـ  في ختام كلمته ـ ممثلين لمنظمات ودول وبرلمانات وأحزاب وجمعيات تضم ملايين البشر من أنصار التضامن، في كل قارات العالم قائلا :إنكم تدعمون شعباً عظيماً يرفض الذل والاستكانة، ويدافع بعناد عن المبادئ والمثل التي تدافع عنها وتؤمن بها البشرية جمعاء. تدعمون قضية عادلة، مثل كل القضايا العادلة، لا نهاية لها إلا بالانتصار.

.....................................................................................................................

 

كلمة فخامة  الرئيس محمد عبد العزيز،رئيس الجمهورية الصحراوية ، الأمين العام لجبهة البوليساريو، في إفتتاح الطبعة التاسعة والثلاثين للندوة الأوروبية لتنسيق الدعم والتضامن مع الشعب الصحراوي، مدريد، 14 نوفمبر  2014

بسم الله الرحمن الرحيم

السيد بيير غالان، رئيس التنسيقية الأوروبية لدعم الشعب الصحراوي،

السيدات والسادة أعضاء الحركة التضامنية،

السيدات والسادة،

ها نحن نجتمع في هذا الموعد العالمي المتجدد في أشغال الندوة التاسعة والثلاثين لتنسيقية التضامن مع الشعب الصحراوي.

واسمحوا لي بداية ونحن نعقد ندوتنا في مدريد، العاصمة الإسبانية الجملية، أن أتوجه بعبارات الشكر والتقدير إلى فدرالية جمعيات الصداقة مع الشعب الصحراوي في مدريد FEMASوتنسيقية الجمعيات المتضامنة مع الشعب الصحراوي في إسبانيا CEAS، وفدرالية المؤسسات الإسبانية المتضامنة مع الشعب الصحراوي FEDISSAH، الذين عملوا مع البعثة الصحراوية في مدريد وفي إسبانيا على تنظيم هذه الفعالية.

لقد كانت الفترة بين الندوة التاسعة والثلاثين وسابقتها حافلة بالأحداث والتطورات والفعاليات والأنشطة التضامنية والتحسيسية التي ظل مكتب التنسيقية مشكوراً يتابعها ويقيمها باستمرار. وإننا لنسجل بارتياح كون العمل التضامني لا يتوقف عن الاتساع والتنوع، على مختلف الساحات الشعبية والوطنية والدولية، السياسية والحقوقية والإنسانية.

وكما في كل الندوات السابقة، لا بد أن نقف جميعاً وقفة تقدير واحترام وعرفان لكل أعضاء الحركة التضامنية وروادها، من رحلوا عنا وقد تركوا إرثاً تضامنياً خالداً، ومن لا زالوا يواصلون المشوار بكل إخلاص ووفاء. الشعب الصحراوي سيحفظ لهم جميلهم وسيخلدون في ذاكرته الجماعية إلى الأبد.

السيدات والسادة،

ها هو كفاح الشعب الصحراوي من أجل تقرير المصير والاستقلال، بقيادة جبهة البوليساريو، وبمرافقة الأشقاء والأصدقاء أنصار العدل والحرية في العالم، من أمثالكم، يطوي قريباً عامه الواحد والأربعين. ورغم كل التضحيات ورغم كل المعاناة ورغم كل المؤامرات، فإن الوقائع الملموسة تثبت، بما لا يدع مجالاً للشك أو التردد، بأن تتويج مسيرة الشعب الصحراوي بقيام الجمهورية الصحراوية المستقلة على كامل ترابها الوطني حقيقة لا رجعة فيها.

الشعب الصحراوي اليوم أكثر إصرارا على انتزاع حقوقه وأكثر إجماعاً والتفافاً حول مبادئ وأهداف جبهة البوليساريو وأكثر وحدة وتماسكاً، وشعلة النضال والمقاومة تزداد اتقاداً وانتشاراً في كل مواقع تواجد الجسم الصحراوي.

وقد تتبعت الحركة التضامنية ورافقت محطات ناصعة من المقاومة السلمية الصحراوية، المجسدة في انتفاضة الاستقلال في الأراضي المحتلة وجنوب المغرب. وإن صمود وشجاعة أبطال الانتفاضة والحراك التضامني الوطني والعالمي معها قد جعل دولة الاحتلال المغربي اليوم تعيش تحت وطأة الضغط والإحراج بسبب انتهاكاتها الجسمية لحقوق الإنسان الصحراوي، الموثقة في عشرات بل مئات التقارير الصادرة عن جمعيات ومنظمات مختصة وغيرها.

حين لم يعد بإمكان دولة الاحتلال المغربي إخفاء هذه الممارسات البشعة التي تنضاف إلى انتهاكها الصارخ للقانون الدولي، قرر ملك المغرب، في خطوة تصعيدية خطيرة، إعلان التمرد الصريح على الشرعية الدولية والدخول في مواجهة مع ميثاق وقرارات الأمم المتحدة وآلياتها وموظفيها والتعاطي معها ومع المنظمات الحقوقية بلغة الرفض والتهديد والابتزاز.

السيدات والسادة،

إن من أخطر النتائج المباشرة لهذه الإشارة التي أطلقها ملك المغرب لجيش الاحتلال هو مضيه قدماً في ممارسة التضييق والحصار العسكري الخانق على الأراضي المحتلة وإمعانه في انتهاك حقوق الإنسان بالشروع في حملة جديدة من القمع الوحشي للمدنيين الصحراويين العزل.

وفي مواجهة سياسة التعنت والإصرار على الباطل التي ينتهجها النظام المغربي، فإن الشعب الصحراوي وحلفاءه في العالم يملكون سلاح الصمود والإصرار على الحق، وقوة الحق منتصرة لا محالة.

لكن هذا التطور يضع الأمم المتحدة والقوى الدولية الفاعلة ومنظمات حقوق الإنسان أمام امتحان حقيقي لمصداقيتها ومدى تحملها لمسؤولياتها واستعدادها لمواجهة الخروقات المغربية الصارخة لمقتضيات القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني.

فحين يقول الملك في خطابه، بمناسبة الاحتفال بالذكرى التاسعة والثلاثين لانتهاك المغرب للقانون الدولي، بأن قضية الصحراء الغربية ليست قضية تصفية استعمار، فإن ذلك يمثل إهانة صريحة موجهة إلى الأمم المتحدة ومبادئها ومؤسساتها وقراراتها، إنه احتقار للمجتمع الدولي وجهوده المتواصلة منذ ستينيات القرن الماضي لاستكمال تصفية الاستعمار من العالم.

إن مثل هذا الموقف إنما يعزز من عوامل التوتر وعدم الاستقرار في منطقة ساهمت وتساهم المخدرات المتدفقة بلا قيود من المملكة المغربية، كأكبر منتج ومصدر لمخدر القنب الهندي في العالم، في زعزعة استقرارها وأمنها، عبر دعم وتشجيع عصابات الجريمة المنظمة والجماعات الإرهابية.

إن الشعب الصحراوي المسالم، المصر على انتزاع حقوقه بكل السبل المشروعة، ينتظر تحركاً دولياً صارماً لمواجهة هذا الاستخفاف المغربي بالجهود الدولية والتعجيل بتنظيم استفتاء تقرير المصير للشعب الصحراوي، الذي هو المهمة الرئيسية لبعثة المينورسو.  هذه البعثة يجب أن تنخرط في آلية أممية ميدانية فاعلة لحماية حقوق الإنسان في الصحراء الغربية ووقف نهب ثرواتها الطبيعية ورفع الحصار المفروض عليها وإزالة جدار الاحتلال المغربي، الجريمة ضد الإنسانية.

ونحن نترحم على شهداء انتفاضة الاستقلال، والذين كان آخرهم المعتقل السياسي الصحراوي حسن الوالي، فإننا نحذر من أن أوضاع رفاقه المعتقلين تنذر بعواقب وخيمة، خاصة إزاء الإهمال المغربي والتهديدات الصريحة بحق الصحراويين الرافضين للاحتلال الواردة في خطاب الملك الأخير.

وبحلول الذكرى الرابعة للهجوم العسكري المغربي الغادر على مخيم اقديم إيزيك،  نطالب بإطلاق سراح كل المعتقلين السياسيين الصحراويين في سجون دولة الاحتلال والكشف عن مصير المفقودين جراء غزوها العسكري اللاشرعي لبلادنا في 31 أكتوبر 1975.

 

السيدات والسادة،

في هذه المدينة، مدريد، في هذا اليوم من سنة 1975، مع الأسف الشديد، تم التوقيع على وصمة عارفي تاريخ الدولة الإسبانية، من خلال اتفاقية التقسيم الثلاثية لبلادنا. إننا ندرك جيداً ونحن نعقد ندوتنا التضامنية التاسعة والثلاثين في نفس المدينة بأن كل الإسبانيين تواقون لمحو تلك الوصمة عن جبين مدينة مدريد وإسبانيا.

نحن نرى بأن إسبانيا، وقد أصبحت عضواً في مجلس الأمن الدولي، يمكنها ويجب عليها أن تتحمل مسؤولياتها التاريخية والسياسية والقانونية والأخلاقية تجاه الشعب الصحراوي، من خلال لعب دور فعال، منسجم مع وضعيتها القانونية كقوة مديرة للإقليم وبلد أوروبي مؤثر في المنطقة.

إننا ننتظر من الدولة الإسبانية أن تقوم اليوم بواجباتها والتزاماتها الدولية التي لم تقم بها في حينها، وفي مقدمتها استكمال تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية وتمكين الشعب الصحراوي من حقه، غير القابل للتصرف، في تقرير المصير والاستقلال، عبر استفتاء حر، عادل ونزيه، برعاية الأمم المتحدة.

 

السيدات والسادة،

أود أن أعبر عن عميق الشكر والتقدير لدول وحكومات ومنظمات دولية كانت حاضرة بقوة في هذا الزخم التضامني العالمي مع كفاح الشعب الصحراوي منذ اللحظات الأولى لاندلاع حربه التحريرية العادلة. وأود أن أبدأ بالجزائر، هذا البلد الذي لم يتردد لحظة في إعلان تمسكه بتطبيق قرارات الشرعية الدولية، واتخذ موقفه، بكل ثقة والتزام، إلى جانب كفاح الشعب الصحراوي الذي تكالبت عليه قوى عديدة لمصادرة حقوقه. إن استقبال الجزائر لعشرات الآلاف من اللاجئين الصحراويين الفارين من قنابل النابالم والفوسفور الأبيض المحرمة دولياً التي كانت تطلقها القوات الملكية المغربية، واحتضان الأطفال والنساء والمحتاجين وتقديم الخدمات الضرورية لهم منذ 39 سنة لهو شهادة تضامن خالدة ومستحقة.

كما لا يفوتني أن أحيي إفريقيا التي احتضنت القضية الصحراوية كقضية إفريقية جوهرية. والجمهورية الصحراوية اليوم عضو مؤسس كامل الحقوق في الاتحاد الإفريقي، شريك الأمم المتحدة في جهود حل النزاع الصحراوي المغربي، والذي يصر على التعجيل بتصفية الاستعمار من الصحراء الغربية لاستكمال تحرير القارة الإفريقية.

كما أتوجه بالتحية إليكم أنتم جميعاً المجتمعين هنا، ممثلين لمنظمات ودول وبرلمانات وأحزاب وجمعيات تضم ملايين البشر من أنصار التضامن، في كل قارات العالم.

إنكم تدعمون مناضلات ومناضلين صحراويين مسالمين يتحركون في كنف المقاومة السلمية في الأرض المحتلة وجنوب المغرب، يتحملون صنوف القمع الوحشي علي يد قوات مشهود لها بالبطش والتنكيل، أطلق لها ملك المغرب العنان لتعيث فساداً في الصحراء الغربية.

تدعمون جموعاَ من اللاجئين الصحراويين الذين يستحقون كل أنواع الدعم الإنساني لأنهم لم يطلبوه ولم يخرجوا من أجله، ولكنهم يتحملون عناء النفي والشتات وفرقة الأهل والأحباب ومر السنين لأنهم متشبثون، قبل كل شيء، بالكرامة الإنسانية.

أنكم تدعمون شعباً عظيماً يرفض الذل والاستكانة، ويدافع بعناد عن المبادئ والمثل التي تدافع عنها وتؤمن بها البشرية جمعاء. تدعمون قضية عادلة، مثل كل القضايا العادلة، لا نهاية لها إلا بالانتصار.

أتمنى لهذه الندوة كل التوفيق والنجاح، ولنمضي معاً حتى بلوغ النصر الحتمي العاجل، والدولة الصحراوية المستقلة هي الحل.

 

(واص) 090 / 120