الشهيد الحافظ، 08 يونيو 2024 (واص) - يخلد الشعب الصحراوي يوم غد الاحد في كافة تواجداته الذكرى الثامنة والاربعين ليوم الشهداء المصادف للتاسع من يونيو تاريخ استشهاد مفجر الثورة الشهيد الولي مصطفى السيد في ساحة المعركة سنة 1976، وبالمناسبة يستحضر الشعب الصحراوي في هذا اليوم ذكرى الشهداء البررة الذين وهبوا أرواحهم ودماءهم الطاهرة فداءً للوطن الغالي ودفاعاً عن الحق، ضاربين أروع الأمثلة في البذل والعطاء والتضحية.
في ظلال الحدث، يتجدد الوفاء، مع استحضار شخصية الشهيد الولي ورفاقه العامرة بحب الوطن، والاعتزاز بالشعب، المؤمنة بحتمية النصر وقدسية رسالة القضية الصحراوية ونبل مقاصدها وشرف اهلها.
تمر ثمانية واربعون سنة على استشهاد الولي مصطفى السيد والشعب الصحراوي كله عزيمة واصرار على التشبث بالعهد ومواصلة الكفاح حتى دحر الاحتلال وتحقيق الاستقلال، الامر الذي يظهر جليا وواضحا في المكاسب العملاقة التي حققتها الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية على جميع الصعد، السياسي منها والدبلومسي والعسكري، ولاسيما وهي العضو المِؤسس للاتحاد الافريقي وتعترف بها أكثر من ثمانين دولة عبر العالم.
وفي رحاب هذه الذكرى الخالدة، يستحضر الشعب الصحراوي وبكل إخلاص مآثر الشهيد الرمز ورفاقه اللذين ارتقوا الى دار الخلود في كافة مراحل الثورة الصحراوية المظفرة، سواء كان ذلك في ميدان المعارك أو في سجون الاحتلال أو أولئك اللذين قضوا وهم يِؤدون واجبهم الوطني في ميادين وساحات مختلفة.
مسيرة الشهيد الولي .. دروس وعبر
ترك الشهيد الرمز بصماته جلية في المنظومة السياسية، العسكرية والدبلوماسية الصحراوية، الى جانب كونه رجل ميدان أدرك التحديات وتمكن من وضع الخيارات والمخارج التي مكنته من إحراز النصر، حيث أنه بنى فلسفته في القيادة على "الريادة والمبادأة والصرامة والصراحة ونقد الذات" خاصة في مخاطبة الاطر.. تلك الفلسفة التي جسدها في الاتصالات المبكرة مع القوى السياسية في المنطقة وفي اقناع القيادات السياسية في الدول المجاورة (ليبيا، الجزائر، موريتانيا)، وكرسها في تأسيس جبهة البوليساريو واعلان الكفاح المسلح، و تشكيل المجلس الوطني الصحراوي واعلان الدولة الصحراوية في ظروف جهوية ودولية في غاية الصعوبة.
وبالمحصلة، تحلى الرجل بقوة الاقناع، التي جعلته يحظى باعتراف كبار شخصيات العالم ويجد لنفسه مكانة كبيرة بين رفاقه وفي قلوب كل الصحراويين الذين يسيرون على ذات النهج، نهج الشهداء الذي كان الولي سباقا ورياديا فيه.
لقد قدم الولي رفقة لفيف من الوطنيين الصحراويين درسا في كيف يصاغ البديل، كيف يحدث التغيير وكيف يكون الاعتماد على النفس وعلى الجماهير . (واص)