العيون المحتلة، 27 ماي 2024 (واص) - تتواصل معاناة الأسرى المدنيين الصحراويين بالسجون المغربية نتيجة امعان الاحتلال في استهدافهم بشكل ممنهج وانتهاك حقوقهم الأساسية و المشروعة بالإضافة الى الممارسات العدوانية و التحريضية المرتكبة في حقهم من طرف موظفي وحراس السجون.
وسجلت "رابطة حماية السجناء الصحراويين" (أكدت) أن الأسير المدني الصحراوي محمد لمين عابدين هدي, المتواجد بالسجن المحلي تيفلت 2 , شرق الرباط, تدهورت حالته الصحية, استنادا الى شهادة والدته.
وأفادت الهيئة الحقوقية الصحراوية بأن الاسير عابدين هدي "تعرض منذ أيام فقط لضيق حاد في التنفس نتيجة لحساسية مفرطة بسبب ارتفاع درجة الحرارة و عدم توفر الشروط الصحية اللازمة و انعدام التهوية داخل الزنزانة و ما رافق ذلك من الاهمال الطبي المتعمد".
وأكدت افادة شقيقة المعتقل الصحراوي أن مدير المعقل "يمعن في إهانة شقيقها ومنعه من العلاج دون أن يبرر قراره", مشيرة الى أن شقيقها "يعاني من ربو حاد نتيجة للتعذيب الذي تعرض له و لظروف الاحتجاز السيئة التي يعيشها منذ حوالي 14 عاما".
وأوضحت أن رئيس السجن و موظفيه "تعمدوا تحريض سجناء الحق العام على التدخين قرب الاسير الصحراوي دون مراعاة لحالة الاختناق التي أصيب بها, رغم مطالبة هذا الأخير بضرورة نقله إلى المستشفى لتلقي العلاجات الضرورية".
و يعاني الأسير المدني الصحراوي محمد لمين عابدين هدي من الربو و آلام حادة على مستوى الاذن نتيجة التعفن الذي أصيب به, في غياب تام للرعاية الطبية ورفض إدارة السجن لكل مطالب هذا الأخير بضرورة نقله إلى المستشفى لتلقي العلاج و إجراء فحوصات طبية و تشخيص دقيق لكافة الأمراض التي يعاني منها وأصيب بها خلال سنوات الاعتقال التعسفي و غير القانوني و ما رافق ذلك من أصناف التعذيب النفسي و الجسدي بالإضافة إلى سوء المعاملة.
و ضمن السياسة الانتقامية الممنهجة في حق المعتقلين الصحراويين, أقدمت الادارة السجنية بنفس المعتقل المغربي على مصادرة حق الأسير المدني الصحراوي ضمن مجموعة (أكديم إزيك) ,سيدي عبد الله أحمد سيدي ابهاه في العلاج و الاتصال مع عائلته.
و نقلت رابطة حماية السجناء الصحراويين شهادة شقيقة الأسير المدني الصحراوي سيدي ابهاه, أن الأخير تعرض في 21 مايو للمنع من الاتصال الهاتفي بعد أن أقدم موظفو السجن على انهاء الوقت المخصص لإجراء مكالمات هاتفية للسجناء, دون السماح له بالتواصل مع العائلة.
وأوضحت أن أحد حراس السجن "أقدم في اليوم الموالي على مصادرة حق شقيقها في العلاج, بعد أن رفض ارتداء البدلة المخصصة لذي السوابق العدلية", علما أنه يعاني من عدة أمراض مزمنة ناتجة عن الظروف الاعتقالية الصعبة و غير الانسانية التي يتواجد عليها داخل السجن منذ مايو 2018.
و على الرغم من الشكاوى التي تقدم بها الأسير المدني الصحراوي إلى مدير السجن و الجهات المعنية و آخرها في 22 مايو الجاري, الا أن ادارة السجن لم تباشر أية إجراءات تأديبية في حقه حراس المعتقل لانصافه وضمان الاستفادة من كافة الحقوق الأساسية و المشروعة, حسب الشهادة.
وكان ابهاه البالغ 49 عاما قد اعتقل في 19 نوفمبر 2010 وسط مدينة العيون المحتلة وتعرض لكل أشكال التعذيب النفسي والجسدي.
و كانت المندوبية العامة لإدارة السجون المغربية قد أقدمت في 16 مايو الجاري على مصادرة حق الأسير المدني الصحراوي ضمن نفس المجموعة, عبد الله الوالي أحمد لخفاوني, المتواجد بالسجن المركزي بالقنيطرة, في العلاج, مع العلم أنه طيلة الست سنوات الاعتقال لم يلق أي رعاية طبية عن الأمراض المزمنة التي يعاني منها بسبب التعذيب و سوء المعاملة, بالرغم من خوضه للعديد من الإضرابات عن الطعام احتجاجا على الإهمال الطبي وتنصل ادارة السجن من وعودها في هذا الصدد.
و اعتبر تجمع المدافعين الصحراويين عن حقوق الانسان (كوديسا) أن رفض تقديم العلاج للمعتقلين "مؤشر على نية قتلهم بشكل بطيء", مشيرا الى "أن ما يحدث لهم ما هو الا مثال على الانتهاكات الممنهجة ضد المعتقلين السياسيين الصحراويين في سجون الاحتلال المغربي". (واص)