لشبونة (البرتغال)، 19 نوفمبر 2023 (واص) - ضمن فعاليات الندوة الدولية "الصحراء الغربية وتيمور الشرقية: كفاح من أجل تقرير المصير والاستقلال" التي احتضنها مقر بلدية سيشال بالعاصمة البرتغالية لشبونة يوم الخميس، أكد السيد أميه عمار، ممثل الجبهة بالبرتغال، على أن الشعب الصحراوي مصمم على مواصلة كفاحه المشروع من أجل الحرية والاستقلال.
وفي مستهل كلمته أمام الندوة، أشار ممثل الجبهة بالبرتغال إلى أنه قبل 48 عاما في شهر نوفمبر، بدأ ما يسميه الفلسطينيون "النكبة" بالنسبة للصحراويين عندما قامت القوة الاستعمارية السابقة، إسبانيا، والجارتان، المغرب وموريتانيا، بالتآمر لتقسيم الصحراء الغربية ضد إرادة الشعب الصحراوي، الذي كان يقاتل من أجل استقلاله، وفي خرق سافر للقانون الدولي ولقرارات الأمم المتحدة.
كما أن هذا الاتفاق التآمري، الموقع في مدريد في 14 نوفمبر 1975، يتعارض أيضا مع استنتاجات بعثة الأمم المتحدة التي زارت الصحراء الغربية في مايو 1975، والتي خلصت في تقريرها إلى أن الصحراويين يريدون الاستقلال وأن جبهة البوليساريو هي المنظمة التي تحظى بأكبر قدر من الدعم في الإقليم.
وأضاف السيد أميه عمار أنه مثلما وقع لشعب تيمور الشرقية في عام 1975 فقد تعرض الشعب الصحراوي للحرب والتشريد والتقسيم حيث يعيش الصحراويون مقسمين بجدار طوله 2700 كيلومتراً وموبوء بملايين الألغام، وحيث يتم نهب مواردهم بشكل غير قانوني من قبل دولة الاحتلال المغربية.
وفي هذا السياق، شدد الدبلوماسي الصحراوي على أن البرتغال، بالنسبة للصحراويين، تعد مثالا لما قدمت من مساهمته في عملية تصفية الاستعمار في تيمور الشرقية، لأن هذا هو ما يريد الصحراويون أن تفعله إسبانيا فيما يتعلق بتصفية الاستعمار في الصحراء الغربية، لكن الحكومات الإسبانية تخلت دائما عن الشعب الصحراوي من أجل مصالح اقتصادية بائسة.
وفي إشارة إلى الوضع الحالي، ذكر ممثل الجبهة بالبرتغال بأنه بعد 16 عاما من الحرب وحوالي 30 عاما من انتظار الاستفتاء، انتهك المغرب وقف إطلاق النار في 13 نونبر 2020 عندما هاجم مجموعة من المدنيين الصحراويين الذين كانوا يتظاهرون سلمياً بمنطقة بجنوب الصحراء الغربية ضد الاحتلال المغربي وسلب المغرب للموارد الطبيعية الصحراوية. وشدد على أن الأمر الأكثر خطورة هو أن المغرب خرق وقف إطلاق النار بحضور بعثة الأمم المتحدة التي لم تقم بفعل أي شيء.
ورداً على سؤال حول مقاومة الشعب الصحراوي، أشار الدبلوماسي الصحراوي إلى أن المقاومة الصحراوية بدأت منذ البداية على أساس الإيمان بالوسائل السلمية لكن القمع الذي تعرضت له أول حركة وطنية صحراوية على يد الجيش الإسباني عام 1970 أجبر الشعب الصحراوي على إعلان الكفاح المسلح ضد الاستعمار والذي مازال مستمراً حتى اليوم ضد الاحتلال المغربي، مؤكداً على أن الشعب الصحراوي مصمم على مواصلة كفاحه المشروع من أجل الحرية والاستقلال.
وفي الختام، أشار ممثل الجبهة بالبرتغال إلى أن جبهة البوليساريو، بوصفها حركة تحرير، قد استثمرت استثمارا كبيرا في الإنسان من خلال خلق مجتمع متعلم ومؤهل للغاية حيث تلعب فيه المرأة دوراً كبيراً في الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، مضيفاً أن هذه التجربة الفريدة تستحق الدعم من قبل المجتمع الدولي. (واص)