فلورينثيا (إيطاليا) 13 نوفمبر 2023 (واص) - قدم السفير أبي بشرايا البشير ممثل الجبهة بسويسرا ولدى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية بجنيف، مساء أمس الاثنين ، بدعوة من قسمي القانون والتاريخ في المعهد الجامعي الأوربي، والذي يوجد مقره في مدينة فلورينثيا الإيطالية، محاضرة متبوعة بنقاش مع طلبة وأساتذة الدراسات العليا للمعهد بعنوان: "الصحراء الغربية؛ الواقع، الاستراتيجيات والآفاق"،.
وتطرق خلال المحاضرة لتاريخ وتطورات النزاع على تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية، ضمن السياقات الدولية المتعاقبة، الاستراتيجيات المتبناة من طرف الشعب الصحراوي طيلة العقود الخمسة الماضية والآفاق الماثلة الآن لمستقبل القضية في ظل عجز المجتمع الدولي وعلى رأسه مجلس الأمن الدولي في تنفيذ مأمورية الأمم المتحدة المركزية المتعلقة بتنظيم استفتاء تقرير المصير.
الدبلوماسي الصحراوي، الذي كان مرفوقا بممثل الجبهة في مقاطعة توسكانا الإيطالية، السيد عبد الله بوشيبة، تطرق بالتفصيل للدور السلبي الذي لعبه الاتحاد الأوروبي في مجموعة كتكتل وبعض دوله النافذة خاصة فرنسا واسبانيا طيلة السنوات الماضية، متوقفا بالتفصيل عند مكاسب الشعب الصحراوي القانونية منذ الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية سنة 1975، قرارات الأمم المتحدة، مرورا بأحكام محكمة العدل الأوربية سنوات 2016، 2018 و2021 وانتهاء بالقرار التاريخي لمحكمة حقوق الانسان والشعوب الافريقية 2022 والتي شكلت في مجموعها حصنا قانونيا لشرعية كفاح الشعب الصحراوي.
الدور السلبي الأوروبي والذي يجسده تحايل الاتحاد الأوروبي وخرقه لقرارات محكمة العدل الأوربية لمواصلة التورط في النهب اللاشرعي لثروات الصحراء الغربية وآثار ذلك على مواصلة الإتحاد الأوربي تمويله لإقتصاد الإحتلال ومشاريعه في تغيير البنية الديمغرافية على الأرض من خلال الإستيطان المحموم، حظي كذلك بجانب كبير من العرض الذي قدمه الدبلوماسي الصحراوي، مؤكدا أن مواصلة أوروبا محاباة المغرب لا تقود إلى تشجيعه على مواصلة التعنت وإدارة الظهر للشرعية الدولية، وانما تفتح كذلك المنطقة على احتمال حدوث منزلقات أكبر في ظل واقع الحرب الدائرة منذ 13 نوفمبر 2020، والتي قد تكون لها إنعكاسات خطيرة على أمن وإستقرار المنطقة بما فيها أوروبا.
السفير أبي بشرايا البشير، وفي معرض أجوبته على أسئلة الحضور حول آفاق التسوية في الصحراء الغربية، شدد على أن "المغرب، بمحض إرادته غير مستعد للتعاون للتوصل إلى أي حل، وأن إستراتيجيته تتأسس منذ البداية على المماطلة لربح الوقت وأن التطورات المتسارعة على الأرض، تحتم الآن أكثر من أي وقت مضى، على مجلس الأمن الدولي ضرورة الضغط لفرض الحل السياسي، الواقعي، المتفق عليه أصلا والقابل للتطبيق ألا وهو إستفتاء تقرير المصير".
جدير بالذكر، أن المحاضرة التي كانت على المستويين الحضوري والتخاطب عن بعد، نظمها المعهد الجامعي الأوربي في فلورنثيا بإيطاليا، و هو فضاء أكاديمي أوروبي يضم الباحثين في الدراسات العليا في ميادين القانون، التاريخ والعلوم السياسية والإجتماعية ويتم تمويله من طرف الإتحاد الأوروبي ويتناول بشكل دوري أياما وحلقات دراسية دورية مخصصة لبعض القضايا والمواضيع المتعلقة بمجال إهتمامه. (واص)