ولاية بوجدور، 26 أكتوبر 2023 (واص) - دعا الملتقى الدولي الأول للتبادل الثقافي الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي الى العمل على تمكين الشعب الصحراوي من حقه المشروع في الحرية والاستقلال الذي تكفله القوانين الدولية.
الملتقى وفي رسالة وجهها في ختام اشغاله الى الأمم المتحدة لفت الانتباه إلى الانسداد الحاصل في معالجة تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية، وحرمان شعبها منذ أزيد من خمسة عقود من حقهم المشروع في تقرير المصير والاستقلال وفقا لقرارات وميثاق الأمم المتحدة.
نص الرسالة:
الملتقى الدولي الأول للتبادل الثقافي من أجل السلام
رسالة الى الامم المتحدة ومجلس الامن الدولي
ان الملتقى الاول للتبادل الثقافي من اجل السلام وهو يختتم أشغاله اليوم الخميس 26 اكتوبر 2023 بمخيمات اللاجئين الصحراويين، بعد انعقاده لثلاثة ايام حول موضوع "السلام في الاسرة"، يتوجه الى اعضاء مجلس الامن الدولي وهيئات الامم المتحدة، للفت الانتباه إلى الانسداد الحاصل في معالجة تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية، وحرمان شعبها منذ أزيد من خمسة عقود من حقهم المشروع في تقرير المصير والاستقلال وفقا لقرارات وميثاق الأمم المتحدة.
إن قضية الصحراء الغربية، المستعمرة الإسبانية السابقة والتي يحتلها النظام المغربي عسكريا منذ سنة 1975، هي قضية تصفية استعمار، كما تعترف بذلك الأمم المتحدة وكل المنظمات والهيئات الدولية، وبالرغم من صدور أزيد من 100 قرار أممي عن الجمعية العامة ومجلس الأمن الدولي، لازال الشعب الصحراوي ينتظر من المجتمع الدولي أن يطبق قراراته، وأن يضع حدا لهذا الخرق السافر للقانون الدولي الذي يكيل بمكيالين كلما تعلق الأمر بهذه القضية.
إن المشاركين في هذا الملتقى، من مختلف الدول، وهم متشبعون بالمبادئ النبيلة التي تدعو إليها كافة الأعراف والمواثيق الدولية، ليدعونكم إلى التدخل وبقوة لدى المغرب لإخضاعه لاحترام الشرعية الدولية، واحترام حقوق الإنسان بالصحراء الغربية، ووضع حد لتهربه الدائم من التزاماته الدولية، وهو الذي يرفض حتى الآن تمكين الشعب الصحراوي من حقه غير القابل للتصرف في تقرير المصير والاستقلال.
ومن جهة أخرى، ونحن نقف على التصعيد الخطير للاحتلال المغربي منذ نسفه لاتفاق وقف اطلاق النار في 13 نوفمبر 2020 وما تقترفه أيادي السلطات المغربية بالمناطق المحتلة، من جرائم ترقى الى جرائم حرب في حق الانسانية وما أكدته منظمات حقوق الإنسان الصحراوية والدولية، لنعبر عن أسفنا الشديد واستنكارنا لكل هذه الخروقات التي ترتكب ضد مواطنين صحراويين مسالمين وعزل، وندعوكم للتدخل العاجل لوضع حد لهذه الانتهاكات، وذلك عبر إدراج حماية حقوق الإنسان ضمن صلاحيات البعثة الأممية لتنظيم استفتاء بالصحراء الغربية، بعثة المينورسو.
كما يدعو الملتقى منظمتكم إلى دعم المفاوضات المباشرة بين طرفي النزاع، جبهة البوليساريو والمغرب، ويحثكم على بذل المزيد من الجهود للدفع نحو تطبيق روح ونص قرارات مجلس الأمن الأممي، التي تدعو إلى مفاوضات من أجل التوصل إلى حل يضمن حق تقرير مصير الشعب الصحراوي، وهو ما يمكن فقط عبر تمكين هذا الشعب من اختيار مصيره بحرية وفقا لمبادئ الأمم المتحدة ذات العلاقة بتصفية الإستعمار.
كما لا يفوت المشاركين تذكيركم، عن المسؤولية الأخلاقية للامم المتحدة ومجلس الامن الدولي تجاه القضايا العادلة في العالم بما فيها قضية الصحراء الغربية، وشعبها، وخيراتها الطبيعية، التي تتعالى أصوات أبناءها تنديدا بالنهب الممنهج الذي يلحقها من طرف الدولة المغربية، بتورط عدة دول أعضاء في منظمتكم بدافع الجشع والمصالح الخاصة الضيقة، ويدعونكم بالتالي إلى الالتفات إلى هذا الموضوع واتخاذ الإجراءات القانونية والسياسية اللازمة بخصوصه.
وأخيرا، يتمنى المشاركون في الملتقى الدولي الاول للتبادل الثقافي، أن تكون رسالة السلام الحضاري، السلام المبني على الندية، وعلى احترام الآخر، واحترام حقوقه، وتقبله وعلى الانفتاح عليه قد وصلت إليكم بالشكل المرضي، ويحدوهم الأمل الكبير بأن تولوها كل الاهتمام الذي تستحقه وأن تنجحوا في تجسيدها على الأرض عبر فرض احترام القانون الدولي والشرعية الدولية.
وتقبلوا فائق آيات التقدير والاحترام
الملتقى الدولي الاول للتبادل الثقافي من أجل السلام
26 اكتوبر 2023 مخيمات اللاجئين الصحراويين. (واص)
090/105.