Pasar al contenido principal

خروج النساء الصحراويات إلى الشوارع (وكالة أي بي إس)

Submitted on

روما ( إيطاليا ) 19 يوليو 2015 ( واص ) - نشرت وكالة أي بي إس العالمية تقريرا بقلم الصحفي كارلو ثروتوتا ، وهو تقرير ضمن سلسلة تقارير ستنشر في عدد من القنوات والوكالات العالمية من بينها : الجزيرة ، دوتشيه فيلي والفايس نيوز ، وتكشف فيه معاناة النساء الصحراويات تحت سلطة الاحتلال المغربي

 

 

وتحت عنوان " خروج النساء الصحراويات إلى الشوارع " أبرزت الوكالة المذكورة ، أن عشرة نساء عقدن اجتماعا للحديث عن الكيفية التي يتم فيها نقل ثقافتهن وعاداتهن إلى الأجيال الشابة ، وكما هي العادة فإن اللقاء كان سريا فلا يوجد سبيل آخر عن ذلك في عاصمة الصحراء الغربية .

 

 

اختارت الرباب الأمين المكان والزمان لعقد آخر اجتماعات منتدى المستقبل للمرأة الصحراوية وهي جمعية تعمل بشكل سري لكنها الآن أبعد من أن تكون غير منظمة إذ تقول : " لقد أسسنا اللجنة في العام 2009 وهي الآن تضم 60 عضوا ناشطا ومكتبا تنفيذيا من 16 والمئات من المتعاونين " تقول السيدة الأمين أم أحد المعتقلين السياسيين لوكالة "أي بي أس" .

 " إن هدفنا هو الدفاع عن الحقوق الأساسية للشعب الصحراوي عبر الطرق السلمية " تضيف السيدة ذات 54 عاما  قبل أن تشير إلى أنها ولدت "بينما كان الاسبان هنا" .

 

سيخلد هذا العام مرور أربعة عقود على انسحاب إسبانيا من الصحراء الغربية ، آخر مستعمراتها تاركة تلك الأراضي في يدي المغرب وموريتانيا ، بينما تدعي الرباط أن تلك المساحة الشاسعة من الأرض – بقياس مساحة بريطانيا- أراضيها الجنوبية وتصفها الأمم المتحدة بالإقليم الذي لا يزال رهن مسلسل لتصفية الاستعمار لم يكتمل بعد.

 

من بين نتائج نزاع الصحراء الغربية البارد كان نزوح جل شعب ذلك الإقليم تجاه بيداء الجزائر ، ولا يزال أولئك الذين تشجعوا على البقاء هنالك يعانون من ويلات الاحتلال المغربي " منذ احتلال بلدنا لم نعامل إلا بوحشية " تقول بأسف العزة أميدان شقيقة معتقل سياسي ، نتعرض بشكل مستمر للمضايقة والاعتداء بالضرب ، يقتحمون منازلنا ، يعتقلون نساءنا ورجالنا بل حتى الأطفال تحت سن الخامسة عشرة.

 

لا يمكنك أن تلتقي بأي صحراوي لم يتعرض لسوء المعاملة من طرف الشرطة ولا بأي أسرة لم تفقد أحد أفرادها " تقول أميدان الناشطة ذات 34 ربيعا مشددة على أن مؤسسة ورئيسة المنتدى الحالية سكينة جد أهلو قضت 12 عاما رهن الاعتقال .

 

في تقرير أصدرته قبل شهرين ، وصفت منظمة العفو الدولية ممارسة التعذيب في المغرب ب"المتأصل" بينما شددت على أن المعارضين السياسيين الصحراويين هم من بين الأهداف ، واتهمت المنظمة غير الحكومية الحكومة المغربية بتوفير الحماية للمعذِبِينَ" بكسر الذال"

 

وكشفت الناشطات الصحراويات أن واحدا من أهم الأنشطة التي يقوم بها المنتدى هي تقديم المساعدة النفسية والاقتصادية لأولئك الذين عانوا من الاعتقال أو أقاربهم وتقدم أميدان تفاصيل ذلك : " نقوم بجمع الأموال من المجتمع للنساء اللواتي يعانين أكثر وبشكل متواصل بغض النظر إن كن هن من تعرضن للاعتقال أو أزواجهن ، فهن من يجب أن يضمن الحفاظ على تماسك أسرهن ".

 

على الرغم من العديد من الاتصالات الهاتفية والرسائل الالكترونية ، فإن السلطات المغربية رفضت الحديث إلى " أي بي إس" حول هذا الموضوع ومواضيع أخرى تتعلق بمزاعم ارتكابها للمزيد من الانتهاكات في الصحراء الغربية.

 

في عمر 62 عاما ، تبقى فاطمة أحميميد واحدة من الناشطات المخضرمات في المنتدى ، تقول أن التعذيب مسألة يمكن التصدي لها لكن هناك مظالم أخرى لا يمكن إصلاحها. 

 

محاضرة اليوم تسعى إلى رفع مستوى الوعي في أوساط الأجيال الجديدة على الاستيعاب الثقافي الذي تعرضنا له على يد الرباط ، المغرب يسعى إلى حرماننا من مجرد الوجود إما عن طريق محو تاريخنا أو ربطه بتاريخه ؛ وأبلغ دليل على مثل تلك السياسات هو الغياب الكلي للتواصل بالحسانية – اللهجة العربية التي يتحدثها الصحراويون- في المناهج التعليمية أو في التعامل الإداري.

 

ومع ذلك فإن أحميميد أشارت إلى أشياء أخرى من ضمنها الحظر الواضح والصريح لبناء الخيمة التقليدية الصحراوية ، مضايقة النساء اللواتي يرتدين الزي المميز والملون والمنع من تسمية الأطفال الصحراويين بأسماء الزعماء التاريخيين من أسلافهم.

 

وكل ذلك من الأسباب التي دفعت بنا إلى الخروج إلى الشوارع لتنظيم والمشاركة في المظاهرات تقول أحميميد ، مضيفة أن المظاهرات السلمية هي لبنة أخرى لعمل تلكم المجموعة ، لكنها ليست بالأمر السهل ولا الخالي من المخاطر ، ففي تقريرها السنوي للعام 2015 شجبت هيومن رايتس ووتش منع الرباط كل التجمعات العمومية التي اعتبرتها معادية لنظام الحكم

 

وأشارت المنظمة التي تتخذ من نيويورك مقرا لها ، إلى الأعداد الهائلة من أفراد الشرطة الذين يمنعون المواطنين من ولوج أماكن المظاهرات وفي أغلب الأحيان يتم فض أي محاولة للتجمع من طرف الصحراويين .

 

وفي ظل تلكم الظروف ، اختارت تكبر هدي أن تخوض إضرابا عن الطعام لمدة 36 يوما قبالة القنصلية المغربية في كبرى جزر الكناري والذي انتهى بنقلها إلى المستشفى شهر يونيو.

 

ولا تزال هدي تطالب السلطات المغربية بتسليم جثمان ابنها محمد الأمين هيدالة الذي تم طعنه بسكين شهر فبراير الماضي بالعيون كما تطالب بالكشف عن ملابسات الجريمة وفتح تحقيق قي مزاعم بعدم تقديم المساعدة الطبية اللازمة ، وقال أحد النشطاء المقربين من العائلة في العيون لوكالة أي بي إس أن العائلة رفضت تعويضا ماديا من الرباط في مقابل صمتها.

 

يعتقد بعض الأشخاص أن الحرية هي مجرد أن لا تكون حبيس السجن ، أو أن لا تتعرض إلى التعذيب تشرح أحميميد بينما أكملت إبريقها الثالث في جلسة الشاي التقليدية الصحراوية ." نحن ، النساء الصحراويات ، نفهم الحرية بكل معانيها ". تختتم وكالة أي بي إس العالمية تقريرها حول معاناة النساء الصحراويات بالمناطق المحتلة

 

( واص ) 090/100