الشهيد الحافظ 11 أغسطس 2022 (واص) - عبرت الأمانة الوطنية عن ارتياحها لمستوى الأداء على مختلف واجهات الكفاح الوطني خلال الفترة ما بين الدورتين.
الأمانة الوطنية وفي بيان توج أشغال دورتها العادية السابعة برئاسة رئيس الجمهورية الأمين العام لجبهة البوليساريو السيد إبراهيم غالي، سجلت بارتياح مستوى الأداء العام على مختلف واجهات الفعل الوطني، بمشاركة متواصلة، واعية ومسؤولة لكل جماهير شعبنا، في جميع ساحات تواجدها، في إطار تنفيذ جملة البرامج والاستحقاقات المنبثقة عن مقررات المؤتمر الخامس عشر للجبهة، وفي مناخ الهبة الشعبية المتزامنة مع استئناف الكفاح المسلح.
نص البيان
الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب
الأمانة الوطنية
11 أغسطس 2022
بيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــان
برئاسة الأخ إبراهيم غالي، رئيس الجمهورية، الأمين العام للجبهة، عقدت الأمانة الوطنية دورتها العادية السابعة أيام 09، 10 و11 أغسطس 2022. وتناول الاجتماع بالتقييم والنقاش والتحليل الفترة ما بين دوريتي الأمانة السادسة والسابعة، على ضوء تقرير مكتبها الدائم والعروض التكميلية.
ووقفت الأمانة الوطنية بارتياح إزاء مستوى الأداء العام على مختلف واجهات الفعل الوطني، بمشاركة متواصلة، واعية ومسؤولة لكل جماهير شعبنا، في جميع ساحات تواجدها، في إطار تنفيذ جملة البرامج والاستحقاقات المنبثقة عن مقررات المؤتمر الخامس عشر للجبهة، وفي مناخ الهبة الشعبية المتزامنة مع استئناف الكفاح المسلح.
وفي هذا الخصوص، وقفت الأمانة الوطنية وقفة تقدير وإجلال على أرواح شهداء القضية الوطنية، رموز التضحية والعطاء ومنارات الدرب الوضاءة، وتوجهت بالتحية إلى مقاتلي جيش التحرير الشعبي الصحراوي، صانعي المجد وصائني الكرامة، الذين يقارعون العدو بعزم وتصميم راسخ على نهج استكمال مهمة التحرير.
كما توجهت الأمانة الوطنية بتحية خاصة إلى بطلات وأبطال انتفاضة الاستقلال، وفي مقدمتهم أسود ملحمة اقديم إيزيك وأسرى الصف الطلابي وجميع الأسرى المدنيين الصحراويين في السجون المغربية، وهم يتصدون بتحدي وشموخ لكل ممارسات دولة الاحتلال المغربي وانتهاكاتها الجسيمة لحقوق الإنسان، ويكرسون بثبات الرفض الأبدي لواقع الاحتلال الغاشم، والتصميم الراسخ للشعب الصحراوي على نيل الحرية والاستقلال، مهما تطلب الأمر من زمن ومهما اقتضى من تضحيات. وقد مثلت سلطانة سيدابراهيم خيا وعائلتها المناضلة صورة رائعة للصمود والتحدي.
وتطرقت الأمانة الوطنية إلى الجهود الدولية لتصفية الاستعمار من الصحراء الغربية، وعبرت بداية عن إدانتها لاستمرار دولة الاحتلال المغربي، وفي ظل صمت الأمم المتحدة المؤسف، غير المفهوم وغير المبرر، في التعنت والعرقلة والتصعيد، سواء من خلال نسفها لاتفاق وقف إطلاق النار بين الجيش الصحراوي وجيش الاحتلال المغربي منذ 13 نوفمبر 2020، أو منعها المهين للمبعوث الشخصي للأمين العام لللأمم المتحدة من زيارة المسرح الأساسي لنطاق مهمته، أي الأجزاء المحتلة من الجمهورية الصحراوية. كما تواصل دولة الاحتلال المغربي سياساتها التوسعية الاستيطانية العدوانية، بانتهاك القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني في حق المدنيين الصحراويين العزل وعبر نهب الثروات الطبيعية وممارسة أنشطة خارج القانون في الأراضي الصحراوية المحتلة، سياسية واقتصادية وثقافية ورياضية وبيئية وغيرها.
وبهذا الخصوص فإن الأمانة الوطنية، وهي تجدد كامل الاستعداد للتعاون مع جهود الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الشخصي لتصفية الاستعمار من آخر مستعمرة في إفريقيا، تؤكد بأنه لا حل للنزاع إلا في الإطار القانوني الواضح، والمجسد في خطة التسوية الأممية الإفريقية لسنة 1991، الوحيدة التي حظيت باتفاق الطرفين ومصادقة مجلس الأمن الدولي، بما يكفل للشعب الصحراوي حقه غير القابل للتصرف في تقرير المصير والاستقلال، على غرار كل الشعوب والبلدان المستعمرة.
وثمنت الأمانة الوطنية عاليا الزيارة الهامة التي قام بها إلى الجمهورية الصحراوية السيد بانكول أديوي، مفوض الشؤون السياسية والسلم والأمن في الاتحاد الإفريقي، وما تكتسيه من أهمية في سياق الدور المحوري للاتحاد، كشريك للأمم المتحدة في تصفية الاستعمار من القارة الإفريقية. وجددت الأمانة الوطنية استعداد الجمهورية الصحراوية للتعاون من أجل تنفيذ قرار قمة الاتحاد الإفريقي لإسكات البنادق التي دعت الدولتين العضوين في الإتحاد الافريقي إلى مفاوضات مباشرة لتحضير الظروف المناسبة لتنظيم استفتاء لتقرير مصير الشعب الصحراوي.
وحذرت الأمانة الوطنية مجدداً من المخاطر المحدقة بالسلم والاستقرار في المنطقة والناجمة عن سياسات دولة الاحتلال المغربي، كبلد مصدر للعدوان والتوسع والمخدرات، ودورها المكشوف في دعم وتشجيع عصابات الجريمة المنظمة والجماعات الإرهابية، ولجوئها إلى التحالفات المريبة وتسهيل الأجندات المشبوهة والمخططات التخريبية، بما في ذلك التكالب المخزني الصهيوني على الشعب الصحراوي وعلى شعوب المنطقة، وفي مقدمتها الشعب المغربي الشقيق.
وجددت الأمانة الوطنية بهذا الخصوص التحذير بأن صمت وتغاضي المجتمع الدولي إزاء سلوكات دولة الاحتلال المغربي سيقود إلى تفاقم اللا أمن واللااستقرار في المنطقة. ومن هنا، تعبر الجمهورية الصحراوية عن إرادتها الصادقة لتعزيز التعاون والتنسيق والتشاور مع البلدين المجاورين، الجزائر وموريتانيا، ومع بقية بلدان المنطقة، بما فيها ليبيا وتونس والنيجر ومالي، لمواجهة كل المخاطر والتحديات المحدقة ببلداننا وشعوبنا.
وفي سياق متصل، طالبت الأمانة الوطنية الاتحاد الأروربي بضرورة احترام القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني في ما يتعلق بالصحراء الغربية، بما في ذلك التقيد بقرارات محكمة العدل الأوروبية، والامتناع عن أي خطوات، كمنظمة وكدول، من شأنها المساس من المجال الإقليمي للصحراء الغربية، أرضاً وبحراً وجواً، وتشكل اعتداءً سافراً على صاحب السيادة الوحيد عليها، الشعب الصحراوي، بقيادة ممثله الشرعي، جبهة البوليساريو.
وحيت الأمانة الوطنية كل أشقاء وأصدقاء وحلفاء الشعب الصحراوي في العالم، وفي مقدمتهم الجزائر، بقيادة السيد الرئيس عبد المجيد تبون، جزائر المواقف المبدئية الراسخة، جزائر ثورة الأول من نوفمبر المجيدة، التي لا تتوانى عن التأكيد، حكومة وشعباً، على دعمها ومساندتها للشعب الصحراوي وكل الشعوب المكافحة لانتزاع حقوقها المشروعة في تقرير المصير والاستقلال، في انسجام مع ميثاق وقرارات الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي.
وتوجهت الأمانة الوطنية بالتحية إلى الشقيقة الجمهورية الإسلامية الموريتانية، مؤكدة على عمق ومتانة الروابط المتميزة بين الشعبين الشقيقين، جغرافية وتاريخية واجتماعية، مجددة استعداد الجمهورية الصحراوية الدائم لتعزيز علاقات الأخوة والصداقة والتعاون.
وتوجهت الأمانة الوطنية بتحية خاصة إلى الحكومات والشعوب الافريقية الصديقة، وخاصة إلى جمهورية جنوب إفريقيا تحت قيادة المؤتمر الوطني الافريقي برئاسة فخامة الرئيس سيريل رامافوزا على المواقف الصلبة والثابتة تجاه قضيتنا وكل القضايا العادلة في العالم.
وتوجهت الأمانة الوطنية بالشكر الخالص لدول وشعوب أمريكا اللاتنية على مواقف الدعم والتضامن مع كفاح الشعب الصحراوي الذي تربطه بشعوب القارة أواصر التاريخ والثقافة والكفاح المشترك من اجل الحرية والعدالة. وفي هذا الإطار تعبر الأمانة الوطنية عن عميق امتنانها للموقف المبدئي المتمثل في ربط العلاقات الدبلوماسية مع الجمهورية الصحراوية الذي عبرت عنه حكومة كولومبيا برئاسة الرئيس غوستافو بيترو.
وحيت الأمانة الوطنية بحرارة مواقف الدعم والمساندة والتضامن الراسخة لدى الشعوب الإسبانية وقواها السياسية والاجتماعية مع الشعب الصحراوي، ومن خلالها إلى كل الحركة التضامنية في أوروبا والعالم.
وعادت الأمانة الوطنية للتعبير عن إدانتها لموقف رئيس الحكومة الاسبانية، الداعم للغزو والاحتلال العسكري المغربي اللاشرعي للصحراء الغربية، مذكرة بأن مسؤولية الدولة الإسبانية، السياسية والقانونية والأخلاقية إزاء تصفية الاستعمار وتمكين الشعب الصحراوي من حقه في تقرير المصير، وستبقى على عاتقها، لا تسقط بالتقادم ولا بالمواقف الخيانية المخجلة والمدانة.
الأمانة الوطنية، وهي تصادق على اللائحة السياسية التي تحدد أهم محاور الفعل الوطني خلال الفترة المقبلة وفي أفق التحضير للمؤتمر السادس عشر للجبهة الشعبية، تهيب بجماهير شعبنا، في كل مواقع تواجدها، برفع وتيرة الفعل النضالي، على كافة الجبهات، وإنجاح كل البرامج والاستحقاقات المقبلة، وفي المقدمة تكثيف الجهود الرامية إلى دعم جيش التحرير الشعبي الصحراوي بكل ما يحتاجه من إمكانيات وموارد، بشرية ومادية، وتنويع سبل وآليات التضامن مع بطلات وأبطال انتفاضة الاستقلال، والتصدي لمؤامرات ودسائس العدو، بتعزيز عرى الوحدة الوطنية في إطار الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب.
وإزاء التطورات والتحديات والرهانات المحيطة بالقضية الوطنية، سواء بالداخل أو على الساحة الجهوية والدولية، تؤكد الأمانة الوطنية في الأخير بأن الهبة الشعبية التي صاحبت استئناف الكفاح المسلح ستبقى متأججة ومتصاعدة، كرسالة حاسمة إلى العدو وإلى الصديق، تجسد الإرادة المتجذرة لشعبنا البطل في المضي على درب النضال والكفاح المستميت، مهما تطلب من زمن ومهما اقتضى من ثمن، حتى انتزاع كامل حقوقه المشروعة، باستكمال سيادة الجمهورية الصحراوية على كامل ترابها الوطني.
كفاح، صمود وتضحية لاستكمال سيادة الدولة الصحراوية.
( واص ) 090/105/500.