دودوما ( تنزانيا ) 07 ديسمبر 2022 ( واص ) - ألقى اليوم رئيس الجمهورية الأمين العام للجبهة السيد إبراهيم غالي كلمة أمام المشاركين في أشغال المؤتمر ال10 للحزب الثوري التنزاني (حزب تشاما تشا بيندوزي) الذي ينعقد يومي ال7 و 8 من الشهر الجاري في العاصمة السياسية التنزانية دودوما .
و في ما يلي نص الكلمة :
بسم الله الرحمن الرحيم
السيدات والسادة، أعضاء المؤتمر،
إنه لشرف كبير لي شخصياً، ولقيادة ومناضلي جبهة البوليساريو ولشعب وحكومة الجمهورية الصحراوية أن نحضر معكم اليوم في هذا المؤتمر. وأود ، باسمهم جميعاً، أن نتقدم بتحية حارة إلى حزب الثورة التنزاني Chama Cha Mapinduzi ، بكل مناضلاته ومناضليه، بقيادة فخامة السيدة سامية صولوحو، رئيسة جمهورية تنزانيا الاتحادية.
كما أود أن أعبر عن جزيل الشكر والامتنان على الدعوة الكريمة التي وجهتموها لنا لحضور مؤتمركم الموقر، مع صادق التمنيات بنجاح هذا الحدث المتميز، والذي ينعقد في ظل ظروف قارية ودولية صعبة، تلقي بظلالها على العلاقات الدولية وعلى السلم والأمن في العالم.
وكما تعلمون، فإن حزب الثورة التانزاني وجبهة البوليساريو ارتبطا بعلاقات تاريخية وثيقة، ويشتركان معاً ومع كل حركات التحرر والأحزاب التقديمة الإفريقية، المبادئ والأهداف السامية نفسها، وخاصة عندما يتعلق الأمر بالعمل من أجل وحدة شعوب إفريقيا وتحرير القارة من كل مظاهر ومخلفات الاستعمار، وتكثيف الجهود من أجل النهوض بالعمل الإفريقي المشترك والحديث بصوت واحد مع جميع الشركاء في العالم.
الرفيقات والرفاق،
كل إفريقيا، من شمالها إلى جنوبها، ومن شرقها إلى غربها، مدينة لشعب تنزانيا ولحزب الثورة التنزاني، نتيجة ما قدماه من مجهودات جبارة، مادية وسياسية ودبلوماسية، بهدف تحرير القارة من الأبارتايد والاستعمار. لقد كانت تنزانيا، بقيادة الزعيم الإفريقي المقدر والمحترم، المعلم جوليوس نيريري، تقود الكفاح التحرري الإفريقي، حتى أن العاصمة دار السلام تم اختيارها مقراً للجنة التحرير الإفريقية، التابعة لمنظمة الوحدة الإفريقية. إننا نتحدث عن شخصية إفريقية فذة، سجل اسمه بحروف من ذهب، ستحفظه الأجيال الإفريقية خالداً في ذاكرتها الجماعية، مع الآباء المؤسسين والرموز التارخيين لقارتنا العزيزة.
لقد ضحت تنزانيا وشعبها العظيم، بقيادة حزب الثورة التزاني، وعانت من حصار اقتصادي ظالم بسبب مساندتها ومؤازرتها لقوى التحرر في إفريقيا والعالم. لكن ذلك لم يثنِها عن التمسك بالدفاع عن المبادئ الإنسانية السامية التي تؤكد على حقوق الشعوب في تقرير المصير والديمقراطية والمساواة، وتقر بأن السلام العالمي لا يمكن أن يتحقق إلا إذا كان مبنياً على الاحترام المتبادل والتعاون المثمر بين الشعوب والأمم، وتطبيق الشرعية الدولية ونبذ كل أشكال الظلم والعدوان.
من هنا، فإنني أتوجه، باسم شعب وحكومة الجمهورية الصحراوية وباسم جبهة البوليساريو، إلى فخامة السيدة سامية صولوحو ولقيادة حزب الثورة التنزاني وإطاراته ومنتسبيه، ومن خلالهم إلى الشعب التنزاني كافة، بكل الشكر والعرفان والتقدير على موقف تنزانيا المبدئي والمحترم، المدافع عن حق شعبنا الثابت في ممارسة تقرير المصير واستكمال السيادة على كامل وطنه المستقل، وبالتالي تصفية آخر مظاهر الاستعمار في إفريقيا.
إنه موقف مبدئي راسخ، تبنته تنزانيا مبكراً وبحزم واستمرارية، منذ اندلاع الكفاح الوطني الصحراوي التحرري ضد الاستعمار الإسباني، ثم ضد عدوان الجيران بعد ذلك، واحتلالهم لأجزاء من تراب الجمهورية الصحراوية، العضو المؤسس في الاتحاد الإفريقي.
إنه موقف مشرف لأنه يعطي الأولوية لوحدة ومصلحة إفريقيا وشعوبها، مع إدراك خطورة أي تساهل مع المواقف العدوانية التي تنتهك أهداف ومبادئ القانون التأسيسي للاتحاد الإفريقي، على غرار احترام الحدود الموروثة غداة الاستقلال وعدم احتلال أراضي الغير بالقوة.
إنه موقف ينطلق من قناعة راسخة بأن مثل ذلك التساهل عمل غير مسؤول، بل جريمة في حق إفريقيا، كونه يؤسس لتقويض الأسس التي قام عليها الاتحاد، ومن ثم السعي لتدمير هذا الصرح القاري من الداخل، في استخفاف واحتقار تجاه شعوب القارة و تضحياتها الجسام، التي شاركت فيها تانزانيا وقادتها في كثير من المراحل عبر سنين طويلة، بقيادة حزب الثورة التنزاني.
عاش حزب الثورة التنزاني
عاش التضامن بين حزب الثورة التنزاني وجبهة البوليساريو
عاش التضامن بين جمهورية تنزانيا الاتحادية والجمهورية الصحراوية
كل التوفيق لمؤتمر حزب الثورة التنزاني
أحسنت صنعا، شكراً والسلام عليكم. ( وأص )
90/112
موفد وأص إلى دودوما العاصمة السياسية لجمهورية تنزانيا الإتحادية