برلين ( ألمانيا ) 19 سبتمبر 2020 (واص) - سلطت جريدة "مِديكو أنترناشيونال" الألمانية في مقال مطول ، الضوء على قضية الصحراء الغربية ومعاناة شعبها جراء استمرار الاحتلال المغربي لأجزاء من الإقليم بصورة غير قانونية ، وفشل الأمم المتحدة في إجراء وعد استفتاء تقرير المصير ، وفق ما نص عليه قرار مجلس الأمن 690 (1991).
المقال ومن خلال شهادات لبعض اللاجئين ، أثار حالة الاحباط وسط اللاجئين الصحراويين بسبب استمرار الوضع الصعب لما يزيد عن أربعة عقود من الزمن، حيث قال السيد بوحبيني يحيى رئيس الهلال الأحمر الصحراوي ، أن الأطراف الدولية التي تقدم المساعدات الإنسانية تركز أكثر على المناطق التي يوجد فيها إرهاب ونزاع مسلح ، ولا يولون أي اهتمام للمناطق الهادئة والنزاعات السلمية مثل ماهو الحال في الصحراء الغربية منذ توقيع اتفاق وقف إطلاق النار بين جبهة البوليساريو والمغرب.
كما قالت الصحفية الصحراوية السيدة گبل رشيد ، أن وضع الشعب الصحراوي نتيجة الاحتلال أشبه بالجحيم حيث يعيش اللاجئون الصحراويون بالاعتماد على المساعدات الإنسانية في المخيمات التي تقع جنوب غرب الجزائر شرق جدار العار المغربي الذي يقسم الصحراء الغربية بطول 2720 كلم وما يزيد عن سبعة ملايين لغم أرضي ، في الوقت الذي تزخر أرضهم المحتلة بموارد طبيعية هائلة ، إلا أنها تتعرض للنهب من قبل المغرب وشركائه الأوروبيين.
ونقلت الجريدة تصريحاً لوالي ولاية أوسرد السيدة مريم السالك أحمادة ، حول المشاكل التي تواجهها السلطات الصحراوية بسبب نقص المساعدات والإمكانيات والوسائل الضرورية لتوفير العمل أو ضمان مستقبل للشباب مقابل إرتفاع نسبة البطالة ، مما نتج عنه مشكلة كبيرة ليس فقط داخل المخيمات وإنما على المنطقة ككل حيث تواجه تحديات كبرى مثل التطرف والجريمة المنظمة والتهريب الدولي وغيرها من الظواهر التي تستهدف الشباب بشكل خاص.
وفي نفس السياق ، أكد الرئيس السابق للبرلمان ومسؤول أمانة التنظيم السياسي السيد خطري آدوه أن تحقيق طموح الشباب لا يمكن وضعه بمعزل عن تصفية الاستعمار من الإقليم واستكمال بسط سيادة الجمهورية الصحراوية على أراضيها ومواردها الطبيعية ، مشيرا إلى أن ما نحن عليه اليوم يعتمد على الفرد في ممارسة الاقتصاد وهو ما تعكسه الأشكال المبتكرة من الزراعة المستدامة وتربية الأسماك ، إضافة إلى المساعدات الدولية.
وفيما يتعلق بنظرة الشباب للواقع ومستقبله في ظل هذا الوضع ، نقلت الجريدة تصريحا للشاب حمدي عمار مسؤول العلاقات الخارجية باتحاد الشبيبة ، يقول فيه أن خيار العودة إلى الحرب من جديد يمكن أن يكون أيضا وسيلة اتصال ، ستساهم في رفع الوعي بقضية الصحراويين وحقهم في الحرية ، وذلك لسبب بسيط هو أن هذا الخيار سيؤثر بالتأكيد على المصالح الاقتصادية للعديد من الأطراف الدولية ؛ وبالتالي سيكون محل اهتمام واسع عكس السلم الذي أكد أن لا قيمة لنا في عالم المصالح.
وخلصت جريدة مِديكو أنترناشيونال الألمانية إلى الأسباب الجذرية وراء هذا الوضع الصعب والمعاناة التي يعيشها الشعب الصحراوي لما يزيد عن أربعة عقود ونيف ، تعود بالأساس لعدم فعالية الأمم المتحدة في تصفية الاستعمار وفقدانها لإرادة حقيقية في تطبيق القانون الدولي وتنفيذ وعد الاستفتاء وفق ما نصت عليه قراراتها ذات الصلة بهذه القضية. ( واص ) 090/105