الشهيد الحافظ 18 سبتمبر 2016 (واص) - أكد رئيس الجمهورية الأمين العام لجبهة البوليساريو السيد إبراهيم غالي ، أن بعثة المينورسو ليست مجرد بعثة من عدد محدد من الأشخاص، بل هي أداة شكلها مجلس الأمن الدولي وحدد لها مأمورية واضحة متمثلة في تنظيم استفتاء تقرير المصير.
وأبرز رئيس الجمهورية في مقابلة نشرتها مواقع إلكترونية برازيلية وإسبانية أول أمس الجمعة ، أن السؤال المطروح حاليا هو هل يمكن لمجلس الأمن تنظيم ذلك الاستفتاء؟ بالنظر إلى مسؤولية الأمم المتحدة عن تصفية الاستعمار وبالنظر إلى التجارب السابقة، مثل ناميبيا وتيمور الشرقية.
وحول المحاولات المغربية الأخيرة للانضمام للاتحاد الإفريقي ، أكد السيد إبراهيم غالي أن ذلك ليس سوى مناورة متعددة الأهداف ؛ منها التغطية على وضعية المواجهة مع المجتمع الدولي وخاصة على مستوى الأمم المتحدة والاتحادين الإفريقي والأوروبي، ومنها إلهاء الرأي المغربي عن واقع سياسي واقتصادي واجتماعي مأزوم ، ومنها - وهو هدف خطير ومدعوم بجهود وأموال أطراف دولية معروفة- استهداف وحدة وتماسك المنظمة القارية الإفريقية وصمودها في مواجهة المخططات الاستعمارية الجديدة.
وعن الوضع الاقتصادي الصعب الذي يمر به الشعب الصحراوي ، أكد رئيس الجمهورية أن لا يمكن الحديث عن الوضعية الاقتصادية للصحراويين بمعزل عن الأزمة القانونية والسياسية التي خلقها الغزو العسكري المغربي اللاشرعي للصحراء الغربية ، ودون شك هي ظروف صعبة ميزتها الخصاص في معظم الاحتياجات الأساسية وخلال أزيد من أربعين عاماً من عمر الجمهورية الصحراوية، استطاع الصحراويون بناء تجربة فريدة في العالم، متمثلة في خلق بنية ومؤسسات دولتهم ، رغم واقع الاحتلال والمنفى والتشريد، بما في ذلك تجربة تسيير الموارد ومراقبتها، على محدوديتها، بطريقة ديمقراطية عصرية، من خلال برامج وخطط وقوانين تكون محل تعاطي بين الحكومة والبرلمان ، وكل الذين أتيحت لهم فرصة الاطلاع على هذه التجربة عن كثب يقولون بأن للصحراويين دولة قائمة ببرامجها ومؤسساتها التنفيذية والتشريعية والقضائية.
وعن المكانة التي تحتلها المرأة الصحراوية والشباب ، أشار السيد إبراهيم غالي إلى أن الثورة الصحراوية تميزت بالمكانة الريادية التي تحتلها المرأة في معركة التحرير وعلى جميع الجبهات ، وخاصة في معترك تسيير الشأن الوطني، في قطاعات حساسة مثل الصحة والتعليم والإدارة، مع فتح المجال أمامها للمشاركة في الحياة السياسية وتولي المهام والمناصب الوطنية. والأمر ينطبق على الشباب ؛ إذ أن هذه الشريحة شكلت على الدوام عموداً فقرياً في مسيرة الكفاح الوطني، منذ بداياتها الأولى، حيث القيادات الشابة التي فجرت الثورة ضد الوجود الاستعماري وقادت معركة البناء والتكوين في أصعب الظروف.
وتطرق رئيس الجمهورية الأمين العام لجبهة البوليساريو في مقابلته ، إلى ضرورة بناء المؤسسة العسكرية الصحراوية ؛ حيث أكد أن بناء الجيش الصحراوي أولوية وطنية لا تقترن بظرف من الظروف بما في ذلك التكوين المستمر والدعم بالقدرات الشبانية والعلمية ، باعتباره عنصراً أساسياً في ضمان استمرار حرب التحرير، ولكن أيضاً في حماية السيادة وضمان الأمن والاستقرار في بلادنا وفي المنطقة عموماً. وأما الكفاح المسلح فهو ليس محل مزايدة أو مجرد وسيلة للتهديد ؛ لأنه ببساطة ، واجب وطني طالما استمر وجود الاحتلال المغربي اللاشرعي لبلادنا. مبرزا أن حالة التذمر ونفاذ الصبر المتزايد لا تقتصر على الشباب الصحراوي وحده، بل هي حالة شاملة لكل الجسم الصحراوي، خاصة أمام استمرار حالة الجمود وعدم تنفيذ الأمم المتحدة لالتزامها بتنظيم استفتاء تقرير المصير منذ زهاء 25 سنة، مع تمادي دولة الاحتلال المغربي في انتهاج التعنت والعرقلة الممنهجة، في ظل حماية مؤسفة من فرنسا العضو الدائم في مجلس الأمن الدولي.
وفي هذا الصدد أكد السيد إبراهيم غالي ، أن الشعب الصحراوي بكل فئاته رجاله ونسائه شيوخه وشبابه ، مستعد دائماً للدفاع عن حقوقه في الحرية والاستقلال، بكل السبل المشروعة، بما فيها الكفاح المسلح، وعلى المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤوليته في فرض تطبيق مقتضيات الشرعية وتجنيب المنطقة ويلات الحروب والتوتر واللا استقرار.
وحول الخطوات المتخذة من طرف الدولة الصحراوية تجاه نهب الثروات الطبيعية ، أكد رئيس الجمهورية في مقابلته ، أنه تم الشروع في حملة وطنية صحراوية ودولية من أجل وقف عمليات النهب المغربي للثروات الطبيعية الصحراوية ، والمطالبة بمقاطعة كل المنتوجات التي لها صلة بالصحراء الغربية المحتلة وإلغاء العقود المبرمة بين دولة الاحتلال المغربي وشركات ومؤسسات أجنبية ، وهي جزء أصيل من هذه الحملة. وقرار محكمة العدل الأوروبية الصادر في ديسمبر من العام الماضي والقاضي بوقف الاستيراد الأوروبي للمنتوجات ذات المنشأ الفلاحي والسمكي، والقادمة من الصحراء الغربية المحتلة، يشكل تقدماً مهماً في هذا الخصوص.
( واص ) 090/500/100