نيويورك 20 فبراير 2017 (واص) - نظم مركز الأبحاث الأمريكي "روزفلت هاوس" بنيويورك ، نقاشا حول الصحراء الغربية آخر مستعمرة في إفريقيا ، لكسر الصمت المفروض من طرف سلطات الاحتلال المغربية حول انتهاكات حقوق الإنسان في الصحراء الغربية.
ونظمت بالمناسبة مائدة مستديرة ضمت ممثلين عن منظمات غير حكومية وجمعيات أمريكية على غرار هيومن رايتس واتش ، ديمكراسي ناو وواتشين ويسترن صحراء ؛ حيث تم استعراض الحصار الإعلامي المفروض من طرف سلطات الاحتلال المغربية لتغطية التجاوزات المرتكبة ضد الصحراويين.
وأكد المشاركون أن حملات القمع والممارسات غير الإنسانية تبقى مجهولة لدى الرأي العام الدولي ؛ حيث أن الرباط تمنع دخول الصحفيين وممثلي المنظمات غير الحكومية إلى مدينة العيون المحتلة.
وفي هذا السياق ، أبرزت السيدة مادلين باير مديرة تحرير موقع واتشين وسترن صحراء وهي شبكة إعلامية دولية تعالج وتعرض أشرطة فيديو عن انتهاكات حقوق الإنسان المرتكبة من طرف سلطات الاحتلال المغربي ، أبرزت أن السلطات المغربية منعت خلال سنة 2016 دخول 85 صحفيا ومدافعا عن حقوق الإنسان إلى المناطق المحتلة من الصحراء الغربية.
وأضافت السيدة باير مستدلة بملاحظات أقرتها ودعمتها عدة منظمات غير حكومية ، أن هذا الحصار يشمل الحصول على المعلومة وذكرت على سبيل المثال منظمة غير حكومية نرويجية وصحفيين اثنين إسبان توجها خلال السنة الماضية إلى الصحراء الغربية لتغطية محاكمة المعتقلين السياسيين الصحراويين ، وقد أصبح المراسلون الأجانب هدفا مباشرا لقوات الشرطة المغربية التي تحول دون حقهم في الوصول إلى الصورة والمعلومة.
وأشارت السيدة مادلين باير إلى أنه أمام هذا التعتيم المفروض على ممثلي وسائل الإعلام الأجنبية ، لجأ المناضلون الصحراويون والفاعلون في مجال الصحافة الوطنية إلى وسائلهم الخاصة لتوثيق وتصوير التجاوزات في مجال حقوق الإنسان المرتكبة في المناطق المحتلة من طرف سلطات الاحتلال المغربي.
من جانبه ، أكد إريك غولدستاين المدير المساعد لقسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لهيومن رايتس واتش ، أنه من الصعب وجود وثائق حول وضعية حقوق الإنسان في الصحراء الغربية المحتلة بسبب العراقيل التي تعيق عمل المنظمات غير الحكومية.
وذكر غولدستاين منشط هذا النقاش ، أن السلطات المغربية طردت سنة 2015 أعضاء هيومن رايتس واتش وعلقت نشاطات المنظمة غير الحكومية الأمريكية بالمغرب لأنها وصفت في تقاريرها التواجد المغربي في الصحراء الغربية بالاحتلال.
أما ساندرا لين بابكوك أستاذة في الحقوق بجامعة كورنيل ، فقد أكدت أنه بطرد الصحفيين ومناضلي حقوق الإنسان ، فإن سلطات الاحتلال المغربي تريد احتكار التقارير حول الصحراء الغربية ، وهو ما يفسر تحرش السلطات المغربية بكل من يريد أن ينقل بوفاء الواقع في الأراضي الصحراوية المحتلة ، مشيرة إلى أن القانون الدولي ومختلف لوائح الأمم المتحدة تؤكد حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير.
بدورها ، عادت السيد آمي غودمان رئيسة المنظمة غير الحكومية الأمريكية ديمكراسي ناو التي تمكنت من الدخول إلى العيون المحتلة شهر نوفمبر 2016 بعد مشاركتها في مؤتمر كوب 22 حول المناخ ، عادت خلال هذا النقاش إلى لقاءاتها مع ضحايا التعذيب في المناطق المحتلة من الصحراء الغربية ، أين نقلت شهادات مثيرة لهؤلاء الضحايا الذين تريد السلطات المغربية حجبهم بكل الوسائل.
( واص ) 090/107