الشهيد الحافظ (الجمهورية الصحراوية) 19 نوفمبر 2021 (واص)- أكد رئيس اللجنة الوطنية الصحراوية لحقوق الإنسان، ابا الحيسن، في مداخلته صبيحة اليوم أمام الندوة التضامنية الرقمية مع سلطانة سيد ابراهيم خيا، أن النظام الملكي المغربي يرتكب جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب ضد المدنيين الصحراويين، محملا المسؤولية في ذات الوقت للأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر لصمتها إزاء هذه الانتهاكات.
وحيا رئيس اللجنة الصحراوية المدافعة الصحراوية عن حقوق الإنسان، سلطانة خيا، وعائلتها، مؤكدا أن “المعركة الاسطورية التي تقودها المناضلة سلطانة خيا وعائلتها من داخل منزلها المحرر بمدينة بوجدور المحتلة، اين يرفرف علم الجمهورية خفاقا، كل يوم، شكل معلمة بارزة وشكل غير مسبوق للصمود والتحدي، وسيبقى مدونا بمداد الفخر في سجل الخالدين عبر مسيرة المقاومة السلمية الصحراوية.. وسيخلدها تاريخ مقاومة الشعب الصحراوي الى الابد.”
ودعا ابا الحيسن الجميع، صحراويين ومتضامنين دوليين، لتكثيف الجهود من أجل فك الحصار عن سلطانة خيا، وعن المدنيين الصحراويين القابعين تحت الاحتلال، والمعتقلين السياسيين بالخصوص، والضغط على الهيئات الدولية المختصة لتحمل مسؤولياتها.
وفي ما يلي النص الكامل لكلمة رئيس اللجنة الوطنية الصحراوية لحقوق الإنسان:
مداخلة أبا السالك الحيسن
الندوة التضامنية الرقمية مع سلطانة سيد ابراهيم خيا وعائلتها
مخيمات العزة والكرامة
في البداية اتقدم بجزيل الشكر لكل من ساهم في تنظيم هذه الندوة التضامنية مع عائلة اهل سيد ابراهيم خيا بمناسبة مرور سنة كاملة على صمودهم ومقاومتهم العظيمة للقمع والاحتلال. كما أتقدم بالشكر لكل المتضامنين ومن خلالهم للحركة التضامنية عبر العالم التي عبرت عن تضامنها المطلق مع معركة الكرامة التي تقودها هذه العائلة الشجاعة بكل تحدي في مواجهة أبشع اساليب القمع الاعمى.
إن المعركة الاسطورية التي تقودها المناضلة سلطانة خيا وعائلتها من داخل منزلها المحرر بمدينة بوجدور المحتلة، اين يرفرف علم الجمهورية خفاقا، كل يوم، شكل معلمة بارزة وشكل غير مسبوق للصمود والتحدي، وسيبقى مدونا بمداد الفخر في سجل الخالدين عبر مسيرة المقاومة السلمية الصحراوية.. وسيخلدها تاريخ مقاومة الشعب الصحراوي الى الابد.
ولقد حاولت أجهزة القمع الملكية الجبانة كما تعلمون، مرات عديدة اغتيال سلطانة خيا بكل الطرق البشعة والممنهجة، نذكر على سبيل المثال: حين رشقوها بحجر كاد أن يذهب ببصرها للأبد، ومرة بجرها لإسقاطها من اعلى سطح المنزل بواسطة رافعة حديدية، ومرة أصابوها بعدوى فيروس كورونا بشكل متعمد، واخيرا حين قاموا بوخزها بحقنة مجهولة المحتوى تركت مضاعفات خطيرة على صحتها، دون أن ننسى جرائم الاغتصاب المتكررة والتي تعبر بحق عن مستوى الحضيض الذي وصل إليه نظام الرباط.
واليوم أيضا، نسجل وصمة عار على جبين المنتظم الدولي وصمته المفضوح ازاء جرائم الاحتلال المغربي بحق الصحراويين العزل، ونقف شهودا على زيف شعاراته المطالبة باحترام حقوق الانسان والعدالة والديمقراطية، التي يستثني منها على ما يبدو الصحراء الغربية أين يدعم انتهاكات المغرب لهذه الحقوق بسكوته عنها عمدا.
اليوم نحمل ملك المغرب شخصيا المسؤولية الكاملة عن جميع الجرائم ضد الإنسانية، وجرائم الحرب التي يرتكبها أذنابه من جلادين، ومسؤولين، وقوات بوليسية وعسكرية في المناطق المحتلة من الصحراء الغربية، وسيسجل التاريخ جرائمه هذه مثلما سجل جرائم والده الحسن الثاني قبله.
ونذكر الجميع أن دولة الاحتلال المغربية تتمادى الآن في بطشها وترهيبها للمدنيين الصحراويين ونشطاء حقوق الإنسان، في منأى تام عن العقاب، وهو ما لم يكن ممكنا لولا تسامح الأمم المتحدة والمجموعة الدولية وصمتهما المخزي، ولولا عدم تحملهما مسؤولياتهما أمام جرائم دولة الاحتلال وانتهاكاتها المستمرة لقواعد القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني وللقيم والقواعد الأخلاقية الأساسية.
وتأسيسا على ماسبق ذكره، نتساءل الا يحق للشعب الصحراوي ولكل أصحاب الضمائر الحية، أن يشككوا في جدوى بعثة الأمم المتحدة في الصحراء الغربية التي لا ترى ولا تسمع ولا تنطق في إقليم تتحمل الأمم المتحدة المسؤولية الكاملة تجاهه وتجاه شعبه كما تؤكد على ذلك الجمعية العامة كل سنة في قراراتها بشأن الصحراء الغربية كإقليم خاضع لعملية تصفية استعمار.
اليوم، هي مناسبة ليس فقط للتضامن مع هذه العائلة الشجاعة، بل هي مناسبة ايضا لبذل المزيد من الجهد الجاد والتحرك العاجل على كل المستويات لفك الحصار وادانة النظام المغربي وعلى رأسه الآمر والناهي الأول فيه، ملك المغرب، لتقديمه امام العدالة الدولية.
اليوم على الصحراويين في كل مكان تكثيف الجهود، وتعزيز الانسجام وتقوية لحمة الوحدة الوطنية وافشال كل مناورات العدو الدنيئة والالتفاف حول الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب صمام الامان الوحيد للوصول الى تحقيق اهدافنا التي سقط من اجلها الشهداء البررة رحمهم الله واستكمال سيادتنا على كامل تراب الجمهورية الصحراوية.
اليوم، من لا يقف مساندا ومدافعا ومتضامنا مع سلطانة خيا وعائلتها وجميع ضحايا الانتهاكات والقمع المغربي الممنهج يخطئ التاريخ، ويخطئ المستقبل الذي يمتلكه الشعب لا محالة، والأخطر من كل ذلك يتجرد من إنسانيته وكرامته ليقف على الجهة الخطأ إلى جانب المغتصبين، والظالمين، والغزاة أعداء الإنسانية وأعداء الشعوب.
شكرا لكم” (واص)
090/500/60 (واص)