الجزائر 17 يونيو 2020 (واص) - دعا السفير الصحراوي بالجزائر عضو الأمانة الوطنية السيد عبد القادر الطالب عمر ، إسبانيا إلى تحمل مسؤولياتها التاريخية تجاه الشعب الصحراوي.
وجدد السيد عبد القادر الطالب عمر خلال لقائه أطر وموظفي السفارة الصحراوية بالجزائر ، مطالبته الحكومة الإسبانية الحالية التي تصف نفسها بالتقدمية أن تقطع وتتبرأ من السياسات الظالمة التي ما فتئت تمارسها الحكومات السابقة منذ آخر حكومة في عهد الدكتاتورية الموقعة لاتفاقية مدريد المشؤومة ضد الشعب الصحراوي.
وأبرز الدبلوماسي الصحراوي أن ما سيحفظه التاريخ للمنظمة الطليعية لتحرير الصحراء الغربية بقيادة الزعيم محمد سيد إبراهيم بصيري هو نشر الفكر الوطني التحرري والسعي لإيجاد الإطار التنظيمي الجامع والمؤطر للقوى الوطنية الصحراوية لمقاومة الاستعمار وإسماع صوت الشعب الصحراوي المطالب بالحرية والاستقلال لدول الجوار والرأي العام الدولي.
وأضاف بأن خمسين سنة تمر من الزمن على تأسيس أول تنظيم وطني جامع بشكله المعاصر والذي يسعى لطرد الاستعمار وبناء الدولة المستقلة ، تنظيم جاء بما كان يحتاجه الصحراويون لتطوير كفاحهم إذ أن المراحل التي سبقت ذلك عرفت أنواعا من المقاومة تمثلت في العديد من العمليات العسكرية ضد تواجد القوات الاستعمارية منذ أن وطئت الأراضي الصحراوية سنة 1884 ، لكنها على أهمية مكانتها التاريخية بقيت متقطعة في الزمان والمكان مما منعها من الاستمرارية.
ويقول السفير الصحراوي بالجزائر: ومما سيحفظه التاريخ للمنظمة الطليعية لتحرير الصحراء الغربية ، أنها تحملت في سبيل ذلك التضحيات الجسام من شهداء وجرحى ومعتقلين على رأسهم الفقيد محمد سيد إبراهيم بصيري ، والذي قرر المواجهة وعدم الانسحاب ، ومنذ ذلك الحين بقي مصيره مجهولا حتى الساعة.
وسيبقى هذا الأمر - يقول السفير بالجزائر- من بين المسؤوليات التي تتحملها إسبانيا أمام الشعب الصحراوي إلى غاية جلاء الحقيقة كاملة ، مع ما يترتب على ذلك من إنصاف. ومن المساهمات الكبرى لهذه الحركة- يضيف عبد القادر الطالب عمر - هو خلق الأجواء والحجج والمبررات الكافية للاقتناع بأن الكفاح المسلح هو الوسيلة الحاسمة واللازمة لإبعاد الاستعمار من أراضينا ، ولذا لم يكن من المستغرب أن تؤسس الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب بثلاث سنوات بعد هذا الحدث التاريخي مثلما سجلت الجبهة الشعبية هذا العيد والإرث الوطني في أدبياتها منذ الوهلة الأولى ، واعتبرت هذا الحدث من المناسبات الوطنية التي يحتفل بتخليدها سنويا.
ومن الأهمية بمكان- يضيف الدبلوماسي الصحراوي - تسجيل تجربة الانتفاضة كأسلوب كفاح ومقاومة يتميز بالشجاعة والإقدام والثقة في النفس والإيمان بالحق بحيث يقف المناضلون والمناضلات بصدور عارية في مواجهة قوى مدججة بالعدة والعتاد ، وأمام هذا الواقع تسجل هذه الجماهير الانتصارات المعنوية وتفضح القوى الاستعمارية ، وهو ما شكل إلهاما ونموذجا لانتفاضة الاستقلال التي تم تخليد ذكراها الخامسة عشرة منذ أسابيع والتي صنعت هي الأخرى ملاحم يتغنى بها الجميع ، ومازالت تقدم صورا رائعة في الصمود والمقاومة ، يعكسها كل حين المعتقلون السياسيون في سجون العدو.
خمسون سنة من الكفاح هو دليل على رسوخ الإيمان بالقضية والإرادة في الكفاح والثقة في النصر ، مما جعل مراهنة الاحتلال المغربي على الزمن لاستنزاف المقاومة الصحراوية تذهب أدراج الرياح ، لأن من يواجه اليوم الأزمات المتعددة هو النظام المغربي في مختلف المجالات ، إضافة إلى فشله في حسم النزاع في الصحراء الغربية لصالحه بتشريع احتلاله أو نزع الشرعية والحق من صاحبه الشعب الصحراوي.
وذكر عبد القادر الطالب عمر بمسؤولية إسبانيا في الكشف عن مصير الزعيم الفقيد محمد سيد إبراهيم بصيري ، وهو ما يجعلنا نحيي الحملة التي تقودها حركة المجتمع المدني الإسباني المتضامن والتي تحمل شعار: ماذا كان عن بصيري؟ والمطالبة بتقديم الحقيقة كاملة عن مصيره. إن المسؤوليات المترتبة على الدولة الإسبانية أمام الشعب الصحراوي كثيرة ومتعددة ويكفي أن المآسي التي يعيشها الشعب الصحراوي منذ 1975 إلى يومنا هذا ، كانت بسبب تخلي إسبانيا عن مسؤولياتها التاريخية ، القانونية ، الأخلاقية والسياسية ، بسبب توقيعها على اتفاقية مدريد الجائرة وعدم سعيها لاستكمال تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية وانحيازها المتواصل إلى مواقف المحتل المغربي على مر السنين وفي المناسبات المختلفة والتي لا تنقص فيها الأمثلة ، وبهذه المناسبة نجدد مطالبتنا الحكومة الإسبانية الحالية التي تصف نفسها بالتقدمية أن تقطع مع السياسات الظالمة للشعب الصحراوي التي ما فتئت تمارسها الحكومات السابقة منذ آخر حكومة في عهد الدكتاتورية الموقعة لاتفاقية مدريد المشؤومة حتى الآن.
( واص ) 090/105