اديس ابابا (اثيوبيا) 12 فبراير 2019، واص. شكل موضوع اللاجئين موضوعاً رئيسياً، حظي باهتمام القمة العادية الثانية والثلاثين للاتحاد الإفريقي، المنعقدة في أديس أبابا، أثيوبيا، يومي 10 و11 فبراير 2019.
وقد حرص رئيس الجمهورية، السيد إبراهيم غالي، وبقية المسؤولين من أعضاء الوفد الصحراوي، على تقديم مقاربة الدولة الصحراوية فيما يتعلق بهذا الملف المهم، خلال كل المحادثات واللقاءات والأنشطة والفعاليات التي جرت خلال يومي القمة، والاجتماعات التي جرت قبلها على مستوى الممثلين الدائمين والمجلس التنفيذي.
و طرحت المقاربة الصحراوية، المعاناة التي تشهدها الجمهورية الصحراوية منذ 31 أكتوبر 1975 ، من حالة اللجوء التي مست عشرات الآلاف من المواطنين الصحراويين الذين تعرضوا لمحاولة إبادة حقيقية بمختلف الأساليب البشعة، من تقتيل جماعي دفناً وحرقاً وبالرصاص وتحت التعذيب وبتسميم الآبار بل وباستخدام الأسلحة المحرمة دولياً مثل النابالم والفوسفور الأبيض.
و اكدت الجمهورية الصحراوية، في مقاربتها انها تعول على دور الاتحاد الإفريقي ومساعدته في هذا المجال، مجددة شكر وعرفان وتقدير الشعب الصحراوي لكل الدول والمنظمات التي تقدم المساعدة للاجئين والنازحين في العالم، والاشادة بشكل خاص بالدور الرائد والجهد الجبار الذي تقوم به الجزائر الشقيقة وهي تحتضن اللاجئين الصحراويين.
كما تم التذكير، في هذا السياق، بالنداءات المتكررة للمنظمات الدولية، المطالبة بتكثيف المساعدات الإنسانية الموجهة إلى هؤلاء اللاجئين، في انتظار حل النزاع وتمكينهم من حقوقهم في تقرير المصير والعيش الكريم في وطنهم الحر المستقل.
وأشار المسؤولون الصحراويون في سياق معالجة موضوع سنة 2019، اللاجئين والنازحين و المرحلين في إفريقيا، إلى الموقف الإفريقي الموحد تجاه المنظومة الإنسانية الإفريقية الجديدة، وبشكل خاص ذلك التركيز الضروري والملح على معالجة الأسباب الجذرية، من أجل التوصل إلى الحلول الدائمة.
وفي هذا الخصوص، تعتبر الجمهورية الصحراوية أنه من المهم تنظيم أنشطة وفعاليات وطنية وقارية ودولية متعلقة بهذا الموضوع، مع التأكيد بأن القضاء النهائي على ظاهرة اللجوء وتوابعها يحتم علينا جميعاً، دولاً وشعوباً وأفراداً، أن نتحلي بالشجاعة الكافية لضمان حلول جدية ودائمة.
وتنطلق المقاربة الصحراوية من أنه إذا كان وجود نزاعات داخلية ومشاكل حكامة وكوارث طبيعية وغيرها، يقف وراء هذه الظاهرة، فإنه من غير المقبول أن نجد في القرن الواحد والعشرين أسباباً مثل الغزو والاحتلال وعدم احترام حقوق الشعوب في تقرير مصيرها.
وفي هذا السياق بالذات، تم التأكيد على أن وضعية اللاجئين الصحراويين ذات خلفية سياسية قبل شيء، ناجمة عن انتهاك صارخ للقانون الدولي عامة، ولمقتضيات القانون التأسيسي للاتحاد الإفريقي ومبادئه وقراراته، وخاصة احترام الحدود الموروثة غداة الاستقلال.
ومن هذا المنطلق، فإن نزاع الصحراء الغربية ينبغي أن يجد حله العاجل، ليس فقط من أجل وضع حد لمعاناة اللاجئين الصحراويين، ولكن من أجل إنهاء آخر مظاهر الاستعمار من القارة الإفريقية.
وعلى هذا الأساس، جدد الطرف الصحراوي إرادته الصادقة لدعم الجهود الأممية والإفريقية، والدخول في مفاوضات مباشرة وبدون شروط مسبقة بين البلدين الجارين العضوين في الاتحاد الإفريقي، الجمهورية الصحراوية والمملكة المغربية، لإنهاء النزاع القائم بينهما. وفي هذا السياق، تتوقع الجمهورية الصحراوية من الالية الافريقية الخاصة بالصحراء الغربية، التي شكلها الاتحاد، المساهمة الفاعلة في التوصل إلى الحل العادل والدائم، في انسجام مع دور ومسؤولية المنظمة القارية تجاه هذا النزاع الإفريقي.
090/201، واص.