الجزائر، 15 ديسمبر 2022 (واص) -دعت شخصيات تاريخية ،دبلوماسيون ،برلمانيون ،أستاذة جامعيون وإعلاميون جزائريون وقوفهم إلى جانب كفاح الشعب الصحراوي ،مؤكدين أن القضية الصحراوية هي مسألة تصفية استعمار يجب الإسراع في حلها على أساس تمكين الشعب الصحراوي من حقوقه الثابتة في الحرية والاستقلال ، تماشيا وروح قرار الأمم المتحدة 15/14 .
جاء ذلك خلال منتدى يومية الحوار الجزائرية الذي نظمته اليوم الأربعاء بالتعاون مع جمعية مشعل الشهيد بمناسبة الذكرى 62 الاعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة للائحة 15/14 ديسمبر1960.
وفي تدخل له في هذا المنتدى قال الوزير السابق الدكتور محي الدين عميمور في عرض تاريخي لتطورات القضية الصحراوية منذ السبعينات والأطماع التوسعية المغربية في الصحراء الغربية ، مشيرا إلى ان قرار محكمة العدل الدولية كان واضحا أمام العالم ، من خلال تأكيده انه لا توجد سيادة للمغرب على الصحراء الغربية ، معتبرا ما يسمى بالمسيرة الخضراء المطالبة بالصحراء الغربية بالمهزلة التاريخية ، وان هذه المسيرة لم تقطع كيلومترا واحدا داخل الصحراء الغربية، مذكرا بعدم شرعية اتفاقية التقسيم الثلاثية بين اسبانيا والمغرب والنظام الداداهي .
من جانبه أوضح السفير الجزائري السابق نور الدين جودي، أن منظمة الوحدة الأفريقية كانت قد احتضنت القضية الصحراوية منذ الوهلة الأولى، باعتباره قضية تصفية استعمار، مشيرا إلى القمم والقرارات الأفريقية، التي صدرت في هذا الشأن، والتي تدعو إلى تنظيم استفتاء يسمح للشعب الصحراوي بالتعبير الحر والنزيه عن إرادته في تقرير المصير، مذكرا بان المغرب على لسان ملكه الحسن الثاني قد اعترف ووافق على تنظيم الاستفتاء، لكن نظام المخزن خالف الوعد وتنكر لالتزاماته.
ولازال -يضيف السفير -يقف نظام المخزن حجرة عثر أمام تطبيق قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، من خلال عرقلته للمفاوضات بين الطرفين جبهة البوليساريو والمملكة المغربية، ويدفع بالمنطقة إلى المزيد من التوتر وعدم الأمن والاستقرار.
أما الأستاذ القانوني بوجمعة صويلح ، قدم قراءة قانونية للقرار الاممي 15/14 المتعلق بمنح البلدان والشعوب استقلالها ، معتبرا هذا القرار بالتاريخي ، باعتباره يحمي الشعوب المستعمرة وحقوقه المسلوبة من طرف الاستعمار ،مبرزا بان هذا القرار ينطبق على الشعب الصحراوي وكل الشعوب المستعمرة ، وذكر الأستاذ الجامعي في هذا المقام بالاستعمار الفرنسي للجزائر وجرائمه البشعة ومحاولاته الرامية إلى مواصلة استعماره واحتلاله للجزائر ، وهي نفس محاولات المغرب اليوم ، يقول بوجعة صويلح و سياسته المنتهجة في الصحراء الغربية ،وحلفائه للقفز وتجاوز القانون والشرعية الدولية لإطالة عمر النزاع ، وأضاف الأستاذ الجامعي أن للشعب الصحراوي كامل الحق والشرعية في مواصلة كفاحه لانتزاع حقوقه الثابتة في تقرير المصير ،الذي تضمنه له كل المواثيق الدولية بدء من القرار15/14 إلى كل اللوائح والقرارات المتعاقبة و المطالبة بتمكين الشعب الصحراوي من حقه .
السفير بالجزائر عبد القادر الطالب عمر بعد ان ثمن الدور الذي تقوم به جمعية مشعل الشهيد ويومية الحوار وكل وسائل الإعلام الجزائرية اعتبر السفير الصحراوي أن الشعب الصحراوي يستمد الدروس من الثورة الجزائرية التي أكدت أن ميزان القوى لم يكن دائما بين الشعوب المكافحة والقوى المستعمرة متساو ، فقوة وإرادة الشعوب وصبرها وتضحياتها تتجاوز إمكانيات الاستعمار وغطرسته.
واوضح السفير ان هذا الحضور المتميز والنوعي ساهم في إثراء النقاش وتسليط الضوء على مختلف جوانب القضية السياسي منها والتاريخ والقانوني ، مؤكدا في هذا السياق على إرادة الشعب الصحراوي في مواصلة الكفاح حتى انتزاع النصر وان المغرب قد فشلت مختلف مناوراته الرامية إلى التأثير على قرارات الشرعية الدولية لحق الشعب الصحراوي ، مبرزا ان نظام المخزن له أهداف توسعية معروفة ، وهو أداة كذلك لأداء مهام استعمارية في المنطقة اصبحت مكشوفة أمام الملاء من خلال الاستقواء بالأجنبي وتشجيعه على سياساته الاستعمارية التي لها انعكاساتها الكبيرة والمتعددة في منطقتنا ، وقد حان الوقت يبرز السفير للتصدي لهذه المؤامرات الخطيرة التي تهدد امن واستقرار المنطقة برمتها.
وأشار السفير إلى أن المؤتمر القادم لجبهة البوليساريو هو محطة هامة ستساهم في تعزيز الكفاح الوطني في تحقيق أهداف الشعب الصحراوي المنشودة في الحرية والاستقلال.
بدوره أوضح الوزير السابق عبد الرحمان بالعياط أن استقلال الشعب الصحراوي هو مسألة وقت وسينتصر مهما كانت المناورات ومماطلات المجتمع الدولي، مؤكدا ان الشعب الصحراوي اثبت بصموده وصبره في الميدان التي تجاوزت كل التوقعات أرادته في انتزاع الاستقلال، وان تاريخ الشعوب المكافحة يؤكد لنا هذه التوقعات. (واص)
090/105