مدريد (إسبانيا) ، 9 أبريل 2022 (SPS)- بعد مصادقة مجلس النواب الإسباني مؤخرا على المبادرة السياسية الهامة المتعلقة برفض المنعرج الخطير الذي إختاره رئيس الحكومة المركزية بيذرو سانتشيث بتأييد ما يسمّى مبادرة الحكم الذاتي المغربية، أوضح الممثل بإسبانيا الأخ عبد الله العرابي " أن مجهود وسخاء مختلف القوى السياسية الإسبانية الممثّلة بالبرلمان الوطني من أجل التوصّل الى إتفاق بشأن النزاع بالصحراء الغربية، جاء لتوجيه ضربة قاسية للمنعرج الذي إختاره رئيس الحكومة حيال مسار تصفية الإستعمار من جهة، والدعوة الصريحة للعودة الى الإجماع الذي طبع السياسة الخارجية الإسبانية على الدوام طوال 46 سنة الماضية".
وبهذا تبدي جبهة البوليساريو كامل إرتياحها بعد التصديق على تلك المبادرة السياسية من قبل مجلس النواب الإسباني، التي لاقت فقط معارضة نواب الحزب الإشتراكي العمالي الإسباني، وهي التي تطلب العودة الى إطار الأمم المتحدة، مشيرة بجزء منها الى" أن جناحا من الحكومة المركزية عمد تغيير موقفه بشكل أحاديّ بخصوص نزاع الصحراء الغربية، معاكسا قرارات الأمم المتحدة والقانون الدولي نفسه".
وبالمصادقة على المبادرة المذكورة، يتعرّى موقف الحكومة علنيّا بشهادة العديد من المحلّلين، الّذين يرون أنه في اليوم الذي سافر بيذرو الى الرباط، يصادق جهازه التشريعي على نصّ يتعارض مع السياسة التي ينهجها. والى جانب هذا، فإن موقف مجلس النواب تمّ تفسيره على أنه يرمز الى عدم قدرة رئيس الحكومة وهو يخضع لإملاءات نظام الإحتلال المغربي.
وتستغلّ جبهة البوليساريو هذه السانحة لتذكّر بأن" الحلّ الواقعي والعادل والدائم يكمن في إختيار الشعب الصحراوي بشكل حرّ وشفاف من خلال تنظيم إستفتاء في إطار الأمم المتحدة، وطبقا لميثاق الأمم المتحدة.
هذا هو السبيل الوحيد والمقبول للتوصل الى حلّ يقبله الطرفان المتنازعان، جبهة البوليساريو والمملكة المغربية، وإستكمال مسار تصفية الإستعمار بالصحراء الغربية ، التي تبقى إسبانيا بشأنها القوة الإدارية.
وأبرز الممثل بإسبانيا وقد تابع سير المناقشات من على منصّة المدعوّين، أن العلاقات بين إسبانيا والمغرب لا يمكنها أن تتّخذ الصحراء الغربية عملة للتّداول، مذكّرا حكومة إسبانيا بأن ليس بإمكان أيّ قرار أن يشوّش على إرادة الشعب الصحراوي من أجل نيل إستقلاله.
وتنبّه مجموعة الأحزاب السياسية التي قدّمت المبادرة المذكورة الى" أن السبيل السياسي لحل النزاع بالصحراء الغربية بين المتنازعين يرتكز على مختلف قرارات الأمم المتحدة ، الداعيّة الى حلّ متفاوض عليه يقبله الطرفان بإشراف بعثة المنورسو، وهو الذي يحوز اليوم على موافقة المنظمات الدولية والأوروبية، وغالبيّة الأحزاب بالبرلمان الوطني".
090/304