Skip to main content

إستمرار مسار التسوية في الصحراء الغربية بصيغته الحالية يُفقد شعبنا ثقته في الأمم المتحدة وخطتها للسلام.(ممثل الجبهة لدى الأمم المتحدة) 

Submitted on

نيويورك، 08 أبريل 2020 (واص) - أكد عضو الأمانة الوطنية للجبهة، الممثل الدائم لدى الأمم المتحدة، الدكتور سيدي محمد عمار، أن إستمرار عملية التسوية التي تشرف عليها الأمم المتحدة بصيغتها الحالية وغياب إرادة حقيقة من مجلس الأمن لإنهاء النزاع، يفقد شعبنا الثقة العملية السياسية، مضيفا أن من بين الأسباب التي من شأنها أن تزيد من تفاقم الوضع هو غياب مبادرات من الجهات المعنية لدفع العملية إلى الأمام وهو ما يخدم للأسف خيار المغرب المفضل أي اللعب على الوقت وإطالة أمد النزاع ومعاناة الشعب الصحراوي، على أمل أن يقبل المجتمع الدولي ويعترف بالاحتلال غير المشروع وضم أجزاء من الصحراء الغربية.
وقال الدبلوماسي الصحراوي وفق ما نقلته يومية "يونچ ڤِيلت" الألمانية، إن تتبع مسار عملية السلام التابعة للأمم المتحدة منذ عام 1991، يظهر أنها تعرضت لإنزلاقات وتحولات جذرية أثناء تطبيقها، وهو ما أدى إلى الطريق المسدود الذي يواجه العملية اليوم. وبعبارة أخرى، يضيف المتحدث فمن دعم مجلس الأمن الواضح لحل قائم على إستفتاء تقرير المصير، الذي إتفق عليه الطرفان في عام 1988 ووافق عليه مجلس الأمن نفسه، إنتقل المجلس إلى الدعوة إلى "حل سياسي مقبول من الطرفين من شأنه أن يكفل لشعب الصحراء الغربية تقرير مصيره"، و منذ أبريل 2018، إلى التشديد على "حل سياسي واقعي وعملي ودائم يقوم على التوافق."
كما أضاف ،في ذات السياق، أن المفاوضات المباشرة بين الطرفين ضرورية لحل النزاع. ومع ذلك، فإن مطالبة المجلس الطرفين، من وجهة نظر "واقعية"، بالعمل نحو تحقيق حل سياسي متفق عليه يتعارض مع حق تقرير المصير نفسه الذي يجب أن يمارسه الشعب المعني بتصفية الاستعمار. وفي هذه الحالة، فإن المالك الحصري للحق في تقرير المصير هو الشعب الصحراوي الذي ينبغي أن يمارس حقه بطريقة حرة ومباشرة وديمقراطية وفقاً للمعايير والممارسات الدولية. بدلا من هذه المقاربة التناقضية لتقرير المصير التي تسفر إلى حد كبير المأزق الذي يواجه حالياً عملية السلام التابعة للأمم المتحدة. يضيف الدكتور سيدي عمار.
وفي ظل الجمود ومحاولات فرض الأمر الواقع، وقبول بعض الأطراف بالوضع الراهن كذريعة لعدم القيام بأي شيء أو إتخاذ موقف في هذا الإتجاه، شدد المتحدث على أن الشعب الصحراوي لن يقبل أبداً بهذا الوضع المرفوض تحت أي مبرر كان، كما عبر عن ذلك في العديد من الأحداث والمناسبات، ولا جبهة البوليساريو التي أكدت ذلك عشية مصادقة مجلس الأمن على قراراه (2494) في 30 أكتوبر 2019 وفي رسالة الرئيس إبراهيم غالي إلى الأمين العام الأمم المتحدة.
هذا ومن جهة أخرى، أوضح الدكتور سيدي محمد عمار، أن إستمرار قضية الصحراء الغربية دون حل، يعود إلى نظرة الاطراف المتورطة وذات المصالح في إستمراره، التي تصور النزاع على أنه منخفض الحدة ولا يمس مصالح أي دولة قوية، مضيفاً في ذات السياق أن عليهم أن يأخذوا بجدية تحذيرنا لهم من أن الوضع الراهن خطير وغير مستدام وأن لا يستمروا في إختبار صبر الصحراويين أو إعتباره أمراً مفروغاً منه. الصحراويين أو إعتباره أمرًا مفروغا منه.
ويذكر أن جبهة البوليساريو وعلى لسان ممثلها الدائم لدى الأمم المتحدة، قد أكدت أيام قبل عقد مجلس الأمن لجلسته الخاصة بالقضية الصحراوية في 9 أبريل الماضي، أنها ستبقى ملتزمة بالحل السلمي للنزاع في الصحراء الغربية، إلا أنها لن تكون أبدًا شريكاً في أية عملية لا تحترم وتضمن بشكل كامل ممارسة شعب الصحراء الغربية لحقه غير القابل للتصرف في تقرير المصير والاستقلال وفقاً لقرارات الجمعية العامة ومجلس الأمن ذات الصلة.  (واص)
090/110