الجزائر 03 فبراير 2023 (واص) - نشر موقع " الشبكة الجزائرية للأخبار" مقالا تحليليا حول التغلغل الإسرائيلي في المناطق المحتلة من الصحراء الغربية، اتصل خلاله بنشطاء حقوقيين صحراويين أطلعوه على خطورة توريط المغرب للكيان في مغامرة المخزن الاستعماري بالصحراء الغربية.
امتيازات خيالية، إعفاءات ضريبية وتمويل مغربي للمشاريع لجلب المستوطنين
تشهد مؤخرا، بعض مدن الصحراء الغربية المحتلة، غزوا خطيرا من قبل جحافل الصهاينة، تحت إشراف الخارجية المغربية وأجهزتها الاستخباراتية، عبر بوابتي السياحة والاستثمار، لكن الحقيقة التي يؤكدها جميع من تحدثت إليهم “الشبكة الجزائرية للأخبار” أنها محاولة من المغرب لـ”شرعنة ” احتلاله للصحراء الغربية، وخطة خبيثة من الموساد للتجسس على دول الجوار.
وأكّد عضو الهيئة الصحراوية لمناهضة الاحتلال المغربي حسنة أدويهي، في تصريح لـ"الشبكة الجزائرية للأخبار" أن "المناطق المحتلة من الصحراء الغربية عرفت مؤخرا زيارات منتظمة ومنظمة لوفود صهيونية، تشرف عليها الأجهزة المخابراتية لدولة الاحتلال المغربي، وتتكون من تقنيين وعسكريين ورجال دين متشددين وعنصريين من الكيان الصهيوني".
مستوطنون صهاينة بمطار الداخلة في الصحراء الغربية المحتلة
وأوضح الحقوقي الصحراوي، أن دولة الاحتلال المغربي عمدت إلى هذا الأسلوب، بعد فشلها الذريع في فرض سيادتها المزعومة على الصحراء الغربية، وبعدما تكبدت الخسائر المتتالية على الصعيدين العسكري والدبلوماسي، وفشلت كل محاولاتها في جلب اعترافات من الدول الصديقة والحليفة، كفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية بعد أن أصبحت تغريدة ترامب مجرد سراب.
ويرى المتحدث أن “المخزن يلعب آخر أوراقه بجلب الكيان الصهيوني، من أجل: أولا تعزيز واستمرار احتلاله للصحراء الغربية، واستنساخ سياسة الاحتلال الصهيوني في قمع الشعب الفلسطيني وسلب أرضه، وثانيا من أجل ضرب الجزائر جبهة الممناعة ضد الكيان الصهيوني، وقلعة الأحرار التي تناضل من أجل نصرة الشعوب المضطهدة”.
وأضاف أن “الجزائر أصبحت بالنسبة للكيان المحتل كابوسا، بعد أن أثبتت أنها بلد المبادئ الذي لن يهنأ له بال، حتى تنال فلسطين كامل حريتها وحتى يمارس الشعب الصحراوي حقه في تقرير المصير من أجل الحصول على الحرية والاستقلال، ولعل ما يزيد من رعب الصهاينة أن الجزائر أصبحت قوة إقليمية وفاعلا أساسيا في السياسة الدولية.
وحذّر حسنة أدويهي من مخاطر وجود الكيان الصهيوني وسياسته التوسعية، التي تستهدف دول الجوار عبر مسميات ناعمة، الهدف منها ضرب استقرار المنطقة وزرع الفوضى، من أجل الهيمنة على مقدرات القارة الإفريقية.
استثمارت أجنبية تحت حماية المخابرات العسكرية المغربية
من جهته، حذر ناشط في مجال حقوق الإنسان والثروات الطبيعية وحماية البيئة من مدينة الداخلة المحتلة -طلب عدم ذكر اسمه لدواعٍ أمنية- من الخطر الحقيقي لهذا الغزو الذي يزيد يوما بعد يوم، جراء التسهيلات المغرية التي تقدمها حكومة المخزن إلى الصهاينة لتشجيعهم على الاستيطان في المنطقة.
وأوضح في السياق، أن المغرب من خلال وزارة الخارجية والمخابرات العسكرية، يسابق الزمن للفترة الأخيرة من أجل استقطاب المستثمرين الأجانب، خاصة من أوروبا وأمريكا، لكن في الحقيقة لم يحقق المراد، بسبب رفض هذه الشركات، المغامرة والاستثمار في الصحراء الغربية، لوجود الكثير من الإشكاليات القانونية والسياسية للجمهورية الصحراوية، فتوجهوا لدول لا تهتم كثيرا بالقانون وحقوق الإنسان، ليجدوا في الكيان الصهيوني ضالتهم.
تسهيلات وامتيازات خيالية للصهاينة للاستثمار في الصحراء الغربية
وأبرز المتحدّث أن المخزن ومن أجل نجاح خطته الخبيثة، قدم تسهيلات كبيرة جدا وامتيازات خيالية لجلب الصهاينة لغزو الصحراء الغربية، خاصة في مجال الفلاحة والمعادن والطاقة الريحية والفلاحة والصيد البحري، منها الإعفاء من دفع الضرائب لمدة 10سنوات، ومساهمة الدولة المغربية بنسبة معينة في تمويل المشروع، مشيرا إلى أن الأمر وصل حد أن وزارة الخارجية المغربية هي من تدفع ثمن رحلات الصهاينة إلى المدن المحتلة، وتوفير السكن لمدة ثلاثة أيام لزيارة المناطق وكذا تقديم كل المعلومات من خرائط وغيرها.
وتابع يقول “يريدون توريط المستثمرين الصهاينة في المنطقة بتقديم إغراءات كبيرة، منها فضاءات للسياحة بأثمان رمزية، خاصة وأن الداخلة المحتلة تتمتع بجمال خلاب، ناهيك عن إمكانياتها الاقتصادية الباهرة” مضيفا أنه “تم خلال الأيام الأخيرة ترتيب سبع (7) زيارات لوفود صهيونية إلى المنطقة، بين السياحة وتشجيع الاستثمار، فضلا عن محاولة جلب عائلات يهودية للاستثمار في الأراضي الصحراوية المحتلة، وإقامة معبد ديني هناك“.
المغرب يضع “الداخلة” المحتلّة بين أيدي الكيان الإسرائيلي
معطيات أكدها إعلامي صحراوي من مدينة العيون المحتلة، طلب هو الآخر عدم ذكر اسمه، خوفا من بطش المخزن، حيث أفاد بأنه تم مؤخرا إبرام عدة اتفاقيات في مدينة الداخلة المحتلة، بدأت بالتوقيع على اتفاقية توأمة مع بلدية أمريكية “Muncipality of Great neck in New York”، في 14 سبتمبر 2022. موضحا أن رئيس البلدية صهيوني معروف بكرهه الشديد للعرب والمسلمين، كما أنه مناهض لحركة مقاطعة الكيان الصهيوني” BDS”.
المغرب يضمن التغلغل الإسرائيلي في إفريقيا
وأضاف أن “دولة الاحتلال المغربي تعمدت قبل نحو أربعة أشهر عدم الخروج للعلن بتطبيع مباشر، وبوجود صهيوني في الواجهة، بل تحت غطاء أمريكي تمهيدا لدخول الصهاينة بشكل علني، وذلك لأسباب أمنية وإستراتيجية، منبها إلى أن اختيار المخزن لمدينة الداخلة المحتلة، تحكمه اعتبارات استراتيجية، لأنه يراها بمثابة بديل عن معبر الكركرات وبالتالي الممر الآمن نحو إفريقيا”.
وذكر بأن تجدد الحرب مع جبهة البوليساريو دفع المغرب إلى بناء ميناء أطلسي لتعزيز الاستثمار، من خلال الوجود الصهيوني والأمريكي على حد سواء، عبر مشروع الطاقة الريحية الذي سيبنى على مساحة 10 آلاف هكتار، حوالي 40 كلم من مدينة الداخلة المحتلة. بالإضافة إلى الميناء الذي من المرتقب تشييده في المدينة ذاتها، أهداف تجارية وصناعية وللصيد البحري، مؤكدا أن الاحتلال يرى في مدينة الداخلة كقطب اقتصادي مدخلا للقارة الإفريقية وأيضا حتى تكون له حدود إفريقية.
إسرائيلي يرتدي اللباس الخاص بشعب الصحراء الغربية المحتلة
ووصل الأمر حسب ذات المصدر إلى تقديم صهاينة بزي صحراوي، وكأنهم من المنطقة، في محاولة لتشجيع الصهاينة على التواجد في الصحراء الغربية، وفي محاولة للتمويه.
لكنه لفت إلى أن تيارا من الصهاينة يرفض تواجد البعض منهم في المغرب أو الصحراء الغربية، على أساس أنهم جزء من الحضارة الغربية، وأن هذا النوع من الاستيطان سيعود بالسلب على الكيان الصهيوني.
وقدم محدثنا صورة لبعض الصهاينة الذين وصلوا مدينة الداخلة المحتلة، على أساس أنها زيارة للسياحة، لكن في الحقيقة هناك عمل استخباراتي أكثر منه سياحي أو اقتصادي للاستثمار.
ومنذ ترسيم المخزن علاقاته مع الكيان الصهيوني شهر ديسمبر 2020، حذر العديد من الحقوقيين المغاربة من مخاطر التطبيع السياحي، الذي بدأ من كبرى مدن المغرب، بتشريع الأبواب لجحافل المستوطنين، عبر فتح خطوط جوية مباشرة بين المغرب والكيان المحتل، ليتضاعف أعداد الصهاينة أربع مرات عما كان عليه قبل الاتفاق الثلاثي بين المغرب وأمريكا ودولة الاحتلال، معتبرين ما يحدث غزوا للمغرب من بوابة السياحة.
التطبيع السياحي.. بوابة نحو الغزو الفكري والسياحة الجنسية
وحسب رئيس الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة عبد الصمد فتحي، في مقال مطول له تحت عنوان “تسونامي التطبيع”، يكمن خطر التطبيع السياحي في “إضعاف مناعة الشعب من فيروس الصهيونية، مما يمهد للاختراق الفكري والوجداني للرواية والمشروع الصهيوني” كما أنه “يسهل عملية التجسس والتجنيد لصالح الكيان الصهيوني ضد مصلحة الوطن والأمة، وفي قلبها القضية الفلسطينية”، وكذلك “نشر الفساد بتشجيع السياحة الجنسية التي هم أساتذتها، ناهيك عن دعم وتقوية لوبيات التطبيع بالمغرب وجعلها أدوات تنفيذ لمشارعها التخريبية”.
كما أنه -يضيف- “يسهل عملية تنزيل المخططات الصهيونية، لأنه عدو وصاحب مشروع توسعي عنصري”، مؤكدا أنه من الوهم الاعتقاد أن وجوده سينحصر في الاستجمام، بل هو تهديد حقيقي لاستقرار ووحدة المغرب بدعم العنف وإثارة النعرات العرقية.
وأكد الحقوقي المغربي، أن “الذين يراهنون على العائدات الاقتصادية من السياحة الإسرائيلية يراهنون على الوهم“ قائلا “الذين يطمعون في ممتلكات الفنادق من سكاكين وشوكات للأكل ومناديل، كما حدث في دبي حيث سرقوها، كيف سيساهمون في الاقتصاد؟ وحتى إذا ساهموا فالمغرب سينفق أضعافه لتغطية مخلفاته وآثاره السلبية، وفي التجربة المصرية والأردنية جواب لمن يتمسكون بالسراب”.
واستنكر في سياق متصل، توقيع شركة “ريشيو بتروليوم” Ratio Petroleum الصهيونية المتخصصة في مجال التنقيب عن الغاز والنفط، اتفاقية مع “المكتب المغربي للهيدروكربورات والمعادن”، تخول لها حصريا دراسة واستكشاف ما تختزنه كتلة “أتلانتيك الداخلة” بالجزء المحتل من الصحراء الغربية، والاستفادة من الثروات الطبيعية في المنطقة.
( واص ) 090/105