بروكسل (بلجيكا) 3 يونيو 2021 (واص) - أكد السيد أبي بشراي البشير، عضو الأمانة الوطنية للجبهة، المكلف بأوروبا والإتحاد الأوروبي، أن الأزمة الحالية للمغرب مع إسبانيا وأوروبا بشكل عام، تعكس حجم الفشل وخيبة أمل كبيرة للحكومة المغربية التي كانت تُمني النفس بإتباع الأوروبيين لإعلان ترامب المتعلق بالإعتراف بالسيادة المزعومة على الصحراء الغربية المحتلة.
وكشف أبي بشراي، في مقابلة مع يومية الكونفيدينثيال الإسبانية الإلكترونية، أن النظام المغربي حاول إستغلال تواجد الرئيس إبراهيم غالي كـ"ذريعة" لـ "تصفية الحسابات" ليس فقط مع إسبانيا ولكن أيضًا مع حكومة ألمانيا وجميع الدول الأوروبية، كردة فعل على الإحباط من عدم سير أي طرف في المجتمع الدولي على خطى ترامب، وهو ما أصبح أكثر وضوحًا عقب بيان وزارة الخارجية المغربية الأخير.
وفي رده على مسألة تصريح الرئيس غالي للمحكمة الإسبانية، أكد الدبلوماسي الصحراوي أن القرار الذي إتخذه الرئيس كان شجاعًا ليس من أجله وإنما من أجل الشعب الصحراوي الذي يجب أن يعكس صورة على مدى إحترام العدالة رغم أن كل الشكاوى بُنيت على أكاذيب، مشيرا أيضا إلى أن الرئيس أظهر تعاونه مع نظام العدالة وبأن ليس لديه ما يخيفه ولا علاقة له إطلاقًا بالإتهامات التي إنكشفت الدوافع الحقيقة من وراءها.
وإلى ذلك يضيف الدبلوماسي الصحراوي، قائلا حول ضجة الرباط "إن الحالة النفسية العصبية للنظام المغربي بدأت منذ فشل كل مساعيه وجهوده في كسب ولو دعم واحد لإعلان ترامب، وهو ما جعله يلجأ إلى سياسة تصفية الحسابات مع الدول التي وقفت في وجه هذا الرهان الخاطئ، مضيفاً في السياق ذاته، أن الدرس المستفاد من هذه الأزمة برمتها هو أن الإستسلام لإبتزاز المغرب لم يعد خيارًا قابلاً للتطبيق بالنسبة لإسبانيا ولا الإتحاد الأوروبي، مثل ما نبهنا في عدة مناسبات من أن ذلك سيؤدي بالمغرب إلى تجاوز الخطوط الحمراء كما هو الحال اليوم.
ورجح المتحدث أن تكون الخلفية الأخرى من وراء عملية الإبتزاز المغربية، تعود للقرار المنتظر من محكمة العدل التابعة للاتحاد الأوروبي، حيث أن كل المؤشرات تشير إلى أنه سيكون لصالح الشعب الصحراوي، مما سيؤثر على الأطماع التوسعية للمغرب الذي إستغل إستقبال الرئيس الصحراوي لأسباب إنسانية، لنقل تخوفه إلى الإتحاد الأوروبي من قرار المحكمة في حال تعارضه مع مصالحه.
من جانب آخر، قال السفير الصحراوي أن موقف الإتحاد الأوروبي كان منذ اليوم الأول فيما يتعلق ببيان ترامب صحيحًا ولم يسلك نفس المسار الأحادي الجانب، إلا أن الجزء المتبقي من دوره هو إظهار إرادة حقيقية لقيادة الطرفين إلى تنفيذ ما تم الإتفاق عليه فيما يخص إجراء إستفتاء تقرير المصير في الصحراء الغربية، مشيرا إلى إن الطرف الصحراوي يجد صعوبة في فهم الأسباب وراء عدم تشجيع الإتحاد الأوروبي لذلك وغياب أي نشاط سياسي من جانبه للدفع نحو تنظيم الإستفتاء على تقرير المصير، بإعتباره حل ديمقراطي ويحترم الشرعية الدولية.
وفي رد على مدى صحة إدعاءات الرباط حول إجراء المناورات العسكرية المشتركة بين الولايات المتحدة الأمريكية والمغرب في الصحراء الغربية، يقول أبي بشراي البشير، "لا نستغرب أن يلجأ المغرب في ظل التوتر الحالي والأزمة المفتوحة مع نصف العالم، إلى هذا النوع من الإختراعات، في الوقت الذي أكدت فيه واشنطن أن المناورات العسكرية "الأسد الإفريقي 21" ستجرى في المناطق الجنوبية من الأراضي المغربية، خارج الحدود الجغرافية للصحراء الغربية.
أمام فيما يخص التطورات الميدانية والوضع الجديد على الأرض منذ الـ13 نوفمبر، أكد رئيس البعثة الصحراوية بأوروبا، أنه وبعد خرق المغرب لوقف إطلاق النار، لم يكن أمامنا خيار آخر سوى اللجوء إلى الكفاح المسلح، على الرغم من أنه ليس سهلا على الإطلاق، مضيفًا في هذا الصدد أنه وبعد ثلاثين عاما من وقف إطلاق النار، جاء الدور لإعادة تفعيل الآلة العسكرية تدريجيًا على الرغم من محاولات المغرب المتواصلة لإخفاء حقيقة خرق وقف إطلاق النار والتسبب في إندلاع الحرب.
هذا وخلص عضو الأمانة الوطنية للجبهة، المكلف بأوروبا والإتحاد الأوروبي، إلى أن الشعب الصحراوي لم ولن يتنازل عن الإستقلال وبسط سيادة دولته الجمهورية الصحراوية إلى كامل أراضيها، وما ندعو إليه بخصوص إحترام القانون الدولي هو خيار وسط ودعم منا لمسار ديمقراطي يرضي المجتمع الدولي من جهة ويضمن من جهة أخرى حق الصحراويين في تقرير المصير، الذي سيظل يمثل تحديًا أمام المجتمع الدولي والسياسيين والدبلوماسيين والأجيال القادمة.
واص 406/500/120/090