Skip to main content

مرور سنة على الهجوم على مخيم كديم ايزيك: دروس وعبر

Submitted on

 الشهيد الحافظ 5 نوفمبر 2011 (واص)-لعل اهم درس  لقنه الصحراويون لنظام الاحتلال المغربي بعد شهر من الاعتصام في مخيم اكديم، نوفمبر الماضي  ان الجماهير قادرة  على "الفعل والابداع"  في اساليب الانتفاضة     

 

لقد اظهر الهجوم على مخيم اكديم ايزيك من قبل قوات الاحتلال المغربي بالصحراء الغربية عن "قمة البشاعة" الاستعمارية في كامل صورها، يوم 8 نوفمبرسنة 2010، في مواجهة انتفاضة سلمية ذات مطالب اجتماعية وسياسية وباساليب حضارية جديدة ومبتكرة

كما بين في  ذات الوقت " وهن" النظام في المغرب امام ارادة  الجماهير المتمسكة بمطالبها المشروعة مما اطر لمد ثورة عارمة ليس في الصحراء الغربية بل وايضا  في كل منطقة المغرب العربي والعالم العربي في مواجهة  انظمة الاستبداد والفساد  براي  اكثر من محلل وخبير على ضوء التطورات المتلاحقة في كل من تونس ومصر وغيرهما ، بحسب الملاحظين   

 " ان ما وقع في اكديم ايزيك ستظل صوره  عالقة في وجدان الضمير العالمي باعتبارها اثار لجريمة غير قابلة للنسيان او المحي من ذاكرة ووجدان الضمير الصحراوي مثل قنبلة النابالم والفوسفور من قبل التي طالت الاف الصحراويين في ام ادريكة وامكالا والتفاريتي نهاية 1975 وبداية 1976 الفارين بجلودهم من الغزو والاجتياح العسكري، كونها جريمة ارتكبها ذات النظام في حق الشعب الصحراوي الاعزل" كما قال الرئيس  محمد عبد العزيز في رسالته لرؤساء وملوك العام.

 

 اللافت  للانتباه  ان  ذات الشعارات والمطالب التي يرفعها اليوم في عواصم العالم العربي  الملايين  في مواجهة انظمة القمع او التضامن مع  اخوانهم  في فلسطين والعراق، رفعها الصحراويون  منذ سنوات طويلة في مواجهة الة القمع والترهيب المغربية العمياء  في الصحراء الغربية  ولكن التعتيم واللامبالاة ظلت تحجب صوتهم  عن الراي العام في ظل غلبة المصالح على المبادئ في العلاقات الدولية، وهي ذات الهبة  التي  انخرط فيها كل الشعب الصحراوي منذ وقف اطلاق النار  وكانت سلاحا فعالا في مواجهة الاستعمار الاسباني من قبل  منذ سنة 1970 ثم سنوات 1972و 1971 و 1975

 وكان اعتصام مخيم  اكديم ايزك الذي اراد من خلاله الصحراويون  البرهنة للعالم  على انهم  لايريدون  العيش  تحت رحمة نظام المغرب الذي خبروه  ازيد من ثلاثين سنة  فحزموا حقائبهم  ونصبوا خيمهم  خارج المدينة  وقالوا نريد ان تنفس الصعداء بعيدا عن  الادارة المغربية واجهزتها وانتظموا في لجان  على شاكله ما  قام به المنتفضون العرب في مصر وتونس ، فاقام النظام المغربي الدنيا  ولم يقعدها حتى  قام بفعله "الشنيع"  عبر الهجوم على  المعتصمين فجرا  وحرق الخيام على رؤوس ساكنها  في  وقت كانت تنظم  جولة  من المفاوضات بين وفد عن جبهة البوليساريو والمغرب تحت اشراف الامم المتحدة 

و يرى المحللون أن دافع  تلك الانتفاضة  هو شعور المواطن بالمهانة والظلم  فالمواطن الصحراوي على سبيل المثال يجد نفسه تنتهك حقوقه السياسية و الانسانية ويحرم  من حق تقرير المصير، بل  انه  يعيش  مكرها بين مطرقة  قمع  الاحتلال والتهميش في وطنه و نهب ثرواته من جهة  وسندان اللجوء والنفي والسجون في الجهة الاخرى ، حيث يجد نفسه محبرا  على ابتكار اساليب جديدة  من المقاومة هنا  والممانعة هناك ، خاصة  امام تهاون  الامم المتحدة  والمنتظم الدولي في تحقيق مطلبه في تقرير المصير مع توفير الافلات من العقاب بالنسبة للنظام في المغرب الذي يتمتع بالحصانة ويجد  من يدافع  عن اطروحته  على مستوى مجلس الامن  حيث  ان  المصالح الاقتصادية والسياسية تميل الكفة  على حساب المبادئ في  محافل مجلس الامن وفي المعاملات الدولية

 

في نهاية سبتمبر وبدابة كتوبر 2010 قرر حوالي 30000 صحراوي نصب "مخيم الحرية"  يضم ازيد من 800 خيمة  باكديم ايزيك على بعد 12 كيلومترات  الى الشرق من مدينة العيون المحتلة ك"شكل من اشكال النضال السلمي الذي  انتهجه الشعب الصحراوي  منذ وقف  اطلاق النار  وبلغ  اوجه  ماي  2005، وكتعبير عن ارادته التواقة  في التمسك بحق في تقرير المصير عبر استفتاء حر وديمقراطي وبخيارت متعددة  وتحت اشراف دولي، في مواجهة التهميش  والاقصاء ونهب الثروات الطبيعية  الصحراوية" بحسب المنظمين 

 

 بعد زهاء  شهر من الاعتصام  في ظل التعتيم  ومنع  الصحافة والمراقبين بما فيهم اعضاء بعثة الامم المتحدة  للاستفتاء في الصحراء الغربية المينورسو،  قامت قوات الجيش المغربي صبيحة يوم الاثنين 8 نوفمبر بهجوم عنيف على هذا المخيم مما خلف العشرات بين قتلى و جرحى و مفقودين بحسب المصادر الصحراوية والدولية وشهادات الناجين  من تلك المذبحة

و أغلقت الرباط كل المنافذ المؤدية الى مسرح الأحداث مانعة دخول العديد من النواب الأوروبيين من بينهم الفرنسي جون بول لوكوك و الاسباني ويلي ميير و العديد من المدافعين عن حقوق الانسان بالإضافة إلى أطباء قدموا لاسعاف الضحايا والصحافة بما فيها المغربية.

 ودابت منذئذ على منع المراقبين من زيارة المنطقة ، كان اخرهم  عضو البرلمان الاوربي ويلي مير والمحامي الاسباني وقبله  الناطقة باسم  حزب اتحاد قى التقدم  الاسبانية، روسا دييث  وقبل ذلك عشرات الصحافيين والمراقبين

و قد اشارت المنظمة الحكومية "صحفيون بلا حدود" الى الضغوط التي تعرض لها الصحافيون الراغبون في التوجه الى موقع الماساة و كذا الى الدور الذي لعبته الخطوط الجوية الملكية المغربية من أجل عرقلة تحركهم.

 

و كان لهذه الأحداث صداها في جميع انحاء العالم بفضل الصور التي قام بالتقاطها هواة عن طريق الهواتف النقالة و ارسالها عبر شبكة الانترنت مما احدث ردود فعل قوية على الصعيد الدولي.

 

 لقد فتح ما حدث في اكديم ازيك  ومدينة العيون،  عيون العالم بأمريكا اللاتينية و استراليا واوربا وافريقيا ، على  جوانب ظلت مخفية  يلفها التعتيم ، خاصة  الفقر ، التهميش  والحرمان  من حق تقرير المصير  وفقدان  ابسط شروط  حرية التعبير  التي تكفلها القوانين الدولية  ويغالط النظام في المغرب الراي العام ازاء  انتهاكاتها في الصحراء الغربية.

   بل ان ذلك  الفعل" اماط  اللثام" عن  الوجه البشع  الاستعماري  والتعسف والاستبداد الذي يمارسه المغرب في منطقة  لاتزال  على ذمة تصفية الاستعمار، بحسب شهادات المنظمات الدولية

  ثم  ان الحدث ليس فقط انه  فضح المخزن وعرى زيف اكاذيبه ، بل وايضا "قزم" من ترويعه  وساهم في "كسر" شوكته.  واطر هكذا  لثورة في المغرب يقودها الآن شباب  حركة 20 فبراير مما ساهم في التخلص  من" ثقافة الخوف"،كما كان جذوة  الهمت  الشعوب العربية في النهوض ومواجهة  الانظمة المستبدة

 و اكثر  من ذلك  ان "اسلوب الخيم" في الاحتجاج السلمي شاهدناه يتكرر في مناطق من الشرق الاوسط و اوربا والولايات المتحدة على "الطريقة الصحراوية" ، كما قال المراقبون   

 لقد ذكرت احداث كديم ايزيك بأن المحاكمات التعسفية و الخروقات المتواصلة لحقوق الانسان و "جدار العار" و الاحتلال الاستيطاني كلها نابعة من نظام استعماري يقوم على الاستغلال غير الشرعي للموارد الطبيعية للصحراء الغربية

بل ان الحدث احدث " شرخا نهائي" بين الصحراويين والاحتلال المغربي، كما اوضح النشطاء الصحراويين والعتقلين في سجون الاحتلال في شهاداتهم  

 

 واخيرا فان اكديم ازيك  ليس فقط انه جدد للخيمة الصحراوية  دوراها في تجميع الصحراويين ، بل جسد  الوحدو الوطنية  الصحراوية في المقاومة  ومن اجل  اهداف ومثل  الحرية الاستقلال التي يكرسها المشروع الوطني في تنظيم  الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية بقياذة جبهة البوليساريو .  (واص)088/090