جوهانزبورغ (جنوب إفريقيا) 25 ماي2012 (واص)- أكد رئيس الجمهورية،الأمين العام لجبهة البوليساريو، محمد عبد العزيز اليوم الجمعة أن سحب المملكة المغربية الثقة من المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، كريستوفر روس يجسد أزمة مغربية حقيقية مع كامل منظومة الأمم المتحدة، في خطاب ألقاه أمام القمة الإفريقية الأولى حول الجاليات المنعقدة بالعاصمة الجنوب افريقية جوهانزبورغ.
و قال الرئيس محمد عبد العزيز أن "لجوء الحكومة المغربية إلى ما تسميه سحب الثقة من المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة لا يعكس أزمة بينها وبين السيد كرستوفر روس بقدر ما يجسد أزمتها الحقيقية مع كامل منظومة الأمم المتحدة، لأن ممارساتها تتناقض كامل التناقض مع مقتضيات القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني".
وأضاف أن "كل ما في الأمر أن الحكومة المغربية تريد أن تفرض منطقها وتجعل البعثة الأممية في الصحراء الغربية تتخلى عن مهمتها الرئيسية، وهي تنظيم استفتاء تقرير المصير، لتحولها إلى مجرد إدارة في خدمة سياسات المغرب التوسعية الظالمة".
وطالب رئيس الجمهورية الدول المشاركة في القمة ومن خلالها المجتمع الدولي قاطبة، التدخل العاجل "لإنهاء هذه الوضعية غير القانونية وغير الأخلاقية، وممارسة كل الضغوطات والعقوبات اللازمة على الحكومة المغربية حتى تمتثل للشرعية الدولية، وبالتالي تمكين الشعب الصحراوي من يوم واحد من الديمقراطية، يختار فيه مصيره بكل شفافية، عبر استفتاء حر، عادل ونزيه لتقرير المصير".
و استحضر رئيس الجمهورية إحدى الأسس الراسخة التي قامِ عليها مشروع الوحدة الإفريقية، وهي أن القارة لن تتحرر ما دام جزء منها يعاني من واقع الاستعمار والاحتلال، معربا عن أسفه الشديد لبقاء أجزاء من أراضي الجمهورية الصحراوية تحت الاحتلال المغربي.
و أشار الرئيس الصحراوي، بمناسبة هذا اليوم التاريخي لأفريقيا، اليوم الذي قررت فيه إفريقيا الإسراع في استكمال التحرر والتخلص إلى الأبد من كل أشكال الاستعمار والهيمنة، إلى أن المغرب "لا زال يحول دون تحقيق ذلك الحلم الإفريقي النبيل، ويعرقل تصفية الاستعمار من آخر مستعمرة في إفريقيا".
"المملكة المغربية تحتل بالقوة العسكرية أرض شعب إفريقي مسالم وتنهب خيراته ليل نهار وتمارس بحقه أبشع الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، الموثقة في مئات التقارير للمنظمات المختصة، بما فيها المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، وتقيم جداراً فاصلاً بين عائلاته، مدعماً بملايين الألغام المضادة للأفراد، المحرمة دولياً، وتعرقل بشكل ممنهج ومتواصل جميع الجهود الرامية إلى حل نزاع الصحراء الغربية، بما يتماشى وميثاق وقرارات الأمم المتحدة، وفي مقدمتها حق البلدان والشعوب المستعمرة في الحرية والاستقلال" يوضح رئيس الجمهورية.
و أضح أن "قارة إفريقيا العتيدة، مهد البشرية، التي عانت على مر العصور من شتى أنواع الظلم والاضطهاد، مطالبة اليوم بجعل يومها العالمي موعداً لالتفاتة عميقة تجاه ذاتها ومستقبلها، واستقطاب كل مهارات وكفاءات أبنائها، في جميع المجالات، المتناثرة في مختلف أنحاء العالم، لتجعلها قوة، ليس فقط لتطوير ونماء إفريقيا، ولكن لخلق قنطرة تواصل حضاري بين الشعوب والأمم".
وحيًا الأمين العام لجبهة البوليساريو في كلمته وبحرارة "هذه المبادرة المستنيرة التي ستقود دون شك إلى خلق دور ريادي للجاليات الإفريقية في العالم، يعزز روابط الصداقة والتضامن بين الشعوب عامة ويسهم في تنمية وتطوير القارة الإفريقية خاصة"، مهنئا الاتحاد الإفريقي وشركاءه في الكاريبي وأمريكا الجنوبية وغيرها على هذا العمل الخلاق، متمنياً له كل التوفيق والنجاح.
و استهل محمد عبد العزيز مداخلته بالتعبير عن "عميق الشكر والعرفان لجنوب إفريقيا، بقيادة فخامة الرئيس جاكوب زوما، على ما وفره من كرم الضيافة وحسن الاستقبال و، بالخصوص، على ما أبداه من متابعة واهتمام لموضوع الجاليات الإفريقية، منذ البدايات التحضيرية المبكرة، وصولاً إلى احتضان هذه القمة التاريخية الأولى من نوعها".
و نبه إلى ما يمثله موضوع الجاليات الإفريقية، من أهمية بالغة في تعميق التعاون والتنسيق بين شعوب القارة الإفريقية فيما بينها ومع شعوب أمريكا والعالم.(واص)
090/091 واص