مدريد (إسبانيا)، 03 يوليو 2024 (واص) - احتضنت سفارة غانا بمدريد حدثا ثقافيا حول الثقافة الصحراوية ، تحت شعار " فضاء من أجل الدبلوماسية والمجتمع المدني في القرن الواحد والعشرين .
وتسعى السفارة من خلال هذا الحدث إلى تقوية الهوّيّة الثقافية والتاريخ الإفريقي من خلال الدفع بعجلة الثقافة، حيث تم تقديم الكتاب:" أمّي معلّمتي: ذاكرة الصحراء الغربية"، للكاتب والشاعر الصحراوي بهيّة محمود أوّاه.
وعرف الحث مشاركة هامة من لدن شخصيات مرموقة تمثّل السلك الدبلوماسي المعتمد بالمملكة الإسبانية ، علاوة على العديد من الأكاديميين.
وقد ترأس فعاليات الحدث كل من سفير جمهورية غانا الدكتور محمد آدم، ومدير فضاء الدبلوماسية والمجتمع المدني السيد خوسي لويس إيثاغيرّي، كما شارك أيضا العديد من المختصّين قدّموا إحاطات معمّقة حول محتوى الكتاب المذكور وأهميّته بغية التعريف بكفاح الشعب الصحراوي وإسهامات هذا الأخير في الإرث الثقافي الإفريقي على العموم.
كما تمّ التوقف عند أهمية حضور الكتاب الأفريقي على الصعيد الدولي لمواجهة ما يروّج له الإستعمار الجديد ، وتقديم الحقيقة الإفريقية على ألسنة أبناء إفريقيا.
وكتاب:" أمّي معلّمتي: ذاكرة الصحراء الغربية"، تمّت ترجمته الى اللغة الإنجليزية من قبل الأستاذة دوروتي أودارتي ويليغتون، شكّل المحور الرئيسي للحدث.
ويضم الكتاب إطلالة على الحياة الإستعمارية وما بعد مغادرة الإستعمار للصحراء الغربية. نشر لأول مرة في العام 2011، تحت عنوان:" المعلّمة التي درّستني على لوح من خشب"، وهذه الطبعة تضيف جزءا جديدا للكاتب يروي ذكريات إضافية لأمّه، إضافة الى عيّنات من أشعاره التقليدية والثورية، بإستعمال طريقة توجيهية لها طابع جدّ خاص بغية تناول تاريخ الشعب الصحراوي و كفاحه العادل ضد التواجد الإستعماري الأوروبي واحتلال النظام المغربي.
ويرى سفير جمهورية غانا بإسبانيا أن هذا الكتاب يرمز الى معنيين إثنين: في المقام الأول، لأن صاحب المجهود إفريقي، وفي المقام الثاني، نتيجة التعاون بين كتاب صحراويين وغانيّين، ليصل المحتوى الى جمهور قرّاء عالمي. وأشار الدبلوماسي الغاني الى المشوار الطويل وإسهامات الكاتب والشاعر في الإرث الثقافي الإفريقي.
وتطرّف المتحدث الى التعاطي الإيجابي من قبل دار النشر اللّغويّة التي تأسست خلال العام 1883 ، الشيئ الذي يعتبر إعترافا بأهليّة الكاتب بهيّة محمود أوّاه ككاتب إفريقي وصحراوي على مستوى الجالية.
وقد إستهلّ الكاتب تدخله بالتركيز على التعهّد الإفريقي لمرافقة الشعب الصحراوي، والتمسّك القوي لصالح تحرير آخر مستعمر بالقارة تحت الإحتلال. كما تحدّث عن العلاقات التي تجمع بين الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية وجمهورية غانا ، موضحا أمام الحضور أن غانا هي أول بلد ينال استقلاله والصحراء الغربية هي آخر بلد يكافح من أجل هذا الهدف .
وتناول الكلمة أيضا عدة أكادميين معروفين بينهم الأستاذ خوستو بوليكيا بوليكا كاتب ينتسب الى الأكاديمية الملكية الإسبانية بجمهورية غينيا الإستوائية والأستاذ بجامعة صالامانكا ، والأستاذ خوان كاولوص خيمينو مارتين الأستاذ بجامعة مدريد المستقلة العارف بخبايا الثقافة الصحراوية، والأستاذة دوسيندا غارثيّا آلبيتي الأستاذة بإحدى الجامعات الأمريكية.
ولم يتطرّق هذا الفضاء الى عمق الثقافة الإفريقية المعاصرة فحسب، بل تعدّى ذلك الى خلق حوار ثقافي متعدّد الأوجه ، الشيئ الذي ساهم في فهم التاريخ والتجارب الإفريقية. على أن مبادرة سفارة جمهورية غانا بإسبانيا إنما هي خطوة بإتجاه نفض الغبار عن جهود الكتاب الأفارقة ومعالجاتهم، وخاصة أولئك المتواجدين بالساحة الأوروبية. (واص)