Skip to main content

ذكرى إعلان الجمهورية الـ 48: مكاسب سياسية ودبلوماسية واجتماعية، رغم إكراهات الاحتلال

Submitted on
ذكرى إعلان الجمهورية الـ 48: مكاسب سياسية ودبلوماسية واجتماعية، رغم إكراهات الاحتلال

الشهيد الحافظ 25 فبراير 2024 (واص) - يحتفي الشعب الصحراوي يوم الثلاثاء المقبل، بالذكرى الـ48 لإعلان الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية المصادفة لـ27 فبراير، في ظرف تميزه مكاسب دولية وقارية وجهوية، قانونية ودبلوماسية واجتماعية، رغم التحديات والإكراهات الماثلة على الأرض جراء الغزو والاحتلال .

كل سنة يتذكر الشعب الصحراوي ذلك الحدث التاريخي الذي سجل  يوم الـ27 من فبراير 1976 مباشرة بعد رحيل آخر جندي إسباني من الصحراء الغربية؛ حيث أعلنت يومها الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب (جبهة البوليساريو) على لسان المجلس الصحراوي المؤقت، عن تأسيس الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، اعتمادا على أسس قانونية وتاريخية، في مقدمتها حق الشعوب في تقرير مصيرها بنفسها، طبقا لمواثيق الأمم المتحدة خاصة القرارات 1514 و1541 و2625،  كذلك الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية 16 أكتوبر 1975 وإفادة لجنة تقصي الحقائق الأممية للجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 12 أكتوبر 1975  وحل الجماعة الصحراوية وتأسيس المجلس الصحراوي المؤقت 28 نوفمبر 1975 ردا على اتفاقية مدريد الثلاثية لتقسيم الصحراء الغربية 14 نوفمبر 1975.

منذ ذلك التاريخ وعلى مدار 48 سنة من عمرها، وبفضل كفاح واستماتة  شعبها تحت قيادة رائدة كفاحه ممثله الشرعي والوحيد المعترف به دوليا (جيهة البوليساريو) وبالرغم من الظروف الاستثنائية، فقد نجحت الدولة الصحراوية في الوصول إلى مصافِ الدول، ببناء مؤسسات حديثة متكاملة السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية، وبتجربة رائدة مكنتها من تحقيق إنجازات ومكاسب فرضت نفسها كحقيقة قارية ودولية وجهوية لا رجعة فيها، رغم إكراهات الغزو المغربي وظروف اللجوء والتشريد التي يعانيها الشعب الصحراوي منذ زهاء خمسة عقود.

 الاحتفال بالذكرى هذه السنة، يأتي في ظروف قارية ودولية صعبة، سمتها الرئيسية مواصلة درب الكفاح المسلح الذي تَجدد يوم الـ13 نوفمبر 2020، بعد نسف نظام الاحتلال المغربي لمخطط السلام وخرق اتفاق وقف إطلاق النار بين الجانبين.

هذا الكفاح الذي يتواصل حتى استكمال سيادة الشعب الصحراوي على كامل أرضه، كما أجمع على ذلك في شعار المؤتمر المؤتمر السادس عشر لجبهة البوليساريو "تصعيد القتال لطرد الاحتلال واستكمال السيادة" مُسجلا بكل فخر واعتزاز الجهود الجبارة لمقاتلي جيش التحرير الشعبي الصحراوي ومواصلة دك تخندقات قوات الاحتلال المغربي وتكبيدها الخسائر الفادحة على طول جدار الذل والعار.

وبالموازاة مع ما تحمله الذكرى الـ48 لإعلان الجمهورية الصحراوية من دلالات، تبرزها إنجازات ومكاسب على الأرض، كما أوضحت الأمانة الوطنية في دورتها العادية الثالثة شهر نوفمبر 2023 والتي منها :

ــ استمرار الجهود للرفع من مستوى جاهزية جيش التحرير الشعبي الصحراوي وتوسيع رقعة العمل القتالي وتصاعد وتيرته وما يلحقه بالعدو من خسائر بشرية ومادية وتأثيره النفسي والمادي  على جيش الاحتلال من خلال حرب استزاف متواصلة في ظل تواصل الأعمال القتالية الميدانية لجيش التحرير الشعبي الصحراوي ضد قوات الاحتلال المغربية على طول جدار الذل والعار.

وسجلت الأمانة الوطنية، تواصل نضالات وصمود وتحدي جماهير الشعب الصحراوي في المناطق المحتلة وجنوب المغرب لقوات الاحتلال المغربي، رغم الحصار والقمع الوحشي، في حين تتواصل ملحمة الأسرى المدنيين الصحراويين، وراء قضبان السجون المغربية الرهيبة، متسلحين بالتحدي والصمود والإيمان بمشروعية الهدف في مواجهة غطرسة وجبروت الآلة القمعية لدولة الاحتلال.

يحدث ذلك مع تجاوب الجماهير الصحراوية في كل مواقع الفعل وانخراطها الدؤوب في إنجاز البرامج المقررة والاستحقاقات المختلفة.

 على مستوى الأمم المتحدة، كان لقاء رئيس الجمهورية الأمين العام للجبهة مع الأمين العام للأمم المتحدة، والتأكيد على موقف الطرف الصحراوي المطالب بضرورة تحمل الأمم المتحدة لمسؤوليتها في استكمال تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية وما يتطلبه ذلك من تنفيذ بعثة المينورسو لولايتها من خلال تمكين الشعب الصحراوي من ممارسة حقه غير القابل للتصرف في تقرير المصير والاستقلال طبقا لمخطط التسوية الأممي-الإفريقي. في ظل رفض الشعب الصحراوي القاطع لسياسة الأمر الواقع التي تحاول دولة الاحتلال المغربية فرضها بالقوة في المناطق المحتلة من الجمهورية الصحراوية وتصميمه على مواصلة وتصعيد كفاحه بكل الوسائل المشروعة لبلوغ أهدافه في الحرية والاستقلال.

 على المستوى القاري، كان  موقف الاتحاد الإفريقي ودفاعه المستميت عن مبادئه المؤسسة في ميثاق الاتحاد الإفريقي وتعاطيه مع الشركاء على أساسه، أمرا تجلى أثناء محاولات عقد قمة الشراكة بين الاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية بالعاصمة السعودية الرياض، والتي لم يتم عقدها بسبب محاولة دولة الاحتلال وحلفاؤها القفز على قرارات الاتحاد الإفريقي بهذا الخصوص، في ظل التأكيد على دور الاتحاد الإفريقي في المساهمة في إيجاد حل سلمي ودائم للنزاع بين الجمهورية الصحراوية والمملكة المغربية على أساس مبادئ وأهداف القانون التأسيسي للاتحاد وقراراته ذات الصلة.

 نسجل في هذا الإطار ، حضور الدولة الصحراوية قمتي "البريكس والمناخ" مما عزز مكانتها ودورها قاريا ودوليا.

 يسجل كذلك وعلى مدار 48 سنة ، تأكيد الجزائر الشقيقة على موقفها التاريخي والمبدئي الداعم للشعب الصحراوي وقضيته العادلة المعبر عنه في كل المحافل والمناسبات الوطنية، الإقليمية والدولية، كذلك منافحة جنوب إفريقيا ومواقفها المشرفة ليس فقط في الدفاع عن الصحراء الغربية  بل عن كل القضايا العادلة في العالم في مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة وفي محكمة العدل الدولية.

أخيرا، قوة علاقات الأخوة وحسن الجوار بين الجمهورية الصحراوية والجمهورية الإسلامية الموريتانية، وتأكيد العزم على رفع وتيرة التعاون والتنيسق بين البلدين بما يخدم مصلحة الشعبين الشقيقين ويساهم في استتباب السلم والأمن والاستقرار في المنطقة.

هذا في وقت نسجل تكشف فضائح  النظام المغربي في المنتديات الدولية وفشله في مآربه رغم تحالفه مع الكيان الصهيوني واعتماده سياسة الابتزاز وشراء الذمم في علاقاته الدولية .

في المقابل يتكرس تواجد الدولة الصحراوية ليس فقط في الاتحاد الإفريقي ومؤسساته الدستورية، الذي يشكل رافعة دولية للدفاع عن القضية الصحراوية، بل كذلك على الصعيد الدولي خاصة في قمم الشراكة بين الاتحاد الإفريقي وبقية المنظمات والهيئات الدولية الشريكة، وكذلك المحاكم الأوربية .

 وتظل التحديات قائمة في مواجهة المصاعب، لكن إرادة وعزيمة وإيمان الشعب الصحراوي ستكون لها بالمرصاد كما قال الرئيس إبراهيم غالي "إنها مرحلة حافلة بالتحديات، ولكن شعبنا سيكون، كما كان دائماً، في مستوى التحدي، استعداداً وتعبئة وتجنيداً، على كل الساحات والمستويات".