برلين (المانيا)، 16 نوفمبر 2023 (واص) - أدان نائب ممثل جبهة البوليساريو بألمانيا السيد الصالح سيد البشير الدعم الفرنسي للاحتلال المغربي ، معتبرا ذلك يشكل حجر العثرة أمام أي تقدم ملموس نحو الحل .
الصالح سيدي البشير وفي مقابلة أجراها مع الصحيفة الألمانية يونكه فيلت وخلال رده على سؤال حول أسباب التقاعس الدولي عن إنصاف الشعب الصحراوي والدور السلبي للإتحاد الأوروبي في حل قضية الصحراء الغربية، أكد الدبلوماسي الصحراوي أن فرنسا، العضو الدائم بمجلس الأمن الدولي، تبقى حجر عثرة أمام كافة القرارات الداعية الى محاسبة المغرب منذ توقيع طرفي النزاع على اتفاق وقف إطلاق النار العام 1991 قصد إعداد الترتيبات اللازمة لإجراء استفتاء فوري لتقرير المصير. ولا تزال التغطية الفرنسية تشكل عرقلة لمساعي الأمم المتحدة.
وعلى مستوى الاتحاد الأوروبي، فإن المغرب يلعب أوراق ابتزاز مثل الهجرة غير القانونية والإرهاب وشبكات المخدرات للضغط على أوروبا بما يثنيها عن الانصياع للقانون الدولي في الصحراء الغربية.
الا ان الشعب الصحراوي يظل متمسكا بالدفاع عن حقوقه بالطرق التي يكفلها القانون الدولي، يضيف الدبلوماسي الصحراوي، معرجا على المعركة القانونية التي تخوضها جبهة البوليساريو منذ أكثر من 12 عاما على مستوى محكمة العدل التابعة للإتحاد الاوروبي باللوكسمبورغ، ورهانها على إلغاء اتفاقات الشراكة والصيد البحري والملاحة الجوية بين الاتحاد الأوروبي والمغرب، وترسانة الأحكام القضائية التي كسبتها على مستوى المؤسسة القضائية للاتحاد.
وأبرز ذات المتحدث أن محكمة العدل التابعة للإتحاد الاوروبي شهدت يومي 25 و 26 من شهر أكتوبر الفارط جلسات استماع بحضور المفوضية الأوروبية وجبهة البوليساريو. حيث وجدت المفوضية الأوروبية نفسها في موقف الدفاع عن النفس أمام المحكمة، وبخاصة حيال تحايلها المستمر على الأحكام القضائية السابقة لذات المحكمة. والأمر الذي بات لا مفر منه حاليا هو أن عقد أي اتفاق مع المغرب بشأن الصحراء الغربية لن يمر دون موافقة الشعب الصحراوي. مشيرا الى خلاصات المدعية العامة للمحكمة الأوروبية التي يتوقع صدورها آواخر شهر مارس المقبل.
وتطرق عضو البعثة الدبلوماسية الصحراوية بألمانيا في مقابلته الصحفية الى المظاهرات الحاشدة التي شهدتها العاصمة الأسبانية مدريد يوم السبت الفارط للتضامن مع الشعب الصحراوي ونضاله المشروع في سبيل تقرير المصير والاستقلال، مؤكدا انها شكلت محطة مهمة للدعم والتضامن، سعت من خلالها حركة التضامن الاسبانية مع الشعب الصحراوي وكذا جمعيات الجالية الصحراوية في عموم إسبانيا إلى التنديد باتفاقية مدريد المشؤومة عام 1975، مثلما كانت جرس إنذار لإسبانيا لتحمل مسؤوليتها القانونية والسياسية والأخلاقية تجاه الشعب الصحراوي بصفتها قوة مديرة للأراضي الصحراوية بنظر القانون الدولي.
وتطرقت المقابلة الصحفية إلى الحرب المستعرة بالصحراء الغربية نوفمبر 2020، والتي كانت لإخفاق وتقاعس الأمم المتحدة وبعثتها لتنظيم استفتاء لتقرير المصير بالصحراء الغربية مينورسو. حيث أكد اعتبر الصالح محمد سيد المصطفى أن المغرب، وبفضل استئناف علاقاته الدبلوماسية مع الكيان الاسرائيلي قبل ثلاث سنوات، تمكن من إدخال أسلحة جديدة، وبخاصة الطيران المُسير، للفتك بالمدنيين الصحراويين العزل، بما يعتبر جرائم حرب بنظر القانون الدولي. لن تمر دون عقاب.
وفي رده على الدور الذي يمكن أن تلعبه الجزائر خلال عضويتها بمجلس الأمن الدولي ، أوضح عضو ممثلية جبهة البوليساريو بألمانيا أن الشعب الصحراوي يعول كثيرا على عضوية الجزائر الشقيقة بمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة خلال الفترة 2024-2025 بدأ من شهر يناير القادم. وأن تلك العضوية المستحقة والجديرة بالاحترام تشكل مكسبا للقارة الافريقية ولكافة شعوب دول الجنوب. (واص)